محليات
الأمير الحسن: آن الأوان لتوضيب البيت العربي للمشاركة في صنع المستقبل البشري
عمان-بترا - قال سمو الأمير الحسن بن طلال إن هناك ضرورة لتحريك الناس نحو أولويات تخضير إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا في سياق كلي للتركيز على بناء المفاهيم الإقليمية التي تقود إلى المشروعات المشتركة.
وأضاف سموه خلال كلمته الرئيسة التي افتتح بها الحلقة التشاورية حول تخضير إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا، في عمان امس الاثنين أن النهج الشامل في تقديم المشروعات التنموية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار العلاقات الثقافية تجاه حاجات الناس؛ مشددا أنه إذا كان عصر التخطيط المركزي قد انتهى فإن ذلك لا يعني أن عصر الأولويات قد انتهى.
وشدد سموه على حقيقة أن الناس يريدون إعطاءهم الفرصة لكي يمنحوا أفضل ما عندهم ويطوروا مواهبهم، معربا عن أمله بأن يتم تطوير برنامج فاعل ضمن الإقليم لجعل القانون يعمل من أجل الجميع.
وأكد سموه خلال الحلقة التي نظمها منتدى غرب آسيا وشمال إفريقيا (وآنا)، على حاجة المنطقة إلى مبادرة من أجل الوظائف الخضراء، بحيث يتم التوصل إلى برنامج عمل مشترك تلتقي فيه القواسم العالمية بالقواسم الإقليمية من خلال الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني، إلى جانب معالجة قضايا الفقر والهجرة والنزاعات والتغير المناخي ضمن إطار عمل فوق قطري يأخذ بعين الاعتبار العمل على التناغم بين الاقتصاد والمجتمع والثقافة والبيئة.
وقال سموه إنه آن الأوان لتوضيب البيت العربي حتى يكون لدينا نقطة انطلاق فكرية وأخلاقية للمشاركة في صنع المستقبل البشري، مشيرا إلى ضرورة تطوير خريطة طريق تكون حساسة للتحدي الاجتماعي للهوية العربية حتى يتمكن العرب من المشاركة الفاعلة المبنية على قاعدة صناعية منتجة.
ودعا إلى تعزيز الوعي وتطوير التحرك نحو مناخ تشاوري وليس تفاوضيا حول القضايا المشتركة على مستوى إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا، من أجل التوصل إلى كينونة فوق قطرية تعمل على تطوير القواسم الإقليمية من خلال الوعي بالمسؤوليات الإقليمية، وتقود إلى ترسيخ منهج محايد للتعامل مع الأسئلة الكبرى في المنطقة.
وقال سمو الأمير الحسن إن المنطقة بحاجة إلى سياسة تنموية أصيلة تأتي من داخلها وليس من خارجها وتستند إلى تقصي الحقيقة الاجتماعية والاستماع إلى الناس والتضامن الاجتماعي وزيادة الوعي ضمن الفاعلين بضرورة التركيز على القضايا الأساسية بعيدا عن التنميط والتسميات العرقية المختلفة.
من جهته تحدث سمو الشيخ عبد العزيز بن علي النعيمي المدير التنفيذي لمركز الإحسان الخيري في دولة الإمارات العربية المتحدة عن التحديات البيئية التي تواجه المنطقة بالإضافة إلى مناطق أخرى في العالم، بما فيها حجم السكان والتغير البيئي، مشيرا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في تبسيط هذه التحديات إلى أساسياتها والنظر إلى البيئة من الداخل.
وأبرز الشيخ النعيمي التداخل بين الاقتصاد والبيئة والتعليم خصوصا في سياق منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، مؤكدا أن البيئة دون أخلاق لا تكون فاعلة أو مستدامة.
وفي هذا الصدد بين أهمية التوحيد والاستخلاف والأمانة في هذا المجال.
وجمعت الحلقة التشاورية خبراء ورجال أعمال وأكاديميين وشخصيات من بلدان إقليم غرب آسيا وشمال أفريقيا، من ضمنها الأردن ومصر وفلسطين وسوريا واليمن والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى شركاء من اليابان.
وتهدف الحلقة إلى مناقشة طرق وأفكار حول تخضير المنطقة من خلال التعليم من أجل الأمن المائي والتنمية المستدامة وتحقيق قفزة نوعية نحو ثورة صناعية جديدة.
وكانت قضايا التعليم البيئي وتأسيس قاعدة صناعية خضراء حديثة وبنية تحتية إقليمية خضراء من بين الموضوعات ذات الأولوية التي اختارها المشاركون في منتدى وآنا السنوي الأول والذي عقد في عمان في نيسان الماضي، وجمع أكثر من70 من الخبراء والباحثين من المنطقة وشركاء من خارجها لتحديد التحديات الإقليمية إلى جانب مناقشة وتقييم المقتربات العملية لمعالجتها وتعزيز التعاون الإقليمي.
المفضلات