احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: الحب في الإسلام ... افشاء السلام بين الناس

  1. #1
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    الحب في الإسلام ... افشاء السلام بين الناس


    الحب في الإسلام

    الحب من المعاني العظيمة التي يسعد الإنسان بها، وهي من الصفات التي لا تنفك عن ابن آدم ، فكل آدمي لابد أن تجري هذه المعاني عليه؛ الحب، والبغض، والرضا، والكره، والفرح، والشدة، والحزن...
    والحب يسمو بالنفس ويحلق بها في فضاء من السعادة والجمال، ويضفي على حياتنا بهجة وسروراً، ويكسو الروح بهاءً وحبوراً. وللحب صور عديدة، فما هي هذه الصور؟ وما موقف الإسلام منها ؟
    هذا ما سيدركه القارئ الكريم في هذا المقال بإذن الله تعالى..

    فمن صور الحب:... حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم:

    وهذا من أعظم الواجبات؛ فإن الله تعالى أوجب علينا ذلك وتوعد من خالف فيه بقوله:

    قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ .. التوبة 24

    ودلت السنة النبوية على أنه لا إيمان لمن لم يقدم حبَّ الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم على كلِّ محبوب،
    فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

    لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى أكونَ أحبَّ إليهِ مِن ولدِهِ ووالدِهِ والنَّاسِ أجمَعينَ
    الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 56
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    
    وقال عبدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ رضي الله عنه :

    كنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهو آخُذٌ بيدِ عمرَ بنِ الخطابِ ، فقال له عمرُ : يا رسولَ اللهِ ، لأَنْتَ أحبُّ إليَّ مِن كلِّ شيءٍ إلا مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا ، والذي نفسي بيدِه ، حتى أكونَ أحبَّ إليك مِن نفسِك. فقال له عمرُ : فإنه الآن ، واللهِ ، لأَنتَ أحبُّ إليَّ مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمرُ .
    الراوي: عبدالله بن هشام المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6632
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    قال ابن حجر رحمه الله: "قال الخطابي: حبُّ الإنسان نفسه طبع، وحب غيره اختيار بتوسط الأسباب، وإنما أراد عليه الصلاة والسلام حب الاختيار؛ إذ لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها عما جبلت عليه. قلت: فعلى هذا فجواب عمر أولاً كان بحسب الطبع، ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه؛ لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى، فأخبر بما اقتضاه الاختيار، ولذلك حصل الجواب بقوله: «الآن يا عمر». أي: الآن عرفت فنطقت بما يجب"
    ومحبة الله ورسوله خير ما يعده الإنسان للقاء الله، فهو سبب دخول الجنة .

    حب شرع الله:

    ولقد أعلمنا ربنا في كتابه أن من صفات الكافرين بغضَ شرع الله، قال تعالى:

    وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ... سورة محمد الايات 8 ، 9

    أي: والذين كفروا فهلاكًا لهم، وأذهب الله ثواب أعمالهم؛ ذلك بسبب أنهم كرهوا كتاب الله المنزل على نبيه محمد
    صلى الله عليه وسلم، فكذبوا به، فأبطل أعمالهم.

    وفي حديث نبينا صلى الله عليه وسلم: حُبِّبَ إلي منَ الدُّنيا ، النساءُ ، والطِّيبُ ، وجُعِلَ قرةُ عيني في الصلاةِ
    الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3949
    خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

    حب الزوجة:
    فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "أَنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ حِزْبَيْنِ، فَحِزْبٌ فِيهِ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ وَصَفِيَّةُ وَسَوْدَةُ، وَالْحِزْبُ الْآخَرُ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدْ عَلِمُوا حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ، فَإِذَا كَانَتْ عِنْدَ أَحَدِهِمْ هَدِيَّةٌ يُرِيدُ أَنْ يُهْدِيَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ بَعَثَ صَاحِبُ الْهَدِيَّةِ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ" ( البخاري )

    وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عائشة» .. ( الترمذي )

    وثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة، إنْ كرِه مِنْهَا خُلُقاً رَضِيَ منها آخر»( مسلم ). .. لَا يَفْرَكْ ... لا يبغض

    وقد قال الله ممتناً على الأزواج:

    وجعل بينكم مودة ورحمة ..

    والمودة هي المحبة ، وفرق الرازي رحمه الله بين المودة و الرحمة بقوله: مودة { حالة حاجة نفسه، }
    ورحمة{ حالة حاجة صاحبه إليه، وهذا لأن الإنسان يحب مثلاً ولده فإذا رأى عدوه في شدة من جوع وألم قد يأخذ من ولده ويصلح به حال ذلك، وما ذلك لسبب المحبة وإنما هو لسبب الرحمة...
    ولهذا فإن الزوجة قد تخرج عن محل الشهوة بكبر أو مرض ويبقى قيام الزوج بها وبالعكس"

    محبة الإخوان: فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أصحابه رضي الله عنهم..

    ففي حديث عمرو السابق لما أجابه النبي صلى الله عليه وسلم على سؤاله: من أحب الناس إليك؟ بقوله: «عائشة». قال له عمرو رضي الله عنه : فمِن الرجال؟ قال: «أبوها».

    وهو الذي قال في شأنه: «وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ»( بخاري ومسلم ).
    والخلة: أعلى درجات المحبة. فلم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم خليل بنص هذا الحديث، ولكن الحديث دال على أن الصديق أحب الناس إليه.
    وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما ثم قال:

    «يا معاذ والله إني لأحبك». فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك. قال: «أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك»([14]).
    وكان أسامة من أحب الناس إلى نبينا صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها: أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامةُ حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامة (ابو داود والنسائي).

    فلا يوجد دين يحث أبناءه على التحابب والمودة كدين الإسلام؛ ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإخبار بمشاعر الحب؛ لأن هذا يقويه ويفضي إلى شيوع الألفة بيننا.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه» ( ابو داود والتمرمذي).

    وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أعلمته»؟ قال: لا. قال: «أعلمه». قال: فلحقه فقال: إني أحبك في الله. فقال: أحبَّك الذي أحببتني فيه( ابو داود ).

    والمحبة في الله سبب لنيل محبة الله:

    فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية.
    قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحبه في الله. قال: فإني رسول الله إليك: إن الله قد أحبك كما أحببته فيه»( مسلم ).

    والحب في الله من علامات صدق الإيمان:

    فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله»( الطبراني ).

    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:
    أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره
    أن يقذف في النار»( البخاري ومسلم ).

    وممن يظلهم الله في ظله المتحابُّون فيه:

    فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»( مسلم ).

    ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رجلان تحابا في الله»( البخاري ومسلم ).

    والحب في الله سبيل الجنة:

    قال نبينا صلى الله عليه وسلم:

    «والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟
    أفشوا السلام بينكم»( مسلم ) .

    محبة الأقارب والعشيرة والمتاع والنعم:قال تعالى:

    قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ{ التوبة 24 ).

    ولم يلم الله تعالى على حب هذه المذكورات؛ فإن حبها مغروز في نفوسنا، وإنما على تقديم حبها على حب الله ورسوله وشرعه والجهاد في سبيله.
    وعن قرة بن إياس رضي الله عنه ، أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تحبه»؟ قال: نعم يا رسول، الله أحبك الله كما أحبه. ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما فعل فلان بن فلان»؟ -للابن الصغير- قالوا: يا رسول الله مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: «ألا تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك»؟ فقال رجل: يا رسول الله أله خاصة أم لكلنا؟ قال: «بل لكلكم»( أحمد ).

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم -فيما يروي عن ربه تعالى-:
    «من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة»( الترمذي ).

    وعن أنس رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب.
    قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون . ( آل عمران 29)
    قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول: الاية ، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله.
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح»( البخاري ومسلم ).

    حب المساكين والأعمال الصالحة:

    وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول:
    «اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون»(رواه الترمذي ).

    حب الأوطان:

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمكة:
    «ما أطيبَك من بلد! وأحبَّك إلي! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك»( رواه الترمذي ).

    وهل هناك حب قبل الزواج ؟ ... هذا سؤال مهم.

    وإذا أحببنا أن ندرك الإجابة عنه قبل قراءتها فيمكن أن يعدل السؤال على هذا النحو:
    لو أن شخصا مقبلا على الزواج دُلَّ على فتاة متدينة، وأُخبر بصفاتها فلم ينكر منها شيئاً، وعزم على أن يتقدم لخطبتها،
    هل ينكر على مثله أن يميل إليها بقلبه ؟
    إن ذلك كائن لا محالة. فمثل هذا لا ينكر عليه أن مال إليها وأحبها، وحبه لها هو الذي دفعه إلى خطبتها، وإذا وافقت الفتاة وأهلها فإن مخطوبته ستشعر بحبها له .. فهل يُنكر هذا ؟ لا أظن أحداً يفعله.

    فأين المحظور؟

    أن يترجم هذا الحب إلى أعمال تسخط الله.. أن ينعكس على سلوكنا بممارسات نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالواجب أن لا يجر هذا الحب إلى حرام.

    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    "قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل، وذات علم؛ فيرغب أن يتزوجها، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل، وعلم، ودين؛ فترغبه.
    لكن التواصل بين المتحابين على غير وجه شرعي هذا هو البلاء، وهو قطع الأعناق والظهور. فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة ، والمرأة بالرجل ويقول: إنه يرغب في زواجها. بل ينبغي أن يخبر وليها أنه يريد زواجها، أو تخير هي وليها أنها تريد الزواج منه، كما فعل عمر رضي الله عنه حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما. وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل فهذا محل فتنة"( فتاوي اللجنة الدائمة ).

    فهذا الشاب الذي قذف الله في قلبه حب فتاة عليه أن يبادر وأن يأتي البيوت من أبوابها. فإن خطبها فليعلم أن الذي يترتب على الخطبة أمران:

    الأول: أنه لا يجوز لأحد أن يتقدم لخطبتها حتى يَدع الأول أو يُرَد؛ لقول ابن عمر رضي الله عنهما:

    "نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيعَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ قَبْلَهُ أَوْ يَأْذَنَ لَهُ الْخَاطِبُ»( في الصحيحين ) .

    الثاني: أنه يجوز للخاطب أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها؛ لحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
    أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً ،
    فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «انْظُرْ إِلَيْهَا ؛ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا»( أحمد ).

    وعليه ؛ فلا يجوز له أن يخلو بها ، وإذا أراد أن يحادثها فليكن ذلك بوجود محرمها، فالمخطوبة أجنبية عن الخاطب.
    وكم من خطبة كان الفشل مآلها لأن الخطيبين لم يلتزما أمر الله، فدخل الخاطب على مخطوبته وخرج معها، ونال منها
    كلَّ شيء، فازدراها واحتقرها ثم نبذها.

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ، فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا»( رواه أحمد ).

    والخاطب كما أنه لا يحب لأحد أن يمارس تصرفا مشينا مع أخته فعليه أن يكون حريصا على أعراض إخوانه .

    لئلا يسلط عليه من يريه ما يسوؤه .

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    «فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ»( رواه مسلم ) .

    والأفضل أن يعجل بالزواج، أو أن يعقد لهما؛ ولكن ينبغي ألا يُفضَّ خاتمٌ إلا بإعلان دخولٍ ، وعلى الفتاة أن لا تمكن نفسها ممن عقد عليها ولم يُعلَن دخوله عليها ؛ فإنه إذا فعل ومات أو طلَّق ساءت سمعتها ، وسيء الظن بها.

    هذا هو الحب الذي لا ينكر.. أما حب المراهقين، والذين يريدون منه قضاء أوقاتهم وشغل سنوات دراستهم فهذا منكر
    لابد من الخلاص منه ؛ لئلا يفتك بصاحبه. فكم عُذِّب به أناس ؟ ومرض به صحاح ؟ وكم أدخل قبراً ؟

    وأتعس وأبأس إبآساً ؟

    ولذلك يجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله ، لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد.
    وعليه أن يكون فطناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً،
    ولا يرفعون بالإسلام رأساً .
    وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها ؛ فإنه لا هادي إلا الله، ولا مثبت إلا هو سبحانه

    اللهم طهر قلوبنا، واختم بالصالحات أعمالنا، وصل وسلم وبارك على سيد الأنام، والحمد لله في البدء والختام.


  2. #2
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    رد: الحب في الإسلام ... افشاء السلام بين الناس

    جزاك الله كل الخير وبارك بجهودك القيمه
    وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
    موضوع ولاأجمل
    سلمت يمناااااااااااااك اخي العزيز ابومازن
    ولاأجمل للانسان ان يبدأ صباحه بهذه الكلمات الرائعه
    تلامس النفس وتشحن القلوب
    يعطيك الف الف عافيه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  3. #3
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: الحب في الإسلام ... افشاء السلام بين الناس

    اشكر مرورك الطيب اخي محمد الدراوشه

    يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف

    عن عبدِ اللَّهِ بنَ مسعودٍ قالَ

    إنَّ اللَّهَ قسَّمَ بينَكم أخلاقَكم كما قسَّمَ بينَكم أرزاقَكُم وإنَّ اللَّهَ يؤتي المالَ من يحبُّ ومن لا يحبُّ ولا يؤتي الإيمانَ إلَّا من أحبَّ

    فإذا أحبَّ اللَّهُ عبدًا أعطاهُ الإيمانَ فمن ضنَّ بالمالِ أن ينفقَهُ وَهابَ العدوَّ أن يجاهدَهُ واللَّيلَ أن يُكابدَهُ ; فليُكثر من قولِ

    لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكبرُ والحمدُ للَّهِ وسبحانَ اللَّهِ

    الراوي: [مرة بن شراحيل الهمداني] المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1571
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    تحياتي اخي


  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon May 2011
    الدولة
    الأردن
    العمر
    54
    المشاركات
    12,037
    معدل تقييم المستوى
    21474862

    رد: الحب في الإسلام ... افشاء السلام بين الناس


    جزاك الله تعالى خيرا على هذا الموضوع المهم القيم

    وحبذا لو يُقرأ بروية وبتمعن مما به من فوائد

    نفع الله تعالى بك

    وكتب الله تعالى لك الأجر اضعافا مضاعفة

    بارك الله تعالى فيك

  5. #5
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: الحب في الإسلام ... افشاء السلام بين الناس

    بارك الله فيك أخي ابو عبدالله وجزاك الله خيراً

    الحمد لله رب العالمين .. ويقول سبحانه وتعالى في القران الكريم وفي سورة آل عمران الاية 110

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ

    مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ... صدق الله العظيم

    مرور طيب كريم .. تحياتي




  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973

    رد: الحب في الإسلام ... افشاء السلام بين الناس



    جزاك الله خير الجزاء
    على الموضوع الذى فى الافاده
    أن شاء الله فى ميزان حسناتك
    كل الود

  7. #7
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: الحب في الإسلام ... افشاء السلام بين الناس

    بارك الله بكِ أختي رمز الوفاء

    وكل عام وانتِ بخير

    مرور كريم طيب .. باذن الله يعم السلام والمحبة بين شعوب الامة العربية والاسلامية

    تحياتي


  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2012
    المشاركات
    9,714
    معدل تقييم المستوى
    21474857

    رد: الحب في الإسلام ... افشاء السلام بين الناس

    «يا معاذ والله إني لأحبك». فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك. قال: «أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك»([14]).
    بأبي انت وأمي يا رسول الله


    موضوع رائع اخي ابو زيد وبارك الله فيك


    بالك اخي ابو زيد فى منه هل الحب يلى تحكى عنه انت فى موضوعك يا ترى

    انا بحكي فى لكن فئه قليله الا من رحم ربي ارجو ان نكون واياكم والجميع منهم يا رب


    لكن الاغلب فى عنده حب المال


    حب السيطره


    حب الحبيبه

    حب العظمه

    حدث ولا حرج فى هيك امور يسلمووو على طرح متل هيك موضوع على مرأه عيون الناس لعل وعسى ربك يهدي به الناظرين اليه والك الاجر يا رب اخي ابو زيد لان فى متل هيك زمن ومتل هيك حب افتقدنااااه وربي يشهد

  9. #9
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: الحب في الإسلام ... افشاء السلام بين الناس

    اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك

    اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين

    مرور طيب اختي اردنيه وبارك الله بكِ وجزاكِ الله خيراً

    والحمد لله الدنيا لا تزال بخير ، والخير في أمة الحبيب محمد ,, صلى الله عليه وسلم ,, باذن الله باقية الى يوم القيامة

    مشكورة ولكِ تحياتي


المواضيع المتشابهه

  1. قل ما يوجد في آخر الزمان درهم من حلال ، أو أخ يوثق به
    بواسطة ابو عبد الله محمود في المنتدى الاحاديث المغلوطة والغير صحيحه
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-02-2012, 05:30 PM
  2. وقفة تضامنية مع والقدس والاقصى
    بواسطة محبة للجزائر في المنتدى كلام في السياسة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 16-03-2010, 09:23 PM
  3. رسالة إلى معلمة ** القدوة؟!!!
    بواسطة الاردني في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-04-2008, 04:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك