السلام عليكم
هذه القصه اوردها لكم على لسان شاب تائب بأسلوب نثري يجمع بين المقامة و النثر الحديث
أرجو ان تنال الإستحسان
توبة شاب
شعور عميق بالألم يمزق قلبي ويحرق شغافه , أنفاسي تتقطع وتلتهب في صدري , وتختنق الكلمات في حلقي وتتثاقل , فلا تسعف لساني , ولا يدركها عقلي .
تنهمر دموعي من عيني كالسيل , لتخفف من معاناتي وتواسيني , فينطق لساني في ندم :
لا إله إلا أنت , سبحانك إني كنت من الظالمين .
نعم , كنت من الظالمين ; عشت حياتي أركض إلى أحضان الشهوات , لم أتقن فيها عملا إلا عمل السيئات , فلم يوقفني حد , ولم يزجرني أحد , ولم تعضني أخبار من ماتوا من شاب وولد .
ظننت السعادة في الدنيا بمفاتنها ومغرياتها , فسعيت إليها , وسعت إلي , لم أرد منها إلا السعادة , فما وجدت بها غير الكآبة , ومع ذلك أحببتها , وتعلقت بها , ونسيت أنها فانيه , ونسيت الدار الثانيه , ولم أذكرها لثانيه .
وبينما أنا في طريقي سائر , أعمى البصائر , سمعت نداء الله في مسجد , ورأيت الناس يسرعون للموعد , للقاء الخالق الرحمان , بينما كنت في موعد مع الشيطان .
شعرت بالخجل , فنزلت من سيارتي على عجل , ودخلت المسجد لأصلي , وقلت: إلى الله أتوب لعلي .
وتراصت الصفوف كالجدار , ووقفت بينها باستهتار , وأقيمت الصلاه , وتمتمت بذكر الله الشفاه , وتقدم الإمام وكبر , وبدأ بالقرآن يجهر , يرتل الآيات بدقه , بصوت عال ; لكن برقه , وركع وسجد في خشوع , ومن خلفه سجدت الجموع , فشعرت باطمئنان , وتسلل إلى قلبي نور الإيمان .
أنهى الإمام صلاته , وأثنى على الله صفاته , وجلس يعض المستمعين , ويعلمهم أمور الدين , وأنا معهم جالس , إلى شاب نظري أخالس ; رأيت عليه علامات الصلاح , وفي عينيه رأيت الفلاح , يشع نور الإيمان من وجهه , ويكاد الخير يفيض من قلبه , فقلت في نفس : هنيئا له , وعسى الله أن يجعلن مثله .
واستمعت باهتمام , إلى ما يقوله الإمام , عن الدنيا والآخرة : إن الإنسان لو مات , لن يعوض ما فات , وأن عذاب الله شديد , ويوم الحساب ليس ببعيد , وأن الجنة أزلفت للمتقين , وأن جهنم للكافرين , وأن اليوم ندفن في القبور , وغدا بعث ونشور .
وقص علينا قصص الغابرين, من الفجار والصالحين , واستند إلى الأحاديث القدسية , وإلى السيرة الزكية لخير البرية , وختم قوله بالسلام , وما أجمله من ختام , فانتابني ذلك الشعور :
شعور عميق بالألم يمزق قلبي ويحرق شغافه , أنفاسي تتقطع وتلتهب في صدري , وتختنق الكلمات في حلقي وتتثاقل , فلا تسعف لساني , ولا يدركها عقلي .
تنهمر دموعي من عيني كالسيل , لتخفف من معاناتي وتواسيني , فينطق لساني في ندم :
لا إله إلا أنت , سبحانك إني كنت من الظالمين.
[glow=CCFF33]منقول[/glow] [blink]منقول [/blink] [glint] منقول[/glint]
المفضلات