زمان كان للشلن قيمة شرائية عالية جداً... مثلاً في طفولتي كنت أقسم الشلن إلى (قروش)... وأشتري (بقرشين) (قضامة) وقرش علكة، وأحياناً (سيجارة)... وفي بعض الأحيان، ومن أجل اللعب أشتري علبة كبريت (بقرش) وأُضرم الحرائق في الحارة.
وكان من الممكن النظر إلى (الشلن) كوحدة شرائية دون تقسيم.. ففيه تستطيع شراء علبة (بوظة) من الحجم الكبير... وكميات هائلة من العلكة، ولا أنكر هنا أيضاً انه كان يشكل قيمة مضافة إلى (السرسرة) فأنت مثلاً في الشلن تستطيع شراء (4) سجائر (كمال) فرط.. للعلم اختفت هذه الماركة من الدخان مؤخراً!.
وكان له قيمة معنوية، مهمة تضاف إلى القيمة المادية فحين تريد ان تمجّد أحدهم تقول له (يا أخو الشلن).... وإذا كان صديقاً عزيزاً تخاطبه بـ(يا أخو البريزة)... لهذا كان (للشلن) أخوة كرام... كلهم احترام.
القيمة المعنوية للشلن انحدرت ولم نعد نسمع بأخو الشلن.
بل أصبح مثلاً أخو نانسي عجرم مديراً لأعمالها يجني الملايين واخو احدى الممثلات منتجاً لأعمالها ويجني الملايين... وصرنا نستبدل اخو الشلن بـ(اخو المحترمة)، (اخو المستورة)، (اخو الرائعة).
أريد أن استعيد زمن الشلن فقد كان زمناً (اخو شلن) بكل المقاييس.. ونريد ان تستعيد (البريزة) هيبتها.. بصراحة لم أعد أجد حين انظر حولي (اخوات شلن).. او (خوات بريزة).. فقد تغيرت المفاهيم..
عبد الهادي راجي المجالي
المفضلات