أحبتي الاكارم
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله .... وبعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا 29 وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا 30 **
سورة النساء .. الايات 29-30
ويقول الله عز وجل في سورة الانعام .. الاية 151
** وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ **
أين نحن من هذه الايات التي يتوعد الله بها الانسان الذي يقتل نفسه وغيره بدون وجه حق وبأستهتار
واضح صريح بداعي الجهل والتجاهل وعدم ادراك المخاطر التي تحدث في أقدامه على السرعة في قيادة
المركبة التي يتحكم بها الشيطان وزبانيته .
كفانا أستهتاراً بأرواحنا وغيرنا لاسباب واهية غير عقلانية نتيجة القيادة بطريقة مجنونة لاثبات مهارة زائفة
ومحاولة أدراك أسبابٍ واهي ... نعم أحبتي ... فكثير من الحوادث حين نبحث عن أسباب حدوثها نجد ان
اسبابها ضمن هذه الدائرة المغلقة يقوم بتكوينها شبابٌ طائشون لا هم لهم سوى محاولة اثبات مقدرتهم
الواهية على السرعة والسيطرة على المركبة بحضور قرنائهم ممن يركبون معه ويشجعونه ... او انهم
يختارون لحظات سفرهم في أخر لحظة من الاجازة ليعودوا الى أعمالهم في دول عربية أخرى ، متناسين ان
ان للجسد درجة أحتمال محدودة للجهد والتعب وقدرة على اليقظة محدودة أيضاٌ .... يسابقون الليل والنهار بساعاته
ودقائقه يقطعونه غير مدركين ان أي حادث كان ما هو الا لحظات غفوة سببه ، لا يمنحون أجسادهم تلك
الراحة التي جسدهم بحاجة اليها لمتابعة المسير والتركيز على الطريق وأهواله ...
كفانا قتلاٌ لانفسنا ولغيرنا وما هي هذه الشواهد التي تطالعنا بها المصادر الاعلامية عن حادثٍ هنا أو حادثٍ
هناك الا دليلٌ قاطعٌ عن ابتعادنا عن دين الله عز وجل وسنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) وأستهتارٌ واضحٌ
بالنفس التي حرم الله قتلها .
ولنحكم قلوبنا قبل عقولنا الفارغة مصداقاً لقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم ... حيث
يقول في الحديث الشريف ( صلى الله عليه وسلم ) :-
الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد
استبرأ لعرضه ودينه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كراع يرعى حول الحمى ، يوشك أن يواقعه
، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت
صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب
الراوي: النعمان بن بشير المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - خلاصة حكم المحدث: صحيح
المفضلات