الوطــن فـي عيونهــم
- ..''عندما يكون الاحساس بهذا العمق ، فهذا يعني بان الحب كبير.والوطن اكبر...فاجأتني تلك الرسوم ، ليس لانها غير متقنة ، قد تكون هناك موهبة، لكن قطعا لايوجد رسام محترف بين طلاب في المرحلة الابتدائية ، انضموا لاحد النوادي الصيفية لتنمية مهارات ابداعية مختلفة ،وعندما طلبت منهم ان يرسموا الوطن كما يروه بعيونهم ،.فاذا بالمشاعر ترسم اجمل اللوحات .''..
وتضيف '' معلمة رسم '' :'' ما شد الانتباه ..ان الرسوم برغم بساطتها ، حملت الكثير من حاضر جميل واستشراف لمستقبل اجمل ، عبر حلم بنهضة انسانية ،'تعليمية ،.ثقافية ،عمرانية واجتماعية ..بعيدا عن نظرة تقليدية تعود الصغار ان يعبروا من خلاها عن حبهم للوطن ، من خلال رسم سماء زرقاء صافية ، شمس مشرقة ، وعشب اخضر،' او مواضيع تعبير وانشاء تنتقي مفردات حقظها الصغار والكبار عن ظهر قلب هذا ما عبرت عنه الرسوم .''..
لوحات بسيطة جهلت التناسق في الالوان والخطوط ، ، واكتفت بما يمليه الشعور وان طغى اللون الاخضر والابيض على معظم الرسومات ، بعضها تربع على مساحة ورقة كاملة ، وهناك من الطلاب من اكتفى بتجسيد رؤيته في نصفها او اقل ..
رسم ''احمد13عاما'' مبنى لصحيفة اطفال تصدر كل يوم ، لايعمل بها سواهم ، يختارون مواضيعها، يحررون المواد التي تنشر بها،دون تدخل من الكبار، توزع مجانا على كل طفل يساهم برفدها بالمواد والرسوم ،ويقول : كثير من الكتاب يجهلون باننا نعيش عصرا مختلفا عن ذلك الذي عاشه اباؤنا ، مازالوا بعيدين عن احتياجاتنا ..الافضل ان نعبر نحن عما نريد !!
مدارس كبيرة حديثة ، وامام كل مدرسة اكثر من باص لنقل الطلاب، ازدحمت بها لوحة ''ريم12عاما'' وتقول :'' طلاب المدارس الخاصة هم الذين يتنقلون بالباصات ،اما اقرانهم في المدارس الحكومية،فهم اما ان يذهبوا سيرا على الاقدام ، او يستخدمون المواصلات المختلفة من ''باصات وتاكسيات '''مضطرين اذا كانت مدارسهم بعيدة عن البيت ، وهذا يتسبب بقلق الاهل من تعرض الصغار للحوادث المختلفة ، اما عندما يكون لكل مدرسة باص ، فذلك يجعل الامور اسهل. واكثر امانا ،فكثير من الاطفال قتلهم طيش سائقين متهورين .
ورسم''سامر 14عاما'' شوارع جميلة ونظيفة تخلو من المطبات والحفر ، وعلى الارصفة زرع اشجارا ومقاعد ، ووضع سلة مهملات بين كل بضعة اشجار حتى يتمكن المارة من القاء فضلات الطعام او الشراب فيها..يقول(من المؤلم ان نجد اناسا لايراعون اصول النظافة ، يلقون بزجاجة ماء او عصير مثلا من نافذة سيارة، وهناك من يلقي بكيس القاذورات من بلكونة بيته الى الشارع ، وهذا يشوه منظر مدينتا التي نحب ان تكون الاجمل ..
لكن ''عماد 10 سنوات'' ويعاني من هشاشة في العظام ، ومايزال يسير بمعونة عكاز بعد ان تعرض مرتين لكسر في الساق ، واضطر بسبب ذلك للغياب عن المدرسة ، فقد جسد رؤيته، من خلال رسم سيارة توزع الحليب على الاطفال ، يعلوها جهاز انذار، مثل سيارات الاسعاف ، تجوب الشوارع ، وتتوقف عند كل طفل ،تعطيه زجاجة من الحليب يشربها مجانا ويتم تشغيل جهاز الانذاراذا رفض الطفل احتساء الحليب ، حيث تقع عليه عقوبة وهي منعه من اللعب لمدة اسبوع ، فالحليب مهم لنمو الجسم والمحافظة على صحة العظام .
اما ''يزيد 11عاما''فقد استوحى رؤيته من فوز البتراء ، كاحدى عجائب الدنيا السبع ، رسم عربات مخصصة للاطفال ''بالمجان '' حتى يتمكنوا من مشاهدة الخزنة بلا عناء، فكثير من الصغاروكبار السن لايستطيعون السير في هذا السيق الطويل ، ويقول : اكثر من مرة ذهبت الى البتراء ، كان يحملني ابي على كتفه ، اجرة النزول للخزنة بالعربات مرتفعة جدا وقد لايستطيع كل الزوار دفع تكاليفها .
ما اجتهد في رسمه اطفال اليوم ،، رؤية مختلفة لقضايا هامة تلامس احتياجاتهم في الوطن الذي احبوا ،فتمنوا ان يروا كل مافيه جميلا ، يتسع لاحلام ومشاعر تجاوزت زيا يتباهون بارتدائه بالعيد ولم لا؟ فهم جيل المستقبل ومن حقهم ان يروا وطنهم كما يريدون بعيونهم ورسوماتهم وكلماتهم التي لاتعرف الكذب !!
المفضلات