إرتزاق باسم الاغنية الوطنية!!.
[IMG]http://***********/news/bqqilxcmpujasoof.jpg[/IMG]
اجبد - تعتبر الموسيقى والغناء الوطني من اكثر السبل تاثيراً في تأكيد استقلال الشعوب وابراز هويتهم وفكرهم وابداء الراي والمشاركة السياسية في حل الهموم وتحقيق الآمال والاحلام، لكن النمطية التي حكمت بعض الاغنيات الوطنية الاردنية وتكرار نفس الجمل الموسيقية والايقاعات واسلوب الغناء الواحد الذي يسلكه بعض المطربين الاردنيين، اضعف ذلك النوع من الاغاني وجعلنا في حيرة امام ما نسمع ومن نسمع، وكانهم اصبحوا كالفنانات اللاتي يقمن بعمليات تجميل تجعلهن يشبهن بعضهن البعض، وهذا هو حال هؤلاء المغنيين، جميعم يؤدون الاداء والالحان ذاتها.
ففي الكلمة نجد تكرار نفس المفردات، وكذلك في الالحان التي باتت في معظمها اعادة انتاج اغاني التراث، واشتراكها في نفس الموضوع الذي يعتقدون بانه يتغنى بالوطن، رغم ان اهم الاغاني الوطنية في العالم العربي لم تتخذ نمطية واحدة، ولاقت نجاحاً عربياً وعالمياً مثل اغاني فيروز والرحابنة، عبدالحليم، ومرسيل خليفة.
“لنبدأ من النهاية “
في زحمة عمان وكل شيء، تتكاثر اقدام العابرين على جسر هويتنا التي طالما استقينا منها محبة هذا الوطن والانتماء لترابه قياماً وسجوداً، نتلو ونستمع لما تيسر من اهازيج كانت تبث روح الولاء لكل شبر من هذه الارض التي تمدنا بإوكسجين نحيا ونموت من اجلها.
لاجل بؤس الاغنيات عندنا، ولاجل هوانها، وقفت ”الحدث” على عتبات الاغنية الوطنية ماضياً وحاضراً، فنستحضر كل من صنعها، ونسلط الضوء على امثلة ممن اساء لها، نبحث اسباباً كانت اساساً في شهرتها واسباباً ادت الى مقتلها، نخاطب كل مسؤول عن تراجعها، متمنين من جهات عدة ان تقف بحزم تجاه المارقين على اروقة اضاءها النمري وسلوى وجميل، اضاءتها فيروز وسميرة توفيق وماجدة الرومي، لنعيد ضوء مشعلهم، فينطفئ ضوء شهرة من لا يستحق.
“الانسحاب هو الحل “
الكاتب والملحن والمطرب “ ماجد زريقات” قال ان من ضرورات الفن في اي بلد ان يكون هذا النوع من الاغاني موجوداً ومتاصلاً فيه، كون تلك الاغنية تساهم في تعزيز قيم المجتمع الوطنية، مؤكداً اننا في الاردن اكثر حاجةً لهذا النوع كوننا نعيش في بلد تحيطه الكثير من التحديات السياسية.
وفيما يتعلق بسؤالنا عن مطربي هذا الجيل ممن يغنون الاغاني الوطنية، فقد بيّن زريقات ان بعضاً من هؤلاء استخدموا الاغاني الوطنية وسيلة للتجارة والربح، وهذا لا ينطبق فقط على المطربين، انما انتقل للمؤسسات الراعية لهم، ولاصحاب الكلمة واللحن الرديء، مشدداً على ضرورة ان نستعيد كلمات الاغنية الوطنية كما كانت وما زالت للمبدع حيدر محمود.
وفي نهاية حديثنا معه، صدمنا زريقات باقتراحه حول الحلول التي يقترحها للنهوض باغنية للوطن، حيث قال بان الحل يكمن في ترك الساحة لهؤلاء الدخلاء، فمساعيهم للنهوض لم تعد مجدية،مشيراً الى ذلك بنبرة يعتليها الاحباط والياس من ان يتقدم حال الاغنية الوطنية عندنا.
“ما بدنا نزعل حدا!..”
اما الملحن والمؤلف الموسيقي ايمن عبدالله، فقد وجدناه دبلوماسياً ومتحفظاً في مداخلاته حول ما آلت اليه الاغنية الوطنية، مستاء مما يقوم به بعض المغنيين في تقليد الاغنيات الوطنية والتراثية القديمة، فبعضهم يقوم باستنساخ كامل لاغنيةٍ سابقة، دون الاهتمام لحقوق من الف الاغنية ولحنها، مؤكداً ان سياسات هؤلاء والشركات التي تقوم بتمويل اغنياتهم لا تقوم الا على فكرة واحدة، اساسها الربح المادي وايجاد مكان ورصيد لهم لدى الحكومة، فمن اراد ان يشق طريق الفن فلا بد له ان يبدأ باغنية وطنية يعتقد بانها ستكون الضوء الذي يدخل به لقلوب المستمع والمشاهد اياً كانت كلماتها والحانها ومن غنّاها.
لكن عبدالله اكد ان وبرغم ما انزلق اليه مستوى الاغنية الوطنية عندنا، الا انها قد علّمت اطفالنا مصطلحات لم يكونوا يعرفونها، كالبورية والطاقية وما الى ذلك..!
وفي سياق حديثه عن امكانية النهوض بهذا النوع من الاغنيات، قال عبدالله باننا ومن خلال صناعة اغنية “ خضراء” تحمل اعلى قدر من الجودة والمستوى العالي، فاننا بذلك نعزز لمن يستمع للاغنيات فكرة اساسية، بان الجيد في النهاية لا بد وان يفرض نفسه، فهؤلاء الدخلاء ليسوا الا في مرحلة غربلة سيتم تصفيتهم، لانهم لن يستطيعوا الاستمرار بالغناء ما دامت اغنياتهم بهذه الرداءة.
ولا بد لمن يختار نفسه مطرباً ان يكون على قدر مهم من الثقافة الموسيقية والحسية، بحيث يكون قادراً على انتقاء اغنياته بما يتلاءم وذوق المشاهد والمستمع لها، لكن الحق كل الحق كما يقول عبدالله على الفضائيات والمؤسسات التي تسمح لكل من هب ودب بان يكون مطرباً يسمع اذاننا ما يريد دون ادنى احترام لذوق من يسمع، المهم هو ان يتم الاعتناء باصحاب الكفاءة ودعمهم، والرغبة بتحقيق مصلحة عامة من وراء كل ما يغنى، سواء اكانت تلك الاغاني وطنية او عاطفية، بوجود لجانٍ تقوم بتصفية كل ما هو جميل، ساعية الى تغيير مفهوم الخطابات التي تحتوي عليها تلك الاغنيات.
“الاغنية الوطنية تتحول الى شيء آخر”
ولاننا محتاجون الى معرفة رأي من عاش درويش ومارسيل ومراحل الثورة الفكرية، كان لا بد من اللقاء بالمخرج السينمائي صاحب الحس النقدي فيصل الزعبي، الذي تحدث استراتيجيات لانتاج ودعم مختلف الاشكال الجديدة من موسيقى واغانٍ من شأنها تقديم انماط متنوعة تعكس تنوع ثقافتنا الاردنية . (عن صحيفة الحدث)
المفضلات