عمان - الرأي - حض وزير الدولة لشؤون الاتصال والإعلام طاهر العدوان الشباب الأردني على عدم الارتهان لــ«هدير الشارع وآلية الشارع والتوقف قليلا للتفكير» في مقاطع المرحلة.
وقال خلال ندوة نظمتها الدائرة الثقافية في الجامعة أمس أن الشباب «مطالب بعدم بناء المستقبل على وقع الشارع والاحتجاجات والاعتصامات»، مبينا ضرورة التوقف وقفة تفحص تاريخ منطقتهم وبلدهم لتلمس المستقبل.
وكاشف العدوان، خلال الندوة التي اتسمت بالصراحة، كيف تحولت النظرة تجاه الشباب الذي كان ينظر انه» سلبي وغير مبالي غير أنه فجأة صار في الصدارة في العالم العربي» ملمحا إلى تفاجؤ الشباب أنفسهم بتغير الأدوار وأنه عليهم مسؤوليات.
ودعا الشباب أن لا يعتقدوا أنهم قادرون على القفز على الماضي بل عليهم التوقف قليلا، لكنه شدد على أن المسيرات ضرورية للضغط على المسؤولين لكنها ليست هدفا.
وأجرى الوزير العدوان عرضا موجزا لما شهده التاريخ من تحركات وثورات ديمقراطية حاصرا إياها في تجربيتن الاولى الفرنسية التي كانت جماهيرية أدخلت فرنسا في حالة من الفوضى نتيجة انها» لم تاخذ من الماضي شيئا»، والثانية اميركية تكمن من اضعاف الدولة لصالح المجتمع المدني، معرجا على ما شهدته أوروبا الشرقية.
وحض العدوان الشباب على ضرورة عدم الدخول في حالة من اللايقين على غرار الثورة الفرنسية نتيجة الانقلاب على الماضي أو الأجيال السابقة.
وفسر الوزير العدوان أسباب الوصول بالحالة العربية الراهنة نتيجة غياب مفهوم الدولة وظهر الحكومات ما بعد الاستعمار وظهور ما يسمى بالزعيم الأوحد أو الحزب الأوحد في» منطقة يزدهر فيها الاستبداد».
وفصل العدوان فروقات الحالة الاردنية عن الحالة العربية التي تشهد ثورات على غرار ما حصل في تونس ومصر والان سوريا وليبيا، مؤكدا أن الحكومات لم تكن استبدادية بل أن الشعب الاردني لم يخضع لاستبداد أو للبطش الاستعماري ما خلق شخصية أردنية معتزة بكرامتها تعيش مناخا انفتاحيا ومناخ حرية، لذلك لم تكن هناك علاقة قسرية أو حادة بين الحاكم والمحكوم.
وعلى صعيد الإصلاح، أوضح العدوان أن قصة الإصلاح قديمة مشيرا إلى أن مؤشر للإصلاح كان منذ العام 2005 حيث ولدت وزارة التنمية السياسية لكنها كانت ديكورا
وأكد انه لم تكن هناك ارداة جادة لإحداث نقلات قوية في مجال الإصلاح بل ظهرت تنظيرات أن الإصلاح السياسي سيؤثر على البلد بسبب الملفين الفلسطيني والعراقي لكن بعد الأزمة الاقتصادية العالمية وما خلفته من ظروف معيشية صعبة بدأت تبريرات هذا التوجه تتلاشى ما ولد إرادة حقيقية للإصلاح لكنها اصطدمت بقوى كانت ترى أن الإصلاح لا توجد فيه» ضمانة أمان لهم في الاستمرار في تبوّء المناصب أو فيما نهبوه وسرقوه من عمليات سمسرة».
لكن العدوان خلص إلى أن الجميع الآن «مجبر» على الإصلاح في هذه المرحلة بدليل أن الحكومة تبحث ألان عن آليات لتحقيق الإصلاح ضمن سقوف زمنية محددة، مشددا على ضرورة أن تنجز لجنة الحوار الوطني قانوي الانتخاب والأحزاب للوصول إلى نتيجة إيجاد أحزاب برامجية ذات أغلبية برلمانية تفضي إلى تشكيل الحكومة.
وقال إننا»جيمعا دولة ومجتمع وشباب بصدد بناء مناخات ومؤسسات ديمقراطية في إطار مؤسسي وفق أسس المواطنة واحترام حقوق الإنسان والحريات»، مبينا إننا ننطلق من واقع يجب تغييره تستدعي الحوار وتقبل الآراء.
وشدد على ضرورة أن يؤدي الإصلاح الى أن ينتج أحزاب جديدة تضم التيارات الشبابية لا أن تحافظ على الأوضاع الحزبية الحالية لأنه حينها «لن يكون هناك إصلاح».
ودار حوار بين الوزير العدوان وطلبة شاركوا في اللقاء، أداره أستاذ قسم علم الاجتماع في الأردنية الدكتور موسى اشتيوي، اتسم بالجرأة في النقاش حول أسباب تدني تمثيل الشباب في لجنة الحوار الوطني وكفاية المدة الزمنية المقررة لانجاز عملها، واعتصام دوار الداخلية.
المفضلات