بسم الله الرحمــــــن الرحيم
نعم الأعشاب الضارة ، لا تعمّر طويلاً ، لأنها ضارة ، والضار يسقط بسرعة. أقول هذا بعد الاشاعات المغرضة التي دأب على اطلاقها لدى كل منعطف تاريخي يمر به بلدنا وسائر البلدان العربية نفر من «الهشّينّ» اصحاب المقولات المتهافتة التي يريد اصحابها تلميع أنفسهم ليغيروا الصورة القميئة المعروفة عنهم.
التشكيك في وحدة الشعبين الاردني والفلسطيني هو تشكيك في وحدة تاريخ ومصير. المشككون هم اعداء الوطن سبق للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال ان قال عنهم: انهم اعدائي الى يوم الدين. ما الذي تريده هذه الاعشاب الضارة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به وطننا؟. أية أجندة خارجية يخدمون؟
ولماذا هذا التشكيك في وحدة شعبين هما كشقي مقص لا يمكن احدهما الاستغناء عن الاخر. انها الفتنة الملعونة والمنتنة التي يسعى هؤلاء «الهشيّون» الى بعثها اعتقادا منهم انها قادرة ان تزعزع ركائز هذا البلد وتنشر الذعر بين شرائح الشعب المختلفة.
ما ذكره جلالة الملك عبدالله الثاني حول الشائعات التي يطلقها بعض مرتادي الصالونات السياسية من الذين يريدون عبثا التكفير عن ذنوب وموبقات ارتكبوها في السابق ، هو صحيح تماما. وهنا اقول: الخطايا غير الاخطاء.
وهؤلاء من اصحاب الخطايا لا الاخطاء ، لأن المخطىء قد يكون اجتهد فأخطأ،
ان الغمز واللمز والهمس المضلل لن يغير واقع الحال ، فتلاحم الشعبين الاردني والفلسطيني لا يمكن التشكيك فيه. هناك الدماء الزكية التي سالت على ثرى فلسطين ، ولم يسأل انسان عاقل ان كانت اردنية او فلسطينية. اختلطت هذه الدماء الزكية مشكلة نجيعاً واحداً مقدسا عطر ثرى بيت المقدس. ما الذين يريده - اذن - هؤلاء الذين باتت تجارتهم بائرة ، تسوق للحقد والكراهية بين أبناء الشعبين؟
هؤلاء غرباء عن وطنهم وان حملوا جنسيته. يسددون سهاما مسمومة الى أقدس صيغة وطنية. هم يريدون ان تغدو اشاعاتهم مسلمات يؤمن بها هذا الشعب. ولكن هيهات فلدى هذا الشعب من الوعي ما يمكنه ان يكشف عن بشاعة هذه الاشاعات التي هدفها ضرب وحدة الشعبين.
وأجزم انهم يخدمون مخططات مشبوهة يتلقفها الاعداء المتربصون بهذا البلد الدوائر بسرعة.
ان التلميع بالورنيش لن يخفي المستور. لن يخفي الدمامة والبشاعة ، فسرعان ما يزول الورنيش وتبقى الدمامة التي عرف بها مروجو الاشاعات.
وكما نعلم فهذا النهج المستنكر قد شهده عصر النبوة الكريمة ، حين راح بعض الذين في قلوبهم مرض يشككون في نهج النبوة الذي ساوى بين المسلمين واحترام كل اصحاب الديانات السماوية.
هؤلاء «ظاهرة شاذة» عرفتها كل عصورنا العربية والاسلامية. نفرْ متخاذل يحاول زرع الفتنة بين الاحباء الذين تقاسموا لقمة العيش. هم يسوقون ما يسوقه الاعداد. أجندتهم هي أجندة الاعداء.
ان الذين يغيرون الجلود تبعا للظروف لا يمكن ان يوقف بوطنيتهم ، ان هم راحوا ينظرون في «الوطنية»، الشعوب ذاكرتها قوية ، تحترم اصحاب الضمائر الشريفة ، ولكنها لا تحترم اصحاب الأجندات المشبوهة.
اصحاب الضمائر الشريفة هم «الأعلون».
المفضلات