هل يعاني ابني من عسر القراءة «الدسلكسيا» ؟
ما هي صُعوبات التَّعلُّم المُحدَّدةِ في القراءة؟ وما المقصودُ بعُسرِ القراءة؟ وما هي الدِسلكسيا؟
المصطلحاتُ السَّابقةُ جميعُها متبادلةٌ وتُشيرُ إلى مفهومٍ واحد، وهو أنَّ الطَّفل يعاني من اضطراب تَعلُّميٍّ يَظهرُ بشكلٍ أساسيٍّ على شَكل صعوباتٍ في القراءة والتهجئة - وهو منفصل - ويختلف عن صعوبات القراءة النَّاجمةِ عن أسبابٍ أخرى. والمُتمثِّلة في مشكلات الرُّؤية، السَّمع، أو النَّاجمة عن تدني الذَّكاء. مع العلم أنَّ هؤلاء الأطفال يتمتَّعون بذكاءٍ طبيعيّ أو حتى فوقَ الطبيعيّ لوجودِ احتماليَّة أنْ يكونوا أيضاً ضمن فئة الطلبة الموهوبينَ الذين يُعانون من الدِسلكسيا. بالإضافة إلى أنَّ الشَّكل الخارجي للطلبة الذين يُعانون من الدِسلكسيا لا يَدُلُّ على وجود إعاقة، فالدِسلكسيا تَرتبطُ بمشكلاتٍ معرفيَّةٍ وتحصيليَّة ٍ داخليَّة ٍولهذا غالباً ما تُسَمَّى بالإعاقة الخفيَّة. ويواجه الطِّفلُ الذي يعاني من الدِسلكسيا تحدياً أو أكثر من التالية:
- لديه مُشكلةٌ في نُطق أصواتٍ مُعيَّنة.
- لديه مُشكلةٌ في تركيبِ الأصواتِ لنُطقِ كلمةٍ عند القراءة.
- لديه مُشكلةٌ في تحليلِ الأصواتِ المُكَوِّنةِ للكلمَةِ عند الكِتابة.
- لديه مُشكلةٌ في تمييز الحروف ذاتِ الأصواتِ المُتشابهة (مثال: «د» و «ت» ، «س» و «ص») في الكَلام وعند الكتابة.
- لديه مُشلكةٌ في إعادةِ المعلوماتِ المسموعَةِ قريباً.
- لديه مُشكلةٌ في الرَّبط ما بين أصوات الحروف وأشكالها عند الكِتابة.
- ينسى شَكلَ الحروف.
- يصعُبُ عليه قراءة الكلماتِ المُتشابهة في النَّص (مثال: عَمان عُمان).
- يقْلِبُ أو يعكسُ الحروفَ عند الكتابة.
- يُغَيُّر ترتيبَ الحروفِ عند القراءة أو الكتابة (مثال: بيت، تيب).
- لديه مُشكلةٌ في تَذَكُّرِ الكلماتِ الشَّائعةِ المَرئيَّة (مثال: أبي، أمي، المدرسة).
- لديه مُشكلةٌ في النَّسخِ من الكِتابِ أو اللوحِ إلى الورقة.
- يكتبُ الكلماتِ بالطَّريقةِ التي يسمعُها بدلاً من الطَّريقة الصحيحة لكتابتها (مثال: لهو بدلاً من لهُ).
- يقرأ ببطءٍ ويبذلُ جهداً كبيراً في القراءة.
أمَّا أهمُّ الحقائقِ المرتبطةِ بالدِسلكسيا فهي:
1- الدِسلكسيا هي أكثرُ الإعاقات انتشاراً بين صعوبات التَّعلُّم والأطفال الذين يعانون من هذه الإعاقة لديهم مُشكلاتٍ واضحةٍ في المُعالجةِ اللُّغويَّة.
2- تُشيرُ الإحصاءاتُ العالميَّةُ إلى أنَّ واحدا من بينِ كُلِّ خمسةِ أطفالٍ يُعاني من الدِسلكسيا.
3- حَوالي 70 إلى 85% مِنَ الأطفالِ الذين يحصلونَ على خدماتِ التَّربية الخَاصَّةِ تحتَ مُسَمَّى صعوباتِ التَّعلُّمِ يُعانونَ مِنَ الدِسلكسيا.
4- الدِسلكسيا لا تَعني أنَّ الطَّفل يُعاني مِنْ خللٍ شاملٍ في اللُّغة، ولكنْ ضُعفٌ مُحدَّدٌ في المَناطقِ المَسئُولةِ عَنِ الوعي الصوتيِّ أو المُعالجةِ البَصريَّةِ في الدِّماغِ والتي تُؤثِّرُ بشكلٍ مباشرٍ على عمليِّة القراءة. وخصوصاً في المناطقِ الدماغيَّةِ في الجُزءِ الأيسرِ مِنَ الدِّماغ والمسئُولةِ عن دمْجِ الأصواتِ لتشكيلِ الكلمات، أو تحليل الكلمات إلى أصواتها مثل بروكا و ويرنيكا (Broca، Wernicke). كما أنَّ الدِّراسات العلميِّة تُشيرُ إلى أنَّ الفَص القذالي (Occipital Lobe) والموجود في الجُزءِ الخلفي من الدِّماغِ لا يعمل في الشَّكلِ المَطلوبِ من أجلِ المُعالجةِ البَصريِّة للكلمات والتَّنسيقِ مع المناطق الدماغيِّة السَّابقةِ الذِّكرِ لتسهيل عمليِّة القراءة.
5- يَستخدمُ الأطفالُ الذين يُعانون مِنَ الدِسلكسيا الجانبَ الأيمن مِنَ الدِّماغِ للقِيامِ بمَهمَّاتِ المُعالجةِ اللُّغويَّة المُرتبِطةِ بالقراءة، بينما يستخدمُ الأطفالُ الذين لا يعانون مِنْ هذهِ المُشكلةِ المُناطقَ الدِّماغيَّة الثَّلاثَ السَّابقةِ الذِّكر في الجانب الأيسرِ مِنَ الدِّماغِ للمُعالجَةِ اللُّغويَّة.
6- يتميَّزُ الأفرادُ الذين يُعانونَ مِن الدِسلكسيا بأفكارهم الإبداعيَّة وذكائهم المُرتفع في بعض الحالات (مثال: ألبرت أينشتين، من أهمِّ علماء الفيزياء على مَرِّ العصور وصاحب النَّظريِّة النسبيِّة الشهيرة).
7 - تُشيرُ الدِّراساتُ العلميَّة إلى أنَّ نسبةِ احتماليَّة ِ مُعاناةِ الطِّفل من الدِسلكسيا تصل إلى 50% إذا كان أحدُ الأبوين ِ يُعاني منها. وللأسفِ قد تصل النِّسبة إلى 100% عندما يُعاني الوالدان كلاهما منها.
8 - تتراوحُ حالات الدِسلكسيا من البسيطةِ إلى الشَّديدة. وحوالي 40% من الأطفال الذين يُعانونَ من الدِسلكسيا، يُعانونَ أيضاً من اضطراب نقصِ الانتباهِ والنَّشاط الزَّائد. بالإضافةِ إلى أنَّ الطلبة الذين يُعانونَ مِنَ الدِسلكسيا يبذلونَ الكثيرَ من الجُهدِ والذي يُقَدَّرُ بخمسةِ أضعافِ الطَّاقةِ المطلوبةِ لإنجازِ المَهمَّاتِ التَّفكيريَّةِ المرتبطة بالقراءة والكتابة.
9- الدِسلكسيا ليست مَرضاً ولذلك ليسَ هنالك عِلاج. ولهذا يُوجدُ أساليب أخرى لمساعدةِ الأطفالِ ذوي صعوبات التَّعلمِ مثل: التّدخُّل التَّدريسي العلاجيّ، والتكنولوجيا المساعِدة (مثال: الكتب الصوتية)، والتَّعديلات والتَّكييفات الأكاديميَّة (مثال: زيادة وقت الإجابة على الامتحان، وتعديل الطريقةِ التي يُقدَّمُ بها الاختبار). كُن حِذراً إذا سمعتَ عن علاجٍ طبيٍّ لشفاء الدِسلكسيا؛ لأنّ هناك الكثير من الإشاعات غير المستنِدة إلى البَحث العلمي. ومع هذا يجب مراعاة أنَّ بعض الأطفال ذوي الدِسلكسيا قد يستفيدونَ من الدَّواء للتَّخفيف من الأعراضِ المصاحبةِ لاضطراب نقصِ الانتباه والنَّشاط الزَّائد، وبالتالي تحسين الانتباه وزيادة التعلم.
10 ـ الطلبة ذوي الدِسلكسيا لا يَرَونَ الكلمات بشكلٍ معكوسٍ أو مقلوبٍ. المُشكلةُ الرئيسةُ هي في الدِّماغ، إذ أنَّ الطالب يواجه عجزا في التَّفسير الدِّماغيّ للاتجاهات (مثال: يمين ويسار، أعلى وأسفل) مما يؤدِّي إلى ظهور مشكلةِ قلبِ أو عكسِ الحروف في القراءة والكتابة.
المفضلات