تدخل تركيا في الأوضاع العربية مكشوف وشفاف ومبني على المصالح المشتركة"
أشار وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إلى استعداد الدول الخليجية لإعداد اتفاقية بشأن تسوية الأزمة السورية مماثلة للمبادرة الخليجية بشأن اليمن، وذلك في حال طلبت دمشق ذلك، معبرا عن تطلعاته لإيجاد حل هناك، كما حدث في صنعاء.
وأوضح الوزير السعودي، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الرياض أمس بعد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون، بالقول إنه "ولكن لا تستطيع أن تفرض شيئًا، هذا ما قامت به الجامعة العربية وضعت إطارا للحل وطلبت أن يجري حوار للنظر في تطبيق الحل الذي أبدت سورية موافقتها عليه، ولا ننس ذلك هي وافقت على المقترح العربي".
وأضاف الفيصل أنه "ولكن في الوثيقة السلطات السورية التي أرسلتها عن موافقتها تغييرا كاملا للاتفاقية، فالأمين العام أرسل لهم الاتفاقية لم يكن مفوضا بالتفاوض معهم في الورقة التي أرسلها حتى يقول هم موافقون أو غير موافقين، ولكن لم يحدث ذلك جاء الرد بتغيير كل مواد الاتفاقية تقريبا، ولذلك توقفت الجهود العربية وكان لزاما على الأمين العام أن يطلب دعوة المجلس لأن المجلس أخذ قرارا يبقى مفتوحا إلى أن يأتي الرد السوري".
وسبق لوزراء الخارجية العرب أن أقروا الأربعاء من الأسبوع الماضي مشروع بروتوكول خاص بإرسال مراقبين إلى سوريا، تكون مهمتهم التحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفير الحماية للمدنيين السوريين، مانحيها 3 أيام لوقف العنف والتوقيع على البروتوكول.
وكانت دمشق اقترحت تعديلات بشان مهمة المراقبين في سورية، إلا أن الجامعة العربية رفضت التعديلات التي اقترحتها دمشق لأنها تمس جوهر المهمة على حد تعبيرها، داعية دمشق إلى وقف إراقة الدماء، فيما أعلن وزير الخارجية وليد المعلم أن برتوكول إرسال مراقبين إلى سورية يتجاهل بشكل تام دور الدولة السورية.
وحول زيارة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني إلى السعودية ثم التوجه بعدها إلى أنقرة وعلاقة ذلك بالوضع في سوريا، قال الوزير "أولا لا يستغرب إذا كانت هناك مباحثات مع تركيا؛ لأن سورية جارة لتركيا، وتركيا جارة للدول العربية، ولا شك أنها تتأثر بما يحدث في سورية، فإذا تم البحث في هذا الإطار فليس مستنكرا، أما رحلة الشيخ حمد فأعتقد أنه كانت هناك أمور ثنائية".
ولفت الفيصل إلى تدخل تركيا في الأوضاع العربية بأنه "تدخل مكشوف وشفاف ومبني على المصالح المشتركة"، مبينا أنه "كما يُعلَم اجتمع مجلس الجامعة مع الوزير التركي في أثناء انعقاد المجلس في الرباط وبحثنا استراتيجيات وبحثنا العلاقة بسورية، وبحثنا كل النقاط التي تجمع تركيا والعالم العربي وسعدنا عندما سمعنا تركيا لا تتدخل متطفلة على القضايا العربية، ولكن تدخل عن طريق المنظور العربي لحل القضايا العربية، وهذا ما هو مأمول من كل الجيران".
وتشهد عدة مدن سورية منذ 8 أشهر تظاهرات ترافقت بسقوط مئات الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 3500، شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 1100 شخص، وتحمل "الجماعات المسلحة" مسؤولية ذلك.
سيريانيوز
المفضلات