كتب- صلاح العبّادي - تزداد الاحداث داخل جماعة الاخوان المسلمين سخونة وتعقيدا، بعدما أطل الدكتور رحيل غرايبة، ومجموعة من القيادات في الحركة الاسلامية واعلنوا اشهار المبادرة الوطنية للنهوض بمشروع الإصلاح الوطني الشامل.
سخونة الاحداث تزداد تعيقداً وغموضاً بالنسبة لصقور الحركة، الذين عرفوا بتشددهم في اتخاذ مواقفهم، والسعي نحو «شد الحبل» دون النظر إلى النتائج المترتبة على ذلك.
خلال نحو اكثر من (20) شهرا من الحراك الشعبي، والحركة الاسلامية تعيش اجواء من التوتر، جراء سلوكات وممارسات ارتكبها او صدرت من بعض الصقور جعلت قيادات من صفوف الحمائم تتخذ مواقف صلبة، وتنفر من هذه السلوكيات. حتى أن الحركة الاسلامية غدت كمثل «الغربال» الذي يتسم بكثر الثقوب. وما ان شكل مجلس شورى الاخوان في شهر ايار الماضي، حتى كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير جراء طريقة تشكيله التي اثارت عددا من القيادات المتزنة وهم يرون الغبن يقع عليهم.
الحركة الاسلامية اليوم تعيش اجواء محتقنة جراء سلوكات قام ويقوم بها عدد من الصقور.
ومن المفاجآت التي ستكشف عنها الأيام المقبلة أن عددا من صقور الجماعة سيعودون إلى الظهور في تيار الحمائم في العلن في المستقبل القريب، لا سيما وأنهم يتدارسون واقع هذه الحركة ويتطلعون لاحداث التغيير الايجابي الذي يلقى قبوله في المجتمع. وفي ذلك عقلانية واتزانا، خصوصاً وأن الحركة الاسلامية ما عرفت في السابق بهذه المواقف المتشددة والهدامة، التي تبتعد عن المصلحة الوطنية العليا.الخلافات التي تدور داخل الحركة الاسلامية غدت واضحة وظاهرة للجميع، وبدت تنعكس على واقع سير الامور داخل الحركة، وتثبت للمتابع أن الحركة لم تعد كسابق عهدها، بعد سعي بعض القيادات وراء البحث عن النجومية في ابتداع اساليب الخطابة والتنظير وتجييش المواطنين.
الحركة الاسلامية ما زالت تحتفظ في قيادات لها مكانتها الاجتماعية المحترمة، ولها قبولها في المجتمع، وهم في الغالب من تيار الحمائم، وإن كانت تحفظات كثيرة من أبناء المجتمع تجاه قيادات من الصقور، جراء مواقفهم الهدامة والمسيئة لتاريخ الحركة الذي ما عرف عنه التجييش والتحشيد.
الايام القليلة المقبلة ستشهد انخراط الكثير من قيادات الحركة الاسلامية في المبادرة التي أشهرها الدكتور رحيل الغرايبة واعوانه من القيادات المتزنة، ويبتعدون عن حزب جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين؛ للمضي قدماً في هذه المبادرة البناءة التي يتطلعون ان تكون لها مكانة مرموقة في اهميتها ودورها ليسمو على دور الاحزاب.
المفضلات