أظهرت نتائج أولية لجولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية المصرية أن الحزب الوطني الحاكم فاز بالأغلبية الساحقة من المقاعد في مجلس الشعب (البرلمان)، في حين فاز حزب التجمع اليساري المعارض بستة مقاعد متصدرا أحزاب المعارضة.
وبعد أن اكتسح الحزب الحاكم الجولة الأولى ضَمِن في جولة الإعادة -التي خاضها مرشحون متنافسون جلهم من أعضائه- أغلبية ساحقة في المجلس الجديد المكون من 518 مقعدا بالمقارنة مع المجلس المنتهية مدته والمكون من 454 مقعدا.
وجرى التنافس أمس في جولة الإعادة على 283 مقعدا وقالت مصادر في لجان الفرز بالمحافظات إن الحزب الوطني الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك شغل بعد جولة الإعادة نسبة تزيد على 90% من مقاعد المجلس المكون من 518 مقعدا بينها عشرة مقاعد يعين رئيس الدولة شاغليها.
تزوير للمعارضة
وقال مرشحون وشهود عيان إن عمليات تزوير جرت لإنجاح أكبر عدد ممكن من المعارضين في جولة الإعادة بعد أن أوشك مجلس الشعب أن يكون مشكلا من الحزب الوطني وحده تقريبا، لكن الحكومة قالت إن الانتخابات كانت حرة ونزيهة في جولتيْها.
وقال أشرف بلبع من حزب الوفد إن الجولة الأولى أظهرت أن الحزب الوطني لن يفسح أي مجال للمعارضة في مجلس الشعب الجديد.
وقال إن المجلس الجديد "ليس مجلسا للشعب، إنه ببساطة لجنة تابعة للحزب الوطني الديمقراطي لها هدف واحد هو تأمين الخلافة الرئاسية في اقتراع عام 2011".
وفي دائرة أجا بمحافظة الدقهلية أعلن مرشح الحزب الوطني انسحابه من الانتخابات احتجاجا على ما قال إنه تزوير واسع في لجان اقتراع لمصلحة مرشح حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي المعارض رأفت سيف.
وقالت منظمات تراقب حقوق الإنسان إن مخالفات واسعة شابت الجولتين الأولى والثانية من بينها حشو الصناديق وتخويف ناخبي المرشحين المعارضين من خلال "بلطجية" مأجورين.
الحكومة تبحث عن معارضين بعد اكتساح الوطني (الجزيرة نت)
مقاطعون
وأجريت جولة الإعادة أمس دون مشاركة جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد، حيث أعلنا مقاطعتها بعد الجولة الأولى التي قالا إنها زورت، بينما قالت الحكومة إن مخالفات محدودة وقعت فيها لا ترقي لوصم الانتخابات بالبطلان.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين تشغل 85 مقعدا في مجلس الشعب المنتهية مدته، بينما يشغل حزب الوفد 12 مقعدا.
وكانت أمام جماعة الإخوان المسلمين فرصة المنافسة على 27 مقعدا في جولة الإعادة، لكنها قالت إنها لا تنتظر تمثيلا مناسبا لها بمن يمكن أن ينجحوا من مرشحيها في الإعادة، بعد عدم شغل الجماعة أي مقعد في الجولة الأولى.
وكانت أمام حزب الوفد فرصة المنافسة بتسعة مرشحين في جولة الإعادة خاض ثمانية منهم الإعادة مستقلين، ولم يفز سوى اثنين منهم بحسب النتائج غير الرسمية.
وقال الحزب إنه طلب من عضوين فيه فازا في الجولة الأولى ترك مقعديهما أو الاستقالة من عضوية الحزب.
وكان الفوز الساحق للحزب الوطني في الجولة الأولى مفاجأة بعد أن توقع محللون سياسيون فوز الإخوان المسلمين ببعض المقاعد على الأقل، ويقول محللون إن السلطات تريد تقليص عدد المعارضين في البرلمان لضمان انتخابات رئاسية هادئة العام المقبل.
وفي انتخابات مجلس الشعب عام 2005 شغلت جماعة الإخوان 88 مقعدا في المجلس، وهو ما يشكل نحو 20% من المقاعد، وبرزت كأقوى قوة معارضة في البلاد منذ نحو نصف قرن.
المصدر: وكالات
المفضلات