الرئيسية
65 قتيلا و100 جريح بهجومين على مسجدين في بيشاور
بيشاور - ا ف ب - قتل 65 مصليا على الاقل واصيب نحو 120 بجروح في هجومين امس، احدهما انتحاري اسفر وحده عن مقتل 61 شخصا على الاقل، استهدفا مسجدين في شمال غرب باكستان، البلد الذي يشهد منذ ثلاث سنوات موجة هجمات دامية تشنها حركة طالبان الموالية للقاعدة.
ففي بلدة اخوروال القريبة من بيشاور تسلل انتحاري الى مسجد من بابه الخلفي وفجر حزامه الناسف وسط المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة على ما اكد المسؤول في الادارة المحلية خالد عمر ضائي. ومن بين القتلى 11 طفلا.
واخوروال هي قرية والي محمد وهو من اعيان المنطقة انشأ عام 2007 ميليشيا قبلية لمحاربة طالبان. وصرح الزعيم القبلي صحبة خان افريدي «نعتقد ان طالبان نفذت هذا الهجوم» مؤكدا ان المتمردين استهدفوا عناصر الميليشيا.
ودمر جزء من منزل والي محمد المجاور.
لكن المتحدث باسم طالبان باكستان عزام طارق قال»لسنا مسؤولين عن هذا الهجوم» مؤكدا ان رجاله «لا يستهدفون المدنيين على الاطلاق».
واسفر الهجوم عن مقتل 61 شخصا واصابة 100 بحسب حصيلة جديدة اعلنها غول جمال خان المسؤول في الادارة المحلية. وقال «تعذر التعرف الى بعض الجثث لتشوهها».
وافاد مراسل فرانس برس ان المسجد استحال كومة من الحجارة ولم يبق منه سوى جدار واحد من جدرانه الاربعة. وانتشرت بقع الدماء والاشلاء على الركام بعد ساعات على الهجوم.
كما استهدف هجوم مسجدا اخر في قرية سليمان خال التي تبعد 15 كلم. حيث القيت اربع قنابل يدوية على الاقل على المبنى ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل واصابة 14 بجروح، على ما صرح مدير المسجد حميد افريدي.
وقتل حوالى 3800 شخص منذ صيف 2007 في سلسلة اعمال عنف في سائر انحاء البلاد بلغ عددها حوالى 400 بين هجمات وتفجيرات، غالبيتها انتحارية تبنتها حركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة، او نسبت اليها او الى مجموعات اخرى متحالفة معها.
ويستهدف الانتحاريون في باكستان عادة مباني رسمية او قوات الامن، ولكنهم منذ اشهر باتوا يركزون هجماتهم اكثر على المدنيين ولا يوفرون فيها دور العبادة ولا سيما تلك التابعة للاقليات المسلمة في باكستان مثل الشيعة والصوفية، وهما طائفتان تعتبر حركة طالبان ان اتباعهما مرتدون.
وكانت طالبان اعلنت في صيف 2007 الجهاد ضد اسلام اباد بسبب انضمام الحكومة الباكستانية الى «الحرب على الارهاب» التي شنتها واشنطن.
واصبح المعقل الرئيسي لطالبان في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان ملجأ عالميا لقادة ومقاتلي القاعدة وكذلك قاعدة خلفية لمتمردي طالبان الافغانية الذين يقاتلون على الجانب الآخر من الحدود الحكومة والقوات الدولية التي تدعمها.
وتشن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي آي ايه» بشكل شبه يومي غارات بواسطة طائرات من دون طيار تستهدف عناصر وقياديين في حركتي طالبان الباكستانية والافغانية وتنظيم القاعدة في المناطق القبلية الباكستانية.
وخسر الجيش الباكستاني اكثر من 2400 جندي في المناطق القبلية منذ نهاية 2001 حين انضمت اسلام اباد الى واشنطن في الحرب التي اعلنتها الاخيرة على تنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات الحادي عشر من ايلول 2001. غير ان مسؤولين اميركيين عديدين يتهمون السلطات الباكستانية بعدم بذل كل ما يسعها من اجل مكافحة القاعدة وطالبان الافغانية.
واتهم المتحدث باسم طالبان طارق عزام شركة «بلاكووتر» سابقا الاميركية الخاصة للخدمات الامنية التي اعيد تسميتها «اكس اي» بتنفيذ هجوم اخوروال. ولا تتبنى طالبان اي هجوم يستهدف مدنيين وتتهم «عملاء» اميركيين بتنفيذه.
وخلال السنوات الماضية انتشر الشعور المناهض للولايات المتحدة بشكل واسع في اوساط الباكستانيين البالغ عددهم 170 مليونا
المفضلات