الإشاعة.. فراغ أخلاقي!
- لا يجد بعض الأشخاص ابتكارات جديدة أو قصصاً غريبة لتكون تسليتهم في ذلك اليوم، فيقومون باستخدام خيالهم لتجسيد قصص؛ قد يكون منها خيط رفيع من الصحة والباقي كما يسمى في وقتنا الحالي إشاعة لحدث لم يصل لأن يصبح قصة! حيث تعد الإشاعة من أخطر أنواع تداول الخبر غير المعروف منبعه، خصوصاً في صفوف المجتمع لما له من تأثيرات سلبية على الفرد.
علم الاجتماع
ابتدأت ناديا الهنداوي دكتورة علم الاجتماع حديثها بالآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
وأضافت تبدأ الإشاعة بمجموعة معلومات يتداولها الأفراد، وبناءً على تلك المعلومات يتم الاتصال بين الأفراد لتضاف معلومات غير صحيحة أو يضخم الخبر ليصبح نتاج الخبر إما الاستغراب أو الاستهجان أو الذعر والخوف من الخبر فيكون بذلك بعيداً كل البُعد عن الصحة والمصداقية الحقيقية، وتلجأ في الغالب بعض وسائل الإعلام لنشر مثل تلك الأخبار لتجد ما يثير الانتباه لتلك الوسيلة خصوصاً فيما يسمى بالصحافة الصفراء ، أما بما يخص الأفراد فغالباً ما تظهر تلك الرغبة بتداول الخبر مع اطلاق العنان للخيال من ذوي النفوس الضعيفة، وذلك من وراء الفراغ الأخلاقي والاجتماعي عند البعض .
وأشارت إلى أن الإشاعة هي النبأ الهادف الذي يكون مصدره مجهولاً.
وأرجعت سرعة انتشار الإشاعة إلى مجموعة من العوامل والمتغيرات المختلفة، ابتداءً بالتنشئة الاجتماعية وانتهاءً بالظروف الاقتصادية المختلفة، التي جعلت من الكثيرين يلجأون لمثل تلك الإشاعات لإثارة الشك وهدم الثقة بين أفراد المجتمع.
وأكدت أن من أكبر المحرمات في العقائد الدينية أن يتهم الفرد بضرر أو كفر أو خيانة أو أي اتهام ما لم يكن هنالك دليل.
مهنتهم الثرثرة
هكذا شبههم نضال الأسعد، وأضاف أعرف الكثيرين ممن يزاولون مهنة الثرثرة ولكن ليست المشكلة في الثرثرة! المشكلة في اللامسؤولية في نقل الكلمة أو المعلومة، فمن أبشع الصفات هي اطلاق معلومة أو دعاية عن شيء أو شخص فقط لدافع الثرثرة أو التسلية، فقد ينتج عن تلك الإشاعة نتائج سلبية للشخص أو الموضوع.
وذكر الأسعد قصة حدثت في المؤسسة التي أعمل بها، وكانت تفيد بأن أحد الموظفين الذي أسند إليه تدريب إحدى الموظفات الجدد، حيث ان هذا الموظف بالتحديد يتمتع بالسمعة الحسنة من حيث التعامل والأخلاق والالتزام الديني! وفعلاً بدأت الموظفة بالتدريب، وهنا بدأ السيناريو عند بعض الأشخاص الذين يتمتعون بالخيال الواسع والقدرة على الثرثرة دون وعي لما يطلقونه من كلام، فبعد عدة أيام من التدريب انطلقت إشاعة وجود علاقة بين الموظف والمتدربة الجديدة، وبعدها انطلقت الإشاعة الثانية والتي تؤكد تطور العلاقة وخروج الاثنين خارج العمل! فما كان على المسكين والمسكينة من كل تلك الإشاعات التي لا تتصف بالصحة أبداً إلا أن تركت المتدربة العمل في المؤسسة وهي ما تزال في أول الطريق! .
نفوس ضعيفة
وقالت ناهدة عصفور يحاول صاحب الشخصية الضعيفة في المجتمع ونتيجة شعوره بالنقص وعدم اهتمام الغير له أن يطلق القصص الخالية من الدقة ويطرحها على المجتمع حتى يلفت أنظار الناس إليه (والناس بطبعهم يميلون إلى الجديد) فيشعر بأن هذه الالتفاتة قد أعطته مكانة في المجتمع .
وأضافت اللغو وإطلاق الاشاعات السلبية من ضعفاء النفس وهو لا يعلم ما يقول غير أنه يتكلم فقط، ينبعث من الإحساس بالفراغ والتعويض عن الفشل في الغالب .
وأكدت أن هنالك بعضاً من الناس لمجرّد سماعهم لقضية معينة يقومون بنشرها وترويجها وهم غير موقنين بها وإنما ظنوا فحكموا وتسرّعوا في إشاعتها وفي هذا قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إنّ بعض الظنِّ إثمٌ).
وقالت سهى مبيضين -طالبة جامعية- هنالك قصص وإشاعات كثيرة نسمعها يومياً في نطاق الجامعة وتؤثر سلباً على الغالب على الافراد، فعلى الناس المحافظة على لسانهم من الزلة واحترام كلامهم من التحريف وجعل الضمير يقظاً محاسباً على كلامه والنفس سليمة صافية من دون شوائب للتخفيف من مشاكل هذا الزمن .
المفضلات