كشف مسؤول في مجموعة العشرين أن المجموعة بصدد بحث خطوات عملية لمعالجة الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء الذي يشهده العالم.
وأكد ري تشانغ يونغ المسؤول الكوري الجنوبي عن شؤون المجموعة أن المحادثات تجري لتطوير التعاون الدولي لحل مشكلات الأمن الغذائي قبل عقد قمة العشرين في باريس في وقت لاحق من العام الجاري.
وأوضح في مؤتمر صحفي عقد في سول اليوم أن دول العشرين ستبحث مقترحات تشمل سبل تحسين الشفافية في تداول الأدوات المشتقة المرتبطة بالغذاء والطاقة.
وأضاف أنه سيتم بحث مسألة استخدام الغذاء كوقود حيوي ودوره في أزمة أسعار الطعام، إضافة إلى أساليب التعاون بشأن القيود التجارية التي فرضتها بعض الدول.
وتأتي تلك التصريحات بعد يومين من إعلان منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزارعة (فاو) أن أسعار الغذاء العالمية سجلت مستوى قياسيا الشهر الماضي يفوق المستويات التي تسببت في اندلاع أعمال شغب في العديد من البلدان في 2008، محذرة من إمكانية أن تواصل أسعار الحبوب الرئيسية الارتفاع خلال العام الجاري.
كما طالب رئيس البنك الدولي روبرت زوليك أمس مجموعة العشرين باتخاذ خطوات عملية لإعطاء أولوية لتزويد الفقراء بالغذاء، معتبرا أن الأسواق الحرة وليس السياسات الحمائية هي الحل لتقلبات أسعار الغذاء.
ومبعث القلق الرئيسي لدى صناع القرار هو أنه إذا لم يكبح ارتفاع أسعار الغذاء فإن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي من خلال ارتفاع التضخم، وقد يؤدي للجوء بعض الدول للحمائية التجارية.
وأوضح تقرير للفاو صدر الأربعاء الماضي أن أسعار السكر واللحوم بلغت أعلى مستوياتها منذ بدء رصدها للأسعار في 1990، وارتفعت أسعار القمح والأرز والذرة وحبوب أخرى لأعلى مستوياتها منذ أزمة 2008.
إجراءات آسيوية
ارتفاع الأسعار شمل العديد من أنواع السلع الغذائية (رويترز-أرشيف)
وفي آسيا شهدت العديد من الدول ارتفاعا كبيرا في أسعار الغذاء، ففي إندونيسيا سجل معدل التضخم الكلي أعلى مستوى صعود له في 20 شهرا ببلوغه 7%، وعزي ذلك لارتفاع أسعار الغذاء وخاصة أسعار الفلفل خمسة أضعاف.
وحرص وزير الشؤون الاقتصادية الإندونيسي هاتا راجاسا اليوم على طمأنة مواطنيه بالقول إن الحكومة ستفعل ما يقتضيه الأمر للمحافظة على إمدادات الغذاء للبلد الذي يبلغ تعداد السكان فيه 240 مليون نسمة.
وأضاف أن المحصول المحلي في فبراير/ شباط سيخفف ضغوط أسعار الغذاء، مشيرا إلى أن الحكومة تسعى لشراء 1.3 مليون طن من الأرز.
وطمأنت تايلند -وهي أكبر مصدر للأرز في العالم- بأنها ستزيد حجم صادراتها من الأرز خلال العام الجاري لتبلغ 9.5 ملايين طن بدلا من تسعة ملايين صدرتها العام المنصرم.
من جانبها قالت الفلبين -وهي أكبر مشتر للأرز في العالم- إنها ستقلص وارداتها العام الجاري بمقدار النصف على الأقل بعد مشتريات قياسية في 2010.
وقال مسؤول في بنغلادش إن بلاده قلقة بشأن الأمن الغذائي، وإنها استوردت 250 ألف طن أرز من فيتنام لتعزيز المخزونات.
وتضخم أسعار الغذاء نال العديد من بلدان آسيا بما فيها الهند والصين اللتان وصل معدل تضخم أسعار الغذاء فيهما إلى أرقام في خانة العشرات، وجراء ذلك فرضت الصين مؤخرا ضوابط للأسعار لكي تضمن استقرار الأسعار بالنسبة للمستهلكين.
أفريقيا
وفي أفريقيا أعلنت إثيوبيا اليوم إجراءات لضبط أسعار الغذاء، حيث أعلن رئيس الوزراء ملس زيناوي أنه سيتم تحديد سقف لأسعار العديد من السلع.
وفي الجزائر شهدت أمس مصادمات بين مئات من الشبان وسلطات الأمن في عدد من المدن من بينها العاصمة، عزيت إلى ارتفاع أسعار الغذاء والبطالة.
المصدر: وكالات
المفضلات