للبحر نكهته الخاصة والرغبة في ركوب امواجه واقلها ممارسة السباحة قريبا من شواطئه واذ كان الرجل قد تمتع بهذا الحق دون اي معارضة من هذه الجهة او تلك اليس من حق المرأة ايضاِ الاستمتاع بهواية السباحة كالرجل؟ينزل الرجل الى البحر بقطعة لباس واحدة تستر عورته ويرى البعض ان هذا امراً طبيعياً وعندما نتحدث عن مجتمعاتنا يكثر الاستنكار حين تقارن المرأة نفسها بالرجل وحين تفكر بالنزول الى البحر وباللباس الخاص به فهذا امر من وجهة نظر البعض بعيداً كل البعد عن العادات والتقاليد لكنه عند البعض الاخر امر طبيعي فالبحر له لباس خاص الذي نعرفه جميعاً الا ان هذا اللباس “المايوه” لا يروق لعدد كبير من السيدات المحتشمات اللواتي يرفضن ارتداءه لانه يكشف اكثر مما يستر.
ثم جاء البوركيني الشرعي ليضيف مادة سجالية اسلامية الى احواض سباحة منتجعات المملكة لباس بحر شرعي صممته لبنانية في استراليا واثار امواجاً لا من مياه بل من سجال وكلام وردود.
وعلى ضوء ذلك بدأت بعض الشركات الخاصة المختصة بهذا النوع من الملابس بانتاج ملابس بحر خاصة للنساء المحتشمات وبمقارنة بسيطة بين حجم استيراد النوع السابق من لباس البحر والاخر الخاص للمحتشمات نلاحظ الفرق الكبير في استيراد هذين النوعين في حين يستورد من المايوه العادي “البكيني” سنويا بكمية تصل حوالي 250 الف قطعة مقارنة مع اللباس الشرعي الذي يقترب حوالي من 2٠ الف قطعة سنويا وفقا لنقيب تجار الاقمشة والالبسة صلاح حميدان في حديثه لـ الحدث.
واضاف حميدان ان بدايات اقتناء لباس البحر الشرعي كانت قليلة جدا ومن ثم بدأ ينتشر ويتوسع بين السيدات بيد ان اعداد كبيرة منهن تطلب هذا النوع تحديدا اعمار السيدات الكبيرة التي تناهز الـ 50 عاما خوفا من اظهار منظر اجسادهن المترهلة.
وفي اثناء حديثه اشار الى هذا النوع من اللباس الشرعي من الصعب في الوقت الراهن تصنيعه في بالاردن وذلك لعدم توفر ماكينات الخياطه التي تنتج هذا اللباس.
ويشير عدنان غندور مدير محل سبورت لاند في الصويفية الى ان فكرة مايو السباحة أتت من الزي الذي يرتديه محترفو السباقات ومن ثم بعد ذلك بدأ بالانتشار.
واكثر ما يلفت النظر في قضية البوركيني الشرعي هو ان هذه الظاهرة التي بدأت تاخذ مداها في منتجعات الاردن لا تزال غائبة عن بعض السيدات وفقا لغندور.
اما في السويد وايطاليا فان ارتداء البرقع محظور نظريا في الاماكن العامة بينما تتعاطى الشرطة مع هذا الموضوع جريا على قاعدة انه خارج اطار الاحتفالات الشعبية يحظر على اي شخص الظهور وهو متستر في الشوارع وتنفرد بريطانيا في غياب اي نص قانوني يعالج هذه المسألة لذلك يبقى ارتداد كل انواع الازياء الاسلامية مسموحا تماما وهو ما لم يمنع ادارة احدى المدارس من طرد مدرسة في عام 2٠06 لانها ارادت ممارسة وظيفتها وهي منقبة.
ويرى غندور انه لا يزال الاقبال على المايوه العادي اكثر مبينا ان اسعار المايوه العادي لا تختلف كثيرا عن المايوه الشرعي فهي تتراوح ما بين 10-50 ديناراً في اقصاه.
لكن استاذ علم الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور باسم الجوابرة لا يرى في الثقافة الاسلامية ما يبيح اطلاق على البوركيني بهذا الشكل تسميته اسماً شرعيا لانه ضيق جدا ويفصل جسم المرأة ويرفض هذا الطرح ويعتبره خروجا عن ادبيات مجتمعنا واخلاقياته.
ويقول الجوابرة لـ الحدث ان النساء اذا ارادت ارتداء المايوه فانه يجوز لها في بركة سباحة خاصة في بيتها ويصبح حراما اذا كان في مكان يراه الناس حتى لو كان في قاعة مغلقة مخصصة للنساء فقط فهو حرام شرعاً.
ويرى استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش انه ليست لنا القدرة على مجاراة ثقافة السباحة الغربية فثقافتنا لا تمتلك آليات ذلك مثلما لا تمتلك آليات الحداثة الاخرى ويؤكد ان عاداتنا وتقاليدنا لا تزال موجودة ويتوجب علينا الحفاظ عليها.
بيد ان خمش لا يرى في الثقافة الاسلامية قدرة على التماهي مع ثقافة البكيني الغربية وان انتشار البوركيني الشرعي بحسب خمش مناسبا للنساء المحتشمات الذي لا يكشف ويستر ويحدد فيها للمسلمات الراغبات في ارتداء زيهن قميص نصف كم مع جوارب نسائية تصل الى تحت الركبتين.
وهو ضيف جديد انضم الى اشقائه الحجاب والنقاب والبرقع مجموعة من البسة الرموز الاسلامية البوركيني الشرعي الاشهر في صيف الاردن منذ حوالي ثلاثة سنوات مضت.
لكن الامر لفاطمة العلي يختلف كثيرا فهي محجبة في حياتها العادية لكنها لا ترتدي لباس البحر الشرعي لانه ليس عمليا وفقاً لوجهة نظرها.
وتضيف البس مايوه السباحة في قاعة مغلقة مخصصة للنساء وليس في الامر ما يعيق مشيرة اقبل على ارتدائه عند الشواطئ في زوايا بعيدة بعض الشيء عن الاعين.
وتقترح فاطمة انشاء مناطق معزولة على الشواطئ للنساء ليرتدين البكيني العادي بعيدا عن اعين الفضوليين لان البكيني الاسلامي غير عملي ولا يفي بالغرض المطلوب اضافة الى منظره المقرف بحسب قولها ويخفي جماليات جسد المرأة
وتقول ريتا مجروح صاحبة محل هديانا في منطقة جبل الحسين ان البوركيني الشرعي الذي انتشر قبل ثلاثة سنوات كلباس بحري للمسلمات في الاردن اصبح شهيرا الان وفرض نفسه كزي تقليدي للسباحة الى درجة ان مبيعاتها السنوية وصلت في العام الماضي الى نسب عالية جدا متوقعة ان تزداد مبيعاتها هذا العام مع انتشار هذه الظاهرة بين السيدات.
وريتا البالعة من العمر 52 عاما توجز حكاية البوركيني فتقول انها صممته لبنانية اسمها عايدة مسعود زناتي لها شخصيا في البداية لانها كانت تشعر بحرج حين النزول الى الشاطئ وبعد ان ارتدته نالت اعجاب بعض صديقاتها واقاربها وراحت الواحدة بعد الاخرى تطلبه منها فكان انتشاره سريعا وسط المسلمات.
وعن انواع البوركيني الشرعي اشارت ريتا انه موجود في السوق المحلي بثلاثة انواع الصيني التركي السوري مضيفة ان جميع الاعمار تطلب المايوه الشرعي وتحديدا فوق سن الـ 15 وهناك ثمة نساء غير محجبات يفضلن ارتداء المايوه الشرعي وذلك لحماية اجسادهن من مادة الكلور الموجودة في برك السباحة عدا عن العادات والتقاليد التي تجبرهن الالتزام بهذا اللباس.
ولفتت ان بعض الدول تفكر الان بانتاج مايوه للمسلم الراغب بالظهور محتشماً على الشاطئ يعني عصفوران بحجر واحد نحمي عيون النساء مما يظهر من ما يوهات الرجال الفاضحة ونعيد الحمشة للرجال.
وتقول ريتا ان المايوه الاسلامي الذي ترغب بانتاجه المصممة اللبنانية عايدة زناتي للرجال فلم تختر اسمه بعد لكنه سيكون لباسا للبحر يناسب الراغبين بالظهور محتشمين على الشاطئ لان المايوه الحالي فاضح مهما كانت نوعيته وهو لا يناسب المرأة المرتدية للبوركيني حين ترى على الشاطئ رجلاً بمايوه عادي يكشف بعض ما يحرجها اما المايوه الاسلامي فسيحجب الكثير مما تبديه المايوهات الحالية وسينجح بالتأكيد وفق تعبيرها.
وتمتلك خوله مايو للبحر لكنها عدلت عن ارتدائه لان اعين الرجال تترصدها لحظة بلحظة.
لكن خولة وهي محجبة لا تجرؤعلى النزول الى الشاطئ بينما بناتها الصغيرات يفعلن ذلك.
وعلى الرغم من انتشار المايوه الشرعي بحسب ما تسميه مصممته الا ان رجال دين رفضوا بشكل قاطع هذا اللباس.
غير ان مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة اشار في تصريح خاص لـ الحدث ان كل لباس تلبسه المرأة امام النساء في مكان يجب الا يظهر من جسدها غير الشعر والعنق واليدين والقدمين ويشترط فيه ان لا يكون شفافا بحيث يظهر منه لون البشرة ولا يصف جسدها.
واضاف ان العلماء اختلفوا في حدود عورة المرأة امام المرأة فمنهم من قال ان عورة المرأة امام المرأة كعورة الرجل امام الرجل اي ما بين السرة والركبة وعليه فان الفقهاء متفقون على انه يحرم على المرأة ان تنظر من المرأة ما بين سرتها وركبتها واختلفوا فيما دون ذلك مشيرا ان الذي نميل اليه في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن ان المرأة تنظر الى ما يبدو عند المهنة غالبا من المرأة كالشعر والعنق والقدمين والذراعين.
اما بالنسبة للباس البوركيني الشرعي للنساء قال الخصاونة انه يجوز للمرأة ارتداد ذلك اذا كانت في بركة خاصة ان تلبس ما شاءت دون ان يراها احد من الرجال لكن في حال تواجدها في بركة عامة فيجب ان تكون مغطاة على جسدها بلباس البحر المستر مع اخذ الاحتياط بوجود نساء صالحات مؤمنات في هذا المكان.
واشار ان لباس البحر المستر يصبح حراما في حال اظهرته امام اعين الرجال.
وعن عورة المرأة امام الرجال المحارم فقال انه يجوز للمرأة ان تكشف امام محارمها ما يظهر غالبا من جسمها كالرقبة والرأس والكفين والقدمين والذراعين ما عدا ذلك مما يستر غالبا كالصدر والظهور الثدي والساق فليس لها كشفه امامهم وعليها سترة وهذا مذهب المالكية والحنابلة.
اما عن عورة المرأة امام الرجال الاجانب فقد اختلف العلماء في هذا المسألة على قولين القول الاول ان جميع بدنها عورة ما عدا الوجه والكفين والى هذا ذهب جمهور العلماء والقول الثاني ان جميع بدنها عورة حتي الوجه والكفين
المفضلات