استهوتني لعبة قام بها اطفالي ، وتدعى لا اسمع ، لا ارى ، وكان صغيرهم اصلاً لا يتكلم ، فالهبت سلطتي كأب وقمت بالتحدث الى ابنائي الثلاثه ، بحديث ابوي الغايه منه توضيح قادم ايامهم ، فبدأت بالحديث بان لا تتكلموا عن اي امر يتعلق بشأن عام، وبالذات الحكومي ، وغضو النظر عن اخطاء مسؤولينا ،
ولا تسمعوا لمن يوشوش لنا نحن جموع الصاميتن بالاعتراض .... فعن الكلام يا ابنائي .........احذرو الخوض مثلي في عثرات الحكومة، ومطبات المسؤولين ، وممرات مشاة المتجاوزين ، ولا تتكلمو بصفات ما يسمى بالفساد ، ولا تتحدثوا واقرانكم عن الرشوة ، والمحسوبية ، ولا تتدخلو بترهات الواسطة ، ولا تناقشوا المديونية ، ولا الغلاء ولا الفقر .........فالوضع يا احبابي ( لــــوز) ولا داعي للقلق فحكومتي ( دقت صدرها ) وحلفت اليمين (وانتم تعرفون بان اللي بيحلف يمين كاذب يا ويلو من الله )!!!!!!!!
وعن السمع يا ابنائي........ لا تسمعوا لمن يشي بخيانة ، او يوشوش باعتراض ، او ينتقد نائب ، لان نوابنا قول وفعل ، والبطالة وحش قتل على ايديهم ، والفقر مرض قاموا بسحقه ، والخدمات متنوعة ، فلا وجود للحاجة والعوز ، فلما الاستماع للمفسدين الذين لا وجود لهم اصلا في موطني !!!!!!!!!!
وعن النظر يا ابنائي....... لا تنظرو لعيوب حكومتي ، ومديري ، وبلدتي ، وشارعي ، وشكل حاضري ، وتشكيلة مستقبلي ....... فلا عيوب بكل ما ذكرت ، والحياة كلما بها تتيسر اكثر في موطني ، الراتب اكثر من اللازم للموظف ، ونسبة الادخار اكثر ما يتمنى ، واجار العقار زهيد ، والمحروقات (بحال البلاش) .
وهذا ماوصفته الان يا احبابي ما نعيش نحن ، بالنسبة لما سوف تعانوه غدا ، اذا ما استمر الحال على هذا المنوال...... رغرغت عيناي لتصوري مستقبلهم الصعب ، وكذا اختنقت حروفي من تشاؤمي الغير معتاد ، وتمنت احداقي ان تنمحي تلك الصورة من ذاكرتي ، فأجدني معهم طفلا صغيرا يعبث بوريقات الدالية ، يتمنى ان يحضى ببعض من حنان يسمع الفرح...... ويرى الامل....... ويتكلم الاحلام.
الكاتب : معن فرحان العموش
المفضلات