هذا أنا , أيها الأصضدقاء , صرت في العاشرة من عمري , أحب مثلكم الشمس والأشجار والأزهار والعصافير المغردة , أحب أمي وأبي وأخواتي , وأهلي وجيراني , أحب مدرستي وأساتذتي , أحمل حقيبتي الجلدية , وأنطلق باكراً إليها , أصدقائي هناك ينتظروني , وسنقضي أجمل الأوقات , أنا أعمالهم بلطف وفي يوم العطلة , ألعب معهم , نركض , ونقفز , نتبارى في الوثب , والجري , لكنني , اليوم حزين ...
هل تعرفون لماذا؟؟
اليوم, هو يوم الجمعة , يوم العطلة الأسبوعية , وأنا لا أستطيع اللعب مع أصدقائي , لأن الجو ماطراً , منذ الصباح الباكر , والسماء ملبدة بالغيوم الداكنة والمطر ينهمر بغزارة , ولن أتمكن من الخروج إلى اللعب , وقفت خلف النافذة , في غرفة الجلوس , بدأت أراقب هطول المطر , كانت حباته الكبيرة تنقر زجاج النافذة , بلطف أولاً تب تب تب تبتب تبتب تب تب , ثم ازدادت , ياه , كا،ها حبال تصل الأرض بالسماء , وازدادت أكثر حتى خلت أن سطولاً تندلق , وش وش وش , مطر غزير , وألاشجار بدأت تغتسل , والطرقات تستحم , لقد صارت نظيفة لامعة !
ولم تمض ساعة أخرى , حتى انقطع المطر
وشاهدت مجموعة من الألوان الجميلة الشفافة , كانها الجسر المعلق , دهشت , ولم أعرف ما الذي يتسلق السماء , وينصب في وسطها , سألت أمي :- ما هذا الذي يشبه الجسر جسر النهر الحجري ؟!
مسحت أمي بحنان فوق رأسي وقالت :- إنه قوس قزح !
سألت ثانية :-
ومن بنى هذا القوس ؟
ضحكت أمي لقد أدهشها سؤالي , ضمتني إليها , وبدأت تشرح , كيف يتشكل قوس قزح :-
أنظر لقد طلعت الشمس , وتلك أشعتها تنعكس على قطرات المطر , والضوء الأبيض يتحلل إلى طيفه اللوني , أنظر , هذه ألوان الطيف من الأعلى بدأت تتدرج , اللون الأحمر , والبرتقالي , والأصفر , والأخضر , والأزرق, والنيلي , والبنفسجي , هتفت بفرح
سبعة ألوان جميلة يا أمي , سبعة ألوان !
هزت رأسها , وهمست :-
ما أروع جمال الطبيعة , ماأروع ما فيها من رقة وجمال !
لقد أعجبني قوس قزح , أعجبني كثيراً حتى أنني قصصت دائرة من ورق , مقويص قسمتها إلى سبعة قطاعات , هي ألوان الطيف , لونتها بدقة , ثم ألصقتها على بكرة خيوط فارغة لأجعلها تدور , بعد أن ثقبت بقلم الرصاص مركز المحور , ها هي ذي تدور , تندمج الأولوان وتدور , ألوان الطيف الشفافة تدور , وحين تزيد سرعتها تبدو الدائرة ذات لون أبيض , ما أجمل هذا!!
كانت لعبة جديدة من ألعابي , سوف أفاجئ بها أصدقائي وأصحابي .
لقد حبسني المطر ذلك النهار , لكنني استفدت كثيراً , فأنا قمت بعمل نافع , وما زلت أفكر بأن أكتشف شيئاً جديداً , ربما في المرة القادمة , أسلق قوس قزح , وأعرف ما يدهش أكثر , ربما ..!!
منقووووووووووووووووول
المفضلات