دمشق-الجزائر-وكالات:
أجرى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس في الجزائر العاصمة محادثات مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال محطة له قبل توجهه إلى نيويورك حيث سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأفاد مصور وكالة فرانس برس أن طائرة الرئيس الإيراني حطت عند منتصف النهار في مطار العاصمة الجزائرية واستقبله لدى نزوله من الطائرة الرئيس الجزائري مع كل التشريفات العسكرية والى جانبه رئيس الحكومة احمد أويحيى وزير الخارجية مراد مدلسي. وتوجه احمدي نجاد وبوتفليقة الى مبنى كبار الزوار في المطار.
وذكرت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية ان أويحيى ومدلسي ورئيس الجمعية الشعبية الوطنية عبد العزيز زياري شاركوا في المحادثات، إضافة الى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي. ويقوم الرئيس الإيراني بـ"توقف تقني" في طريقه الى نيويورك.
وكان الرئيس الإيراني قد أنهى أمس زيارة لسوريا واكد الرئيسان بشار الأسد ومحمود احمدي نجاد السبت متانة العلاقات بين بلديهما وشددا على أهمية خروج العراق من أزمة تشكيل الحكومة حفاظا على وحدته واستقراره وأمنه، بحسب مصادر رسمية.
وتناولت المباحثات التي جرت بين الطرفين أثناء زيارة احمدي نجاد القصيرة الى سوريا، موضوع تشكيل الحكومة العراقية المتعثرة منذ الانتخابات التشريعية في السابع من مارس الفائت وفاز فيها علاوي بحصوله على 91 مقعدا في حين نال المالكي 89 مقعدا والائتلاف الوطني 70 مقعدا.
وشددت سوريا وإيران على "أهمية خروج العراق من أزمة تشكيل الحكومة حفاظا على وحدته واستقراره وأمنه وإعادة إعماره"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية. وأكد الأسد واحمدي نجاد ضرورة ان "يستعيد العراق قريبا دوره على الساحتين العربية والإقليمية مما يساهم في تعاون اقتصادي إقليمي مشترك".
وتأتي زيارة احمدي نجاد الى سوريا بعد أيام من استقبال الأسد لوفد من كتلة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي في دمشق برئاسة مستشار المالكي الشيخ عبد الحليم الزهيري وضم وزير الأمن الوطني شروان الوائلي وعزت الشهبندر وعباس البياتي.
وجدد الوفد بعد لقائه الأسد تمسكه بـ "حقه الدستوري" بتشكيل الحكومة المقبلة، مؤكدا أنها ستمثل الجميع وضمنهم القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. وتخوض القوائم الانتخابية مفاوضات صعبة بهدف الوصول إلى اتفاق على توزيع المناصب الرئاسية الثلاثة ، ويمثل منصب رئاسة الوزراء العقدة الكبرى في المفاوضات.
يشار إلى أن المفاوضات داخل التحالف الوطني ما تزال جارية حول اختيار آلية اختيار مرشح واحد لمنصب رئاسة الوزراء في أعقاب تسمية الائتلاف الوطني عادل عبد المهدي مرشحه لهذا المنصب.
واعتبر المحلل السياسي السوري سامي مبيض لوكالة فرانس "انه من غير الممكن فصل إيران عن سوريا لأن هذا التحالف قديم وقائم على عدة مستويات منذ إعلان الثورة الأسلامية في عام 1979". وأضاف المبيض "هناك تنسيق تام في ملفات المنطقة ولا يوجد سبب مقنع لإنهاء هذه العلاقة ولا تستطيع الولايات المتحدة ان تفرض على دول الجوار حلفاءها وخصومها".
كما اكد المسؤول الاعلامي في السفارة الايرانية في دمشق لواء رودباري على متانة العلاقات السورية الايرانية "خلال السنوات الماضية شهدنا محاولات للفصل بين سوريا وايران الا انها باءت بالفشل".
وتابع رودباري "لقد تعززت العلاقات يوما بعد يوم من خلال التواصل الدائم بين قيادات البلدين ومن خلال تطابق وجهات النظر حول الملفات الاقليمية والدولية". واضاف رودباري "لقد تغير هذا الموقف بعد تسلم الرئيس الاميركي باراك اوباما السلطة حيث اعترف الجانب الامريكي باخطائه وطلب العون من ايران وسوريا لحل بعض الملفات التي تورطت فيها امريكا في المنطقة".
واعتبر المسؤول الايراني ان ابلغ رد على تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي دعت دمشق في فبراير سوريا الى "البدء بالابتعاد" عن طهران كان رد الاسد ب "المزيد من تعميق العلاقات". واكد المسؤول الإيراني "ان العلاقات لن تتاثر بهذه التصريحات لان البلدان لا تقرر سياساتها على اساس هذه التصريحات".
وكشف مصدر اعلامي ايراني ان احمدي نجاد صرح في ختام زيارته ان سوريا وايران "حققتا انتصارات كبيرة لانهما افشلتا مخططات الاعداء لتنفيذ الخارطة السياسية في المنطقة".
واضاف المصدر ان جبهة المقاومة "تقوى يوما بعد يوم" مشيرا الى ان "دول المنطقة تنضم واحدة تلو الاخرى الى هذا الخط الذي تسير في مقدمته سوريا وايران". وكان الرئيس الايراني اكد للصحافيين قبل مغادرته طهران، ان العلاقات مع دمشق "متينة واستراتيجية" وان وجهات نظر البلدين "متطابقة حول كل المسائل".
المفضلات