يشكل وادي الأردن جزءاً من الصدع الأفريقي السوري العظيم والذي يمتد من جنوب تركيا مروراً بلبنان وسوريا ثم مدينة إربد الأردنية ثم المنحدرات المالحة في البحر الميت ويستمر في الانخفاض جنوباً نحو العقبة ثم البحر الأحمر ليصل شرق أفريقيا. وقد تشكل هذا الصدع قبل حوالي عشرين مليون عام بفعل تحرك الصفائح التكتونية في جوف الأرض. وتتمتع منطقة وادي الأردن بخصائص طبيعية رائعة.
تعتبر المنطقة الوسطى في وادي الأردن أكثر المناطق خصباً في الغور كله وينساب نهر الأردن فيها من الحدود الشمالية ويصب في البحر الميت حيث ينبع من مرتفعات لبنان ماراً ببحيرة طبرية التي تهبط 212 متراً تحت سطح البحر ثم يصب في البحر الميت والذي ينخفض 407 متراً عن سطح البحر وهي أكثر مناطق الأرض انخفاضاً. ويبلغ عرض النهر قبل مصبه ما بين 20 إلى 30 متراً ونظراً لتحويل كميات كبيرة من مياه نهر الأردن للإستخدامات الزراعية خفت مياهه لدرجة كبيرة مما زاد في ملوحته.
ويزود الغور الأردني المملكة بجميع أصناف المزروعات نظراً لتمتعه بطقس أكثر دفئاً من باقي المناطق وذلك لخصوبة أراضيه وزيادة هطول الأمطار فيه. كذلك يتمتع الغور بمشاريع ري لأراضيه في فصل الصيف وذلك لري الزراعة الصيفية فيه. ويصدر الأردن قسماً كبيراً من منتجاته الزراعية لمنطقة دول الخليج العربي.
أما البحر الميت والذي ينخفض كما ذكرنا حوالي 407 متراً عن سطح البحر ويعتبر أكثر بقع العالم انخفاضاً فقد أدى عدم وجود مخرج مائي له وحرارة الطقس المرتفعة وتبخر مياهه إلى تكثيف منسوب أملاحه المعدنية وبالتالي أصبحت مياهه ذات تركيز عال الملوحة والذي يصل ثمانية أضعاف ملوحة مياه أي محيط مما يجعل الحياة البحرية بكافة أشكالها النباتية والحيوانيه فيه مستحيلة وبالتالي أكسبه اسمه البحر الميت . ويشتهر البحر الميت ومياه زرقاء ماعين الساخنة القريبة منه بالمياه المعدنية العلاجية والتي تستقطب الناس من جميع أرجاء المعمورة.
ويمتد وادي الأردن إلى الجنوب من البحر الميت في منطقة وادي عربة ولمسافة 155 كيلومتراً حيث الطقس حار وجاف وتشتهر المنطقة بأراضيها الشاسعة الخاوية والتي تمتاز بأنها تقدم أكبر مساهمة في الإقتصاد الأردني لما تختزنه في جوفها من البوتاس. ويرتفع وادي عربة حوالي 300 متراً عن سطح البحر ليصل في أقصاه الشمالي حوالي 355 متراً فوق سطح البحر عند جبال الريشه ومن ثم يعود لينخفض مجدداً إلى مستوى سطح البحر في العقبة، ثغر الأردن الباسم.
أما العقبة فهي المخرج البحري الوحيد للأردن وتتمتع بشاطئ يمتد مسافة 40 كيلومتراً والذي لا يميزه كونه منتجعاً سياحياً مشهوراً والميناء الأردني الوحيد فحسب لكنه يتمتع أيضاً بأختزان أعماقه لأروع الشعب المرجانية الموجودة في العالم. وتوفر الحياة البحرية في هذا الجرف فرصاً متميزة لهواة الغوص السطحي والعميق.
المفضلات