علم الفلك عند الامم السابقة
نتابع احبتي هذا الموضوع ، ونتعرف الان كيف تعاملت الأمم السابقة مع هذا العلم
فالفراعنة قد بنوا الاهرامات وجعلوها ذات فلكية حيث يوجد في الهرم الكبير " خوفو " ممر يتجه نحو النجم القطبي آنذاك وكان أسمه " الثعبان " وهو احد نجوم مجموعة التنين ، كما وجد حديثاً أن شكل الاهرامات يطابق في السماء مجموعة الصياد وهي الجوزاء أو الجبار التي تظهر في الشتاء بنجومها الثلاثة المصطفة في خط واحد ، كذلك اشتهرت عن الامم الاخرى بنايات حجرية ذات دلالات فلكية ، وأقدمها على سبيل المثال هو Stone Henge) ) الذي يعتقد أنه بنُى في الفترة ما بين 2800- 1075 قبل الميلاد ما بين العصرين الحجري والبرونزي لا يزال الى يومنا هذا موجود في بريطانيا يحمل دلالات فلكية واضحة حيث يشير اتجاه صخرةٍ
الى نقطة الانقلاب الصيفي ، وصخرةٌ اخرى الى اقصى مكان يشرق منه القمر ، وهكذا .
وقد كان للمصريين دورٌ في الفلك حيث انهم كانوا يحسبون موعد فيضان النيل ويقرنونه بظهور نجم
( الشّعرى اليمانية ) المع نجوم السماء بعد الشمس والقمر والزهرة والمشتري ، وكان لهم تقويمهم الذي يحسبون بناءً عليه موعد الفيضان وأتسم هذا التقويم بالدقة ، فكانت سنتهم 25 , 365 رغم ان استخدامهم كان
لتقويم مدته 365 فقط .
وكذلك الصينيون ، حيث انهم صنعوا المزولة الشمسية واستخدموا هم ايضاً تقويماً مدته 365 يوماً .
كما اشتهروا بانهم قسموا حركة القمر بين النجوم في شهر الى سبعة وعشرين قسماً تعرف بمنازل القمر ، في حين ان العرب قسموها الى ثمانية وعشرون منزلةٍ .
دور الاغريق :
كان لليونان دور كبير واساسي في نشأة علم الفلك ، فقد ظهر فيها العلم لوجود الفلاسفة والمنطقيين والمفكرين ، فقد كان " طاليس " ( ولد 640 قبل الميلاد ) اول فلكي أعتقد بكروية الكون ، وذلك لان الاغريق كانوا يعتبرون الدائرة والكرة هي الشكل الكامل ، ثم بدء ارسطو ليقول بكروية الارض ومركزيتها للكون وإن الكون مقسم الى شقين الارض والسماء ، حيث تحيط السماء بالارض الثابتة التي لا تتحرك .
الاان "" ايراستوستنيس "" قيم مكتبة الاسكندرية في حوالي سنة ( 200 ) ق.م استطاع قياس محيط الارض بطريقة ذكية ، فقد سمع ان الشمس في أسوان تكون عامودية وقت الظهر يوم الانقلاب الصيفي ( 22/6 ) حيث تظهر صورتها في ماء البئر ، فقام في نفس اليوم بقياس ميلها عن مدينة الاسكندرية فوجده ( 7 ) درجات ، ثم سأل عن المسافة بين اسوان والاسكندرية ، وقام بعملية حسابية بسيطة فوجد ان المسافة بين المدينتين تساوي
( 1/ 50 ) من محيط الكرة الارضية ، وبذلك اكد كروية الارض وحسب محيطها بشكلٍ تقريبي ، وهي طريقة علمية تماماً ، رغم اننا لا نعرف الرقم الحقيقي للقياسات آنذاك ، وجاء "" هيبارخوس "" بعد ذلك ( 190- 120 ) ق.م وقدم اول اطلس للنجوم حيث صنف اكثر من الف نجم في السماء وكتب مواقعها ، وكان اول من اكتشف الحركة الترنحية ( الحركة الثالثة ) للارض والتي تسبب تغير موضع النجم القطبي ، وتغير ترتيب الابراج في السماء .
وأخيراً جاء "" بطليموس "" صاحب كتاب المجسطي الذي كان للعرب البعد الهام والرئيسي في نقله الى الحضارات واللغات الاخرى عندما قام "" عبد الرحمن الصوفي "" باعادة حساباته وصياغته الى كتابه
( صور الكواكب الثماني والاربعين ) .
وقد كان لبطليموس هذا شأن عظيم في الفلك ، فنظرية مركزية الارض ودوران الكواكب حولها في دوائر صحيحة لم تكن تفسر الاخطاء والحركات الكوكبية خاصة حركة تقهقر الكواكب او ما يعرف بتحير الكواكب
فبينما يكون الكوكب سائراً شرقاً بين النجوم اذ نراه يقف فجأة ثم يبدأ بالسير غرباً ويقف مرة اخرى ويعود ليتحرك كما كان شرقاً ، فلم يكن امام بطليموس الا ان يضع تفسيراً لهذه الظاهرة الغريبة وهي ان الكواكب في اثناء حركتها حول الارض تدور في دوائر صغيرةٍ تدعى ( فلك التدوير ) بحيث ان هذه الدوائر الصغيرة هي دوائر على نفس المدار الكبير حول الارض ، وبناءً عليه تفسرت حركة الكواكب وتنبأ لمواقعها أيضاً ولكن بشكل غير دقيق ، وكان له ان كتب كتابه المجسطي ( 140 ) ميلادية ، وبه انتهى عهد الفلك الاغريقي .
يتبع جـ 3
المفضلات