"مجموعة أهم الأحداث" : "احترموهم لكن لا تنتخبوهم" .... عنوان مقال لا أتذكر اسم كاتبه أو كم من وقت مر ،سنين أو عقود ، منذ أن قرأته . لكن ذاكرتي مازالت تخزن محتواه بدون تفاصيل.
المهم ، المقال عنوانه المذكور يتحدث عن الذين تجدهم عندما يكونوا خارج السلطة وتسمع حديثهم تقول عنهم أنهم "ملائكة الأرض". سيأخذون الناس عنوة ويدخلونهم في جنات الفردوس وسيجعلون حياتهم فراشها (الحياة) الحرير ومأكولاتها كل ما لذ وطاب...
لكن عندما يصلون إلى هدفهم ويتذوقون حلاوة الكراسي وما تحتها وخلفها تظنهم أناس آخرين غير هؤلائك الذين كانوا بالأمس يطربون الناس بكلامهم المعسول . وينطبق عليهم المثل الشعبي "ليس كل ما يقوله الفصيح صحيح...".
الفصيح هو صاحب ذالك اللسان الطليق الذي يرسم به كلماته كما يرسم الفنان بريشته أو الخطاط بقلمه... وقد تجد ذالك الفصيح في الأسواق يطرب الناس كلاما ليجمع مالا قد تكون بعض "الدريهمات" البسيطة لقضاء بعض من حاجاته اليومية .
وهي تعتبر مهملة قياسا بالفصيح الآخر الذي يطرب الجماهير ، خاصة في العصر تكنولوجية المعلوماتية من مرئية ،سمعية أو بصرية... " ، بكلام ليجمع به مزايا كرسيا يلد له ذهبا و ألماسا . ويكون هو الوحيد وحاشيته من يدخلون "الفردوس" التي وعد به الآخرين.وعليهم الانتظار خارج أبوابها (الفردوس) لوعود أخرى" ...
وإذا أرادنا التحقق من ذالك علينا بإلقاء نظرة على ما يحصل هنا و هناك من أركان الأربعة لكوكب الأرض. وإذا أخذنا مثالا عن العراق ،عندما كنا نسمع كلام المعارضين للرئيس الراحل صدام حسين كان يظن أنهم عندما يطيحون به (صدام حسين) سيجعلون من حياة الشعب العراقي جنات تجري من تحتها العدل والمساواة والعدالة...الخ.
وإذ بها شهادة القاضي الذي عين في البداية لمحاكمة الرئيس الراحل تكفي للإلقاء ضوءا ساطعا على المخزون المخفي لهؤلاء أصحاب "العدالة المطلقة" . المناقض تماما لكلامهم السابق عن العدالة ونزاهة القضاء مثل كلام ذالك الفصيح في الأسواق...وقس على ذالك.
وإذا كان صدام حسين عادل في توزيع الظلم ، على حسب ما كانوا يقولونه ، ويقتل الناس ويدفنهم في مقابر جماعية سترة لهم . فإنهم وزعوا ظلمهم بغير العدل بين الناس و لا يحترمون حتى قدسية الأعياد وغير الأعياد وجثث الناس و هي فاقدة لأرواحها ...
وعن كلامهم على احتكار السلطة من طرف خصمهم الراحل وتوريثها ، يكفي ما حصل في الانتخابات الأخيرة ليعطي صورة التشبث بها (السلطة) والانهزام في الانتخابات بالنسبة لهم لا يعني تركها إلا على جثثهم...
وإذا أخذنا مثال ثاني عن ما جرى للزعيم الليبي الراحل الذي كان يتهم من خصومه قبل وصولهم للحكم بسفك دماء الناس وهم أحياء، في ظلهم سفكت دماء الناس وهم أموات... وتبين أن حسابات البنكية للزعيمين المغضوب عليهما صفر تماما وليس هناك دليل مادي أن قصورهم الرئاسية أو غيرها...تم التنازل عنها لهما "بالقرش الرمزي"...
مقارنة بالأخبار التي تتداول عن الورثة الذين كانوا بالأمس يطلقون في الوعود من على الفضائيات و غير الفضائيات على الناس بالعدل في توزيع للحقوق و الثروات ... وإذ بالأخبار التي تتداول عن مخزون ثرواتهم المعروفة تعد بالمليارات في وقت قياسي . خاصة تلك الأرقام من منظمات حكومية غير حكومية التي تتحدث ما حصل و يحصل لثروات العراق ما بعد صدام حسين...
حمدان العربي الإدريسي
11.02.2012
المفضلات