كتب - حاتم العبادي - تعاني جماعة الاخوان المسلمين في الاردن من حالة «إفلاس سياسي»، كشفت عنها عملية التعاطي مع تداعيات حالة «السقوط» التي تعرضت لها الجماعة في مصر.
وكشفت تصريحات قيادات في جماعة الاخوان المسلمين عن حقيقة حالة «افلاس سياسي»، التي تعاني منها الجماعة، التي تعكس حالة تناقض في المواقف، بالسلوكيات ايضا، خصوصا في محور التبعية بين «جماعة الاردن» و«جماعة مصر» او اقلها «التأثر» فيما يجري بمصر.
حالة الافلاس باتت واضحة من خلال الاتهامات التي توجهها قيادات في الجماعة بشكل عشوائي مستندة في حكمها بناء على «توقيت اتخاذ موقف سياسي» إزاء ما يجري في مصر، والياتها في التعاطي مع الحالة المصرية لاثبات الولاء للمرشد والجماعة، من خلال المسيرات والتصريحات والنشاطات التي تأتي في سياق ردود الفعل على عزل «مرسي» الرئيس المصري السابق.
محاولات جماعة الاخوان المسلمين، تخفيف واخفاء حجم التأثر بفشل «جماعة مصر» في تولي السلطة والحكم والاستمرار فيها، اخذ أكثر من شكل ومنحى الى حد التصرف بطريقة مستفزة ، فأصبحت تكيل الاتهامات للمصريين وتصف من عارض حكم مرسي و«جماعته» بالمتأمرين.
ردود فعل «جماعة الاردن» على ما جرى مع «جماعة مصر»، تعزز هذا التقييم، فهي في موقفها لم تحترم راي الشعب المصري، الذي اختار عزل رئيسه ، مع إقرار بحق المصريين الرافضين لقرار العزل الاعتراض وانتقاده وممارسة كل الوسائل القانونية لمواجهته.
لكن ان تقدم «جماعة اخوان الاردن» على ممارسات لا يمكن تفسيرها الا عملية تحريض على العنف في مقاومة القرار من جهة والتدخل بشان مصري داخلي من جهة اخرى، و اصدار الاتهامات بحق المصريين وغيرهم، بناء على طبيعة الموقف من قرار عزل الرئيس محمد مرسي.
الخسارة وحالة الفشل التي منيت بها الجماعة، كتنظيم دولي، في مصر، بالتأكيد ستلقي بظلالها في مختلف الدول، لجهة ان حالة السقوط والفشل كانت لها مبرراتها واسبابها، وهذا المبررات والاسباب تنسحب على «الجماعة» اينما كانوا، في ظل «تبعية المرشد» العمياء.
من هذه المبررات حالة التناقض في المواقف، وعلى سبيل المثال، لا الحصر، انقلبت حالة العداء والرفض لاتفاقيات السلام بين مصر واسرائيل، الى حالة التودد الى اسرائيل والذي بات واضحا في كتاب مرسي لرئيس دولة الاحتلال شمعون بيريز عند تعيين سفير جديد، إذ خاطبه بفخامة رئيس دولة اسرائيل وختم الرسالة موجها الحديث « لبيريز «ايها الصديق العزيز» ووقع رسالته ب»صديقكم الموفى».
وفي لعبة السياسة والديمقراطية، فإن المعارضة والحكم يكونان للوطن لا لغيره، فإن كنت في موقع الحكم فإنك تعمل من أجل الوطن، وان كنت في محور المعارضة فإنك تعارض من أجل الوطن، إلا ان «الجماعة» اينما كانت فإنها اينما وجدت تعمل لمصلحة التنظيم، والذي قد تتقاطع بعض مصالحه مع مصالح الوطن ولكن لو تعارضت فإن افراد وقيادات الجماعة يولون ويفضلون مصلحة التنظيم على الوطن.
هذا البعد كان حاضرا، في «جماعة الاردن»، الذي كالوا الاتهام للاردن ، وطنهم، اعتراضا على توقيت اتخاذ موقف اتجاه معطيات ما يجري في مصر، وهنا نسي «الاخوان» الاعتبارات الدبلوماسية والسياسية، التي روجوها وتعاطوا معها في معرض تبرير تودد مرسي لبيريز، وتعاطيه مع الولايات المتحدة التي طالما ردتت الجماعة في مسيراتها الاصلاحية بأنها «راس الحية».
ان اخوان الاردن نظموا مسيرات احتجاجية على قرار الشعب والجيش المصري بعزل رئيسهم محمد مرسي، وما زاد «الطين بله» انهم دعواعمالة مصرية وافدة، للمشاركة معهم، وما راكم الاخطاء وسوء التفكير والادارة، إطلاق هتافات مستفزة للمصريين سواء مؤيد او معارض.
العلاقة التنظيمية بين جماعات تنظيم الاخوان في مختلف دول مفترضة وموجودة ، ولكن العلاقة لا يجب ان تصل الى حد «التبعية العمياء» والرضوخ لإملاءات «المرشد»، فهل ما حصل على خلفية تبعات عزل «اخوان مصر» من السلطة يفرض اعادة ترتيب الاجندات والاولويات داخل بين «جماعة الاردن»؟
رد مع اقتباس
المفضلات