كتبت رنا شاور :
مبروك للرأي الانجاز الذي انتظرناه طويلاً وتحقق أخيراً.. اطلاق موقع الرأي الالكتروني بشكله المهني الجميل بإشراف خيرة الصحفيين، وهم الأبناء الشرعيون الخارجون من رحم الصحافة التقليدية. ولمن لا يعرف كواليس الأمور، فإن فريقاً متكاملاً قطع شوطاً ماراثونيّاً من العمل على هذا التحديث طوال شهور طويلة، وتعب خلال هذه الشهور عشرات الزملاء وقد ألقوا براحتهم الشخصية جانباً ليخرج الموقع الالكتروني للصحيفة الأولى في الأردن بهذا الشكل المنافس وهذه المعلومة المتجددة.
ومع أنني ككثيرين جدا لا زالوا يتعلقون برائحة الحبر ويدينون بالولاء لورق الجريدة، لكن من الخطأ أن تبقى صحيفة ورقية دون موقع الكتروني تخصه بأخبار متسارعة.. الصحافة الالكترونية تبهرنا اليوم بأنفاسها المحسوبة بالدقائق والثواني، تحديث مجبول باللهاث وراء المعلومة يرجع الفضل فيه إلى صاحب الفضل من صحفيين لا يهدأون. ولعل من العدل أن يعلم القارئ أن مسؤولية المواقع الالكترونية، هي مسؤولية دقيقة تستنفذ أعصاب الصحفي للحصول على وجبة معلوماتية يقدمها للقارئ، والتدقيق في هذه المعلومة في سبيل المصداقية وحرية الرأي المسؤول واكتساب احترام الشارع.
ثلاثون زميلا وزميلة في دائرة الرأي الالكتروني من المحررين والمندوبين الصحفيين ومدخلي المعلومات ومصوري الفيديو ورسامي الجرافيك يعملون من أجل المستقبل الذي نبنى أسسه اليوم، انه الوعي الذي ستقوم عليه قناعات بأكملها، وإنها الوسيلة الأكثر إقناعاً لاجتذاب أجيال اليوم الذين لم يقلّبوا بيديهم جريدة ورقية. فبحسب المثل القائل: إذا لم يأت عمرو إلى الجبل فليذهب الجبل إلى عمرو، فإن ذلك يعني العمل من خلال أعين الأجيال القادمة والاستثمار في التقنيات التي تجتذب هذه الفئات العمرية وتمكنهم من تصفح أي شيء من خلال الكمبيوتر ومن خلال الهواتف النقالة والتقنيات الالكترونية من أي مكان وفي أي وقت.
الملفت كذلك أن الرأي تفتح للمرة الأولى باب الأخذ والعطاء إذ تتيح للقارئ أن يقول كلمته وللكاتب أن يعرف رأي قارئه.. وكم من تعليق للقراء سبق في جودته وموضوعيته مقالات الكتّاب. فها هي الرأي من خلال اقتحامها صحافة الانترنت صارت تسابق في تجذير صحافة المواطن أو المواطن الصحفي، وتكسر الجمود وتشجع القارئ على صنع المحتوى الصحفي ليصبح شريكاً حقيقيا ً لها.
مبروك للرأي هذه الإضافة الصحفية، ومباركة جهود الزملاء في ترسيخ صحافة الكترونية متجددة ومبدعة.. صحافة لن تمنح وقتاً كثيراً لنستوعب هيمنتها على الشارع الإعلامي.
المفضلات