واشنطن – وكالات:
اعتبر الرئيس الامريكي باراك اوباما امس ان الاسرائيليين والفلسطينيين "تخطوا التوقعات" عبر استئنافهم الحوار المباشر حول السلام الاسبوع الماضي .
وقال اوباما خلال مؤتمر صحفي في واشنطن ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس "حضرا لتحقيق هدف لافتا الى ان "الجدية والود" اللذين أظهراهما "تخطيا بصراحة توقعات الناس".
واضاف "ما اود قوله في شكل اساسي ان الخطر كان يستحق المجازفة لان البديل هو وضع قائم لا يمكن ان يكون دائما"، واعدا "باننا سنستمر في المحاولة" حتى لو اخفق الحوار المباشر.
وشدد اوباما على اهمية السلام في الشرق الاوسط بالنسبة الى امن الولايات المتحدة، موضحا ان امرا كهذا "سيبدل المشهد الاستراتيجي في الشرق الاوسط" خصوصا في مواجهة ايران ودعا اوباما اسرائيل الى تمديد قرارها بتجميد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة والذي ينتهي مفعوله مع نهاية سبتمبر، في موازاة دعوته الفلسطينيين الى تسهيل هذا القرار عبر اعلان نيتهم انجاح عملية السلام.
وتهدف المفاوضات المباشرة بين الجانبين والتي استؤنفت الاسبوع الفائت في واشنطن الى التوصل خلال عام الى "اتفاق اطار" يحدد الخطوط الكبرى لتسوية نهائية للنزاع.
من جانب اخر بررت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امس غيابها عن استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين في الثاني من سبتمبر في واشنطن، في مواجهة الانتقادات التي تعرضت لها في اوروبا خصوصا فرنسا.
وقالت اشتون للصحفيين على هامش اجتماع في بروكسل مع وزراء الخارجية الاوروبيين انه في ذلك اليوم، اخترت ألا أكون في الصف الثاني في حديقة البيت الابيض وأن أكون في صلب محادثاتنا مع الصين" التي تشكل "فرصا مهمة وذات دلالة".
ورفضت فرضية ان يكون الاتحاد الاوروبي بعيدا من جهود السلام في الشرق الاوسط، وقالت "هذا خاطىء تماما نحن ملتزمون بعملية السلام في الشرق الاوسط ونريد ان تتقدم ولدينا دور كبير جدا" فيها.
وكانت اشتون قد دعيت للتوجه الى واشنطن لحضور استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، لكنها فضلت التوجه الى بكين لإجراء محادثات مع المسؤولين الصينيين تتصل بالشراكة مع الاتحاد الاوروبي.
وقالت ان موفد اللجنة الرباعية الدولية توني بلير سيتولى تمثيلها في العاصمة الامريكية، علما ان الاتحاد الاوروبي عضو في هذه اللجنة.
لكن هذا الغياب كلفها انتقادات وجهها اليها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في نهاية اغسطس، ثم محافظو البرلمان الاوروبي هذا الاسبوع. وانضم اليهم في بروكسل وزير خارجية لوكسمبورغ الذي قال "اكن احتراما كبيرا لتوني بلير، لكن بلير ليس ممثل الاتحاد الاوروبي في واشنطن".
واضاف الوزير "ليست مهمتي ان احدد جدول زيارات السيدة اشتون لكنني اعتقد ان على الاتحاد الاوروبي ان يكون لاعبا قويا جدا، وهنا اتفق تماما مع صديقي كوشنير، علينا ان نظهر ان الامريكيين ليسوا الوحيدين الذين سيجدون حلولا ملائمة". في المقابل، دافع نظيره الفنلندي الكسندر ستاب عن وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، مؤكدا انها "اتخذت القرار الصائب".
وفى طهران وصف المرشد الاعلى للثورة الايرانية آية الله علي خامنئي محادثات السلام في الشرق الاوسط بانها مسعى آخر من قبل الغرب للتستر على الجرائم الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية. وتابع خامنئي في خطبة عيد الفطر في طهران "لا يمكنكم فحسب أن تجلسوا وتراقبوا قمع الفلسطينيين ثم تعقدوا فجأة مؤتمرا للسلام".
وتساءل خامنئي الذي يتمتع بالقول الفصل طبقا للدستور في جميع شئون الدولة "ما السلام؟ السلام بين من؟" وتابع "الهدف مما يسمى بمؤتمر السلام كان التستر فحسب على جرائم النظام الصهيوني". وتعد تلك المفاوضات أول محادثات سلام مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ نحو عامين.
وقال خامنئي لقد "احتل غاصبون وهم الاسرائيليون ارض شعب اخر وهم الفلسطينيون ويستخدمون كل الوسائل لقمعه. ويراقب الغرب والولايات المتحدة والاخرون كل هذا دون اكتراث ثم ينظمون مؤتمرا من اجل السلام".
كما ندد خامنئي بالمضطهدين الصهاينة الذين يطلبون من الفلسطينيين القبول بتهويد القدس وفلسطين الغالية"، مضيفا ان هذا "اكبر جرم يقترفونه". واضاف ان "الفلسطينيين سيكون بامكانهم تخليص ارض فلسطين من النظام الاسرائيلي الدمية".
المفضلات