قال جوليان آسانغ (39 عاما) مؤسس ويكيليكس إن موقعه سيمضي قدما "دون أدنى شك" في نشر مزيد من الوثائق السرية عن حرب أفغانستان، رغم تحذيرات جديدة من الحكومة الأميركية وانتقادات من منظمات لحقوق الإنسان.
ولم يحدد آسانغ –الذي كان يتحدث أمس في لندن- تاريخ نشر الوثائق الجديدة المقدرة بـ15 ألف وثيقة، ولا ما إذا كانت ستنشر على موقعه أم تسلم لوسائل إعلام كبرى كما هو شأن 76 ألف نشرت الشهر الماضي.
وطلب البنتاغون أمس مجددا من الموقع تسليمه ما لديه من وثائق، وقال إن نشر المزيد سيكون "قمة اللامسؤولية"، وسيفوق ضرره الضرر الذي ألحقته وثائقُ نشرت الشهر الماضي، وتضمنت معلومات عن حوادث قتل فيها مدنيون ولم تُتناول، وصلات مزعومة بين استخبارات باكستان وطالبان، وأسماء مخبرين أفغان يتعاونون مع التحالف الدولي.
وحذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من أن وثائق الشهر الماضي فيها كمية هائلة من المعلومات تتعلق بتكتيكات وأساليب الجيش الأميركي، وتحدث عن معلومات استخبارية تفيد بأن طالبان والقاعدة تمحص ما نشر للاستفادة منها.
آسانغ يدعو لاستغلال ما ينشره موقعه لفتح تحقيق في جرائم محتملة بأفغانستان
(الأوروبية-أرشيف)
وذكرت تقارير أن الولايات المتحدة طلبت من حلفائها النظر في شبكة النشطاء الذين يتعاونون مع ويكيليكس الذي أنشئ في 2006، ويقدم نفسه على أنه "أول وكالة استخبارات من أجل الشعب"، ويدعو إلى استغلال ما ينشره لفتح تحقيقات في جرائم حرب محتملة في أفغانستان.
فريق عمل
وحسب مسؤولين أميركيين، فقد شكل البنتاغون فريق عمل من مائة شخص لتمحيص الوثائق وتقدير حجم الضرر المحتمل، بأن يُنذَر مثلا من قد ترد أسماؤهم من الأفغان ليتحاشوا الخطر المحيق بهم.
وانتقدت منظمة "مراسلون بلا حدود" الموقع في رسالة مفتوحة إلى مؤسسه، وقالت إن سلوكه ينم عن "عدم مسؤولية هائلة".
وقالت إن "ويكيليكس لعب سابقا دورا مفيدا بتوفيره معلومات تكشف خروقا خطيرة لحقوق الإنسان والحريات المدنية ارتكبتها إدارة بوش باسم الحرب على الإرهاب، لكن كشف هوية مئات المتعاونين مع التحالف في أفغانستان خطير جدا".
بيان غبي
لكن ويكيليكس تهكّم على "مراسلون بلا حدود"، ووصف رسالتها بأنها "بيان غبي بُني على جملة من التصريحات لم ندلِ بها أبدا".
غيتس تحدث عن معلومات تفيد بأن طالبان والقاعدة تحاولان استغلال الوثائق المنشورة
(الفرنسية-أرشيف)
كما تهكم على زعْم وزارة الدفاع الأميركية أن الوثائق قد تعرض مئات المدنيين للخطر، بقوله "حتى الآن -وفي حدود ما يقوله البنتاغون- لم يتضرر أي أحد سلبا بنشر هذه المعلومات، لكن في الأسبوعين الماضيين وحدهما قتل مئات الأشخاص" من المدنيين في أفغانستان.
ويقول ويكيليكس إنه طلب من الحكومة الأميركية التعاون معه في تنقيح الوثائق ولم يتلق ردا، لذا فهو ينقحها بمفرده لإزالة أي معلومات قد تضر بالمدنيين.
لكن البنتاغون قال إن القائمين على ويكيليكس "لا يملكون الخبرة لتحديد ما قد يكون حساسا لدرجة لا يجوز معها نشره".
وعندما سئل المتحدث باسم البنتاغون عما إذا كانت وزارته تتوقع أن يمضي ويكيليكس قدما في نشر الوثائق، قال "يمكنك التنبؤ بسلوك ويكيليكس عندما تستطيع التنبؤ بسلوك كوريا الشمالية".
ولم يكشف ويكيليكس مصدر الوثائق المتعلقة بأفغانستان، لكن عسكريا أميركيا اسمه برادلي مانينغ أوقف للاشتباه في أنه زوّد الموقع بشريط يظهر مقتل مدنيين عراقيين بنيران مروحية أميركية في 2007.
المصدر: وكالات
المفضلات