مقالات
أسبوع علمي ساطع وسط ضباب من اللغو!!
اتوقف عند كلمة الامير الحسن الجامعة في ختام الاسبوع العلمي الاردني الخامس الذي نظمته مدينة الحسن العلمية بعد جهد كبير بذلته سمو الاميرة سمية بنت الحسن رئيسة اللجنة التحضيرية للاسبوع العلمي والتي قادت فريقا من المتخصصين لتبني برنامج وطني شامل لمواجهة مختلف التحديات الاقتصادية.
كنت حضرت أحد بعض لقاءات الاعداد واستمعت لشرح عن مفهوم «التغيير» وضروراته للمتطلبات الاردنية ويبدو ان الكثيرين حتى من المدعوين لتلك اللقاءات او الذين تغيبوا عنها لم يدركوا قيمة الدراسات الاستباقية او التصورات ذات الرؤية البعيدة والعميقة واهميتها في رسم صورة المستقبل بما يمنع عنا كمجتمعات مداهمة المفاجآت حتى في القضايا الاولية المكونة لاسباب عيشنا ان لم نقل رفاهنا..
احتفي بكلام الامير الحسن وارى فيه رؤى غابت عن كثير من مفكرينا ومخططينا. فالاردن ليس معزولا ولا يجوز ان يكون، وهو ليس جزيرة ولا يجوز ان يكون، وانما جزء من شبكة عالمية وامتداداً لما يعيشه العالم او يشكو منه ومن هنا فإن التشخيص لقضايانا الملحة لا بد ان يأخذ علاجها ابعادا اقليمية وفوق وطنية، من هنا جاء قول الحسن « ان منطقة غرب اسيا وشمال افريقيا تحتاج الى منظومة اقليمية للمعلومات البشرية والطبيعية والاقتصادية للتعامل مع تحديات الالفية المقبلة «.ولاننا دفعنا وما زلنا ندفع ثمن التفكير القطري وممارساته واعراضه من استمرار «الحك» والتشرذم والمعاناة والضعف، فقد دعا الامير العرب الى ان يكونوا «جزءا من نواة فكر فوق قطري يأخذ بعين الاعتبار المشاريع الانسانية المشتركة بعيدا عن الاستثمار الافتخاري» ، ولعل الامير كان يدرك قبلا وفي زمن سابق للكثيرين مممن نظروا للقطرية تحت شعارات عديدة وارادوا ان يميزوها بمظاهر افتخارية قد لا تصمد طويلا حجم التآكل الذي اصاب الجسم العربي المخترق بكافة اشكال الضعف والتراجع، ولان النافع هو الذي يمكث في الارض وينفع الناس في حين يذهب اللغو ذهاب الزبد في البحر فقد جاءت الورش المنعقدة والتي ابرزها ورشة العمل الخاصة بمحور الفقر في الجلسة الخاصة بالتنمية ومحركات التغيير.
نعم نحن بحاجة الى خلاصة ما توصل اليه الاسبوع العلمي الاردني الخامس، والى ترجمة ذلك بمشاريع على الارض وخطط منقذة، باعتبارها تستند الى معطيات علمية بعيدا عن الارتجال والتخمين في قضايا استخدام الطاقة الشمسية واليات نشر التوعية في مجال ترشيد الطاقة.
الحسن واستنادا الى ما وفره الاسبوع العلمي من تشيخص ودراسات طالب بإصلاح سياسات التعليم ومناهجه واردنة العمالة باحلال الاردنيين محل العمالة الوافدة، وقد حث المواطنين على تغيير نمط سلوكهم الاستهلاكي وافساح المجال الى دور اوسع للشباب.
هذا الحصاد الوفير من رؤية الحسن وانجازات الجمعية العلمية الملكية يأتي ليتوج اربعين عاما من عمر هذا الصرح العلمي الذي وضع حجر الاساس له المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه، واناط المسؤولية في قيادته وتطويره للأمير الحسن والذي بدوره اندب الاميرة سمية لترجمة الكثير من جوانب رؤيته..
سلطان الحطاب
المفضلات