قبيل شروق الشمس.. وفي موسم الشتاء والبرد والمطر.. أرسل لنا الله أنوارا سبعة ..بعدد سماواته.. وبعدد أيام أسبوعه.. بعدد أبواب النار.. وبعدد مدارات الذرة.. بعدد أشواط الطواف حول الكعبة.. وبعدد السعي بين الصفا والمروة.. وبعدد عجائب الدنيا..... أنوارا سبعة تتمثل بسبعة ألوان أرسلها لنا رب الكون على شكل قوس يزين سماء البلاد.. فعرفت عند رؤية ذلك القوس أن المطر في أجازة ذلك النهار.. فقد تعلمت من أجدادي أقوالا عدّة ومما تعلمته عن قوس قزح " إن قوست من باكر احمل عصاك وسافر" وبرؤية قوس قزح يشع نورا في سماء بلادي فجرا عرفت أن الله أرسل لنا قطرات من الندى تنوب عن الغيث والأمطار.. لتبلل وجنات نافذتي وتزينها بقبلة خجولة.. وتتوجها بمسحة بريئة براءة الأطفال .. وعلمت أيضا أن الله أرسل لنا ورودا فواحة.. ليشتم عبقها المارة والمسافرون في ذلك اليوم.. ويتفاءل بمنظرها الجاهدون والمناضلون.. وتتزين بها الصبايا والنساء قبيل انقضاء النهار وبلوغ المساء.. وقبيل انقضاء الأجازة المقررة للمطر .. وأمطاره .. ورياحه.. وبرده.. ودفئه.. وفي مساء اليوم التالي عاود قوس قزح زيارة بلادنا وزين عرش سماءنا .. لأعود مجددا لأقوال أجدادي " إن قوست من عشية دورلك على قُرنة (زاوية) دفيه" .وعلمت أن أجازة المطر أوشكت على الانتهاء وسيعاود قريبا زيارتنا ليبلل سماءنا وأرضنا.. ويغسل الحقد والغضب.. ويروي البساتين والغابات.. وعرفت حينها أن الله خلق الماء لنتعلم منه الحياة والتجدد ومعنى العطاء.. وعرفت أيضا أن قطرات الندى .. والورود ولمعان الماء.. خلقت جميعها من قلوبنا.. ومن بياض تلك القلوب خلق السحاب.. وخلق الضباب.. لتتساقط الثلوج عبر الضباب فتتطاير ملتفة تعانق قوس قزح وتتناثر بين الأرض والسماء فيتمايل قوس قزح متراقصا لتخترق أشعته ضباب السماء وثلوجه مرسلة أشعتها إلى وجهي معلنة عن بداية عمر جديد مليئا بالخير .. من خيرات المطر.. ومزيناً بالنور من ضوء قوس قزح.. وناصعا بالبياض من بياض الثلج وطهارة الضباب........
المفضلات