[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]مللتُ تلك الزاويه المليئة بالرطوبة .. ومللتُ تلك الطاولة
الخشبية القديمة والكرسي المهتريء.. ما زال كل شيء
كما هو .. الستائر الجدران الابواب النوافذ الازهار اليابسة
ما زال كل شيء كما هو في معاقل الغربة والترحال.
ما اصعب العيش في معاقل الغربة وسجون الوحدة
وانت تعيش مع اهلك وعائلتك تحت سقف واحد ... وتعيش
في حي شعبي يكثر فيه إزدحام الناس وحركات المرور..
تلك هي قصتي .. قصة حاكتها انامل الغربة على مخارز
الالم والوجع .. فولِدت من رحم المعاناة آآآآآآآآهاتي .. وفُطمت
من ثدي الوحدة أبتساماتي ... وكنت هناك على ادراج
الغربة ادق الابواب واجلس على العتبات .. امسح دموعي
واُحاكي صمتي .. كنت اجلس بفستاني الازرق وجدائلي
الشقراء اُناجي من يحررني من وحدتي وغربتي ويأخذني
الي مدن النور ...
منذ طفولتي وانا اكتب .. كتبت الشعر والنثر والحكايات
والقصص والخواطر والمقالات .. طوّعت العبارات والكلمات ..
زخرفت الحروف والسطور والحواشي .. كتبت في شتى
المواضيع ... لا اُخفي الامر فقد مللت الكتابة لم اجد
من يساندني .. طوال حياتي وانا اتمنى ان تولد وتخرج
كتاباتي من رحم الصمت الي احضان النور..
فقد مللت كثرتها في الظلام .. كان حلمي ان اعانق
بحروفي وجه كل إنسان .. وان اتحاور بأفكاري مع كل إنسان
لكن الرفض والجمود الاسري حالوا بيني وبين تحقيق
احلامي ...
كان الحزن والوحدة والالم دوافعي في الكتابه .. ولا انكر
عرفاني للرفض والتعنت وهما اللذان زادا من إصراري ..
كنا نعيش طفولة مادية هانئة ولكن اين كانت الطفولة
الروحية الهانئة مختبئة !!!!
سافرت روحي على طرقات الغربة .. ووجدت لها وطناً
بين احضان الوحدة .. لم يكن لي اصدقاء .. ولكن اوجدت
من مخيلتي الالاف بل ملايين الاصدقاء ..اوجدتهم في
كتاباتي .. بت اُحاورهم واشكي لهم واضحك معهم وابكي
لاجلهم واجادلهم واختلس الوقت لكي تتسرب روحي
من جسدي الي السطور الي قصصهم وحكاياتهم .. لاعيش
وسط بيت اُوجدته من خيالي مليء بالحب والعواطف
الحميمية .. كنت مع ابطال حكاياتي انسج من الشمس
وشاحاً ومن القمر شالاً .. كنت اذهب معهم في رحلة
وردية خلف الزمان والمكان .. امشي معهم اجمع الاصداف
معهم .. احاور افكارهم وابثّ لقلوبهم معاناتي ..
كنت اكتب بقصتي التي لم تكتمل على صفحات القدر ..
لكن في كل مرة تعانقتُ فيها مع ابطال حكاياتي كانت الغربة
تحفر في روحي طريقاً الي الصحراء ..
هكذا انا مسلوبة الحرية بين عفونة الغربة ورطوبة الوحدة
وكأنني جارية حرّمت سطوة الحياة عتقي ..
أمي الراحلة زادتني غربة و وحدة وعناء .. قادني رحيلها
الي معاقل الغربة والشقاء .. وكانت سياط موتها تقتلني
تشوّهني وتحفر بالاوجاع خنادق جديدة في قلبي ..
وزادني غربة مرض والدي الذي اقعده .. كنت اراه في
زوايا البيت مفعماً بالنشاط والحيوية .. كان يملأ البيت
بضحكاته وصوته وحركاته .. والآن اراه رجل مسن اقعده
المرض وهدّ اركانه و زواياه ..
وما زلت ارحل في غربتي الي الاوراق والصفحات .. اتسلّل
من ثقوب الغربة لاكتب حرفاً وارسم خيالاً.. ولكن يالسخرية
القدر ابت مشاعر الغربة ان تفارقني .. وكأننا تؤام من رحم
الاحزان .. يالغربة الروح ما اقساها ..وحيدة على مفترقات
الشعور .. اسيرة في اطياف راحلة .. سجينة بأحكام
قاتلة .. وما زلتُ غريبة الروح في دوامة الحياة .. تُغرقني
من على متن سفنها ..
وما زالت ذكريات شقيقاتي تكسنني بين نفسي و روحي ..
رغم هذا الاشتياق الا انني اعيش في مغتربٍ عنهم .. غربة
الروح وغربة المواطن ...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه على تلك المعاقل التي اسرتني رغماً عني
في منافي الغربة والترحااااااااااااااااااااال ......!!!
**************************************** **************************************** **************************************** *********
[/grade]
المفضلات