*** هذا هو ســـــــــيدنا ... أبا الحســــــــــــــين .......... !!! ***
إذا كانت القضية الفلسطينية بالنسبة للبعض سوق عكاظ سياسي
تلقى فيه قصائد البطولة وتستثمر فيه الأشلاء بما يلائم هذا الفريق أو ذاك
فان القضية بالنسبة للأردن تبقى الهم اليومي
وإذا كانت بوابة البعض إلى الشأن الفلسطيني تأتي بمفتاح اسلامي أو قومي
فهي بالنسبة للأردن هم وطني مثل خبزنا اليومي.
انطلاقا من هذا الفهم وهذه الروحية
كان حراك جلالة الملك طوال العام الفائت مدافعا عن الحق الفلسطيني
بالحياة الكريمة وبمكان تحت شمس الأمم كسائر الشعوب التي لها أوطان ،
فخلال زيارات جلالته إلى عواصم القرار
ومنها بطبيعة الحال زيارته الأخيرة إلى واشنطن كان
هم جلالته ان ترفع المعاناة عن الإنسان الفلسطيني
ولو بوصة واحدة فالعمل على الأرض
هو ما يتحرك من أجله الملك وليس الاستثمار في جراح الأشقاء
كما يمارس أصحاب الجملة الثورية
فالذي ينتصر بحفظ حياة أهله
ليس كمن ينتصر على أشلاء أبنائه.
بالأمس كان الملك في الولايات المتحدة
وليس على أجندته سوى بند واحد هو رفع المعاناة عن الأهل في فلسطين،
وبالملموس كان جلالته يتحدث إلى لجنة المساعدات في الكونجرس
ولدى أعضاء لجنة الشؤون الخارجية
بلغة لا تقبل اللبس حول ضرورة ان يشعر الفلسطيني ان المفاوضات الجارية
تنعكس بصورة ايجابية ولو في الحدود الدنيا،
كان خطاب جلالته إلى تلك اللجان ينطلق من حقيقة مفادها
ان المعاناة والضنك الاقتصادي الذي يعانيه أبناء الأراضي المحتلة
سبب أضافي يضاف إلى أسباب أخرى تفضي إلى سيادة الشعور
بالإحباط واليأس وبالتالي فان الحديث عن السلام
وحل الدولتين يبقى كلاما في الهواء ما لم تتحرك
الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لتخفيف معاناة السكان هناك
فضلا عن كون الولايات المتحدة معنية بصورة مباشرة
بدعم السلطة الوطنية اقتصاديا لتبقى بالفعل
لا بالقول العنوان الوحيد للشرعية الفلسطينية.
لقد أثمرت جهود جلالته وها هي الإدارة الاميركية تقدم
مساعدات إضافية للسلطة الوطنية
تقدر زهاء مئة وخمسين مليون دولار تصل منها مئة مليون
في غضون أيام قليلة، والهدف الأساس إسناد الأشقاء وتعزيز صمودهم
ليس بالأقوال والعنتريات الفارغة
بل بالعمل الذي تظهر نتائجه على الأرض.
ما يفعله جلالة الملك باسم كل أردني هو الواجب
الذي تحتمه المسؤولية التاريخية
وتضعه على كاهل البيت الهاشمي
الذي لا يرى في النهر المقدس فاصلا بين حجرتي قلب واحد ينبض
بحب فلسطين كما ينبض بحب الأردن،
هذا هو سيدنا وهذا هو الأردن الذي يبقى على المدى البلد
الذي ترى في صفحة مائه كل قسمات وملامح العروبة الحقة.
المصدر
جريدة الراي
راينا
المفضلات