علمت سيريانيوز أن قرار رفع سعر مادة الفيول لم يوقع من قبل رئيس مجلس الوزراء، بل حصل فقط على موافقة اللجنة الاقتصادية في المجلس، على أن يصدر القرار النهائي بعد الانتهاء من إعداد مذكرة خاصة بذلك توضح آلية اعتماد السعر الجديد.
وقال معاون مدير شركة محروقات ناظم خداش لسيريانيوز إن "القرار الرسمي حول رفع سعر مادة الفيول من 8500 ليرة سورية للطن الواحد إلى 13 ألف ليرة لم يصدر بشكل رسمي من رئيس مجلس الوزراء".
وأضاف خداش إن "القرار الذي صدر مبدئي وحدد تاريخ 15 أيلول القادم موعداً للبدء باعتماد السعر الجديد لمادة الفيول، لكن هناك مذكرة جديدة يتم إعدادها قد تقضي باعتماد آلية الشرائح".
وأوضح خداش إنه "تم تكليف وزارة الصناعة حصر المنشآت المتوسطة التي تعمل على الفيول، نظراً لوجود مقترح يقضي بوضع شرائح تحدد كمية الاستهلاك لكل منشأة وسعر الفيول المخصص لها بناء على كمية الاستهلاك".
وتعتمد معظم المنشآت الصناعية السورية على مادة الفيول المستوردة، إذ تبلغ حاجة المنشآت المرخصة 936 ألف طن سنوياً، كما شهد العامين الماضيين استجرارا أكثر لمادة الفيول لتحول عدد كبير من المنشآت الصناعية من المازوت إلى الفيول وذلك بعد ارتفاع أسعار المازوت، وفقاً لتقارير رسمية.
وبلغت كمية الاستهلاك من مادة الفيول خلال السبعة أشهر الماضية 2.939 مليون طن، منها 2.163 مليون طن محطات توليد الطاقة، وكمية 774 ألف طن للقطاع الصناعي العام والخاص، موزعة 350 ألف طن للقطاع الخاص و 324 ألف طن للقطاع العام الصناعي.
ولفت خداش إلى أن "الدعم الحكومي لمادة الفيول مكلف للميزانية العامة للدولة، حيث يقدر سعر الطن الواحد من الفيول عالمياً بحوالي 30 ألف ليرة سورية، في حين يباع محلياً بـ8500 ليرة سورية، أي أن الدعم يصل إلى 21 ألف للطن الواحد، وهناك توجه لتغطية العجوزات المالية من خلال عدة آليات منها رفع الدعم التدريجي عن الفيول".
وتبلغ نسبة المستورد من مادة الفيول 40% من الكميات اللازمة لتلبية الاحتياجات المحلية.
ويزيد الدعم، الذي يقدم على مادة الفيول، على 55 مليار ليرة خلال الأشهر السبعة الماضية، بعد احتساب الفارق بين السعر المحلي والعالمي للفيول.
وحول تحديد برنامج زمني لرفع الدعم التدريجي عن الفيول، قال خداش إن "البرنامج الزمني لرفع الدعم التدريجي عن مادة الفيول لم يطرح حالياً، لكن كان من المقرر أن يتم تعديل سعر مادة الفيول بتاريخ 1 آب، إلا أن الأحداث التي تشهدها البلاد أخرت صدور القرار، حيث كان من المقرر أن يتم التعديل الثاني بعد أربعة أشهر من سابقه، وهكذا حتى يصبح السعر موازياً للسعر العالمي".
وقررت الحكومة في شهر كانون الثاني الماضي زيادة سعر الطن الواحد من مادة الفيول وفق برنامج زمني تدريجي، حيث سيصبح سعر الطن الواحد نحو 13 ألف ليرة سورية، بدلاً من 8500 ليرة سورية، ومع بداية 2012 سيصبح سعر الطن 16 ألف ليرة سورية، ليرتفع إلى 20 ألف ليرة سورية للطن الواحد في 2013، ليصار بيعه بالسعر العالمي بحلول عام 2014.
وحول ما يترتب من أعباء إضافية على المنشآت نتيجة رفع السعر، أشار خداش إلى أنه "لن يكون هناك أعباء كبيرة لأن الفرق في السعر ليس كبير في المراحل الأولى من رفع سعر الفيول، لكن عند الوصول إلى سعر موازي للسعر العالمي ستقوم المنشآت حتماً باتخاذ إجراءات لسد الفجوة بين التكاليف الإضافية في عملها مثل رفع أسعار منتجاتها".
يشار إلى أن الحكومة أقرت رفع أسعار الفيول نهاية 2008 من 6 آلاف ليرة سورة إلى 9 آلاف ليرة سورية للطن الواحد، قبل أن يستقر سعر الطن على 8500 ليرة، وذلك بعد أن زاد استهلاك الصناعة السورية للفيول، بدلا من المازوت، إثر رفع الحكومة لسعر المازوت إلى 25 ليرة سورية لليتر، قبل أن تعود مؤخرا إلى 15 ليرة، ما دفع الصناعيين إلى استخدام الفيول الأرخص ثمنا، إلا أن الآثار البيئية السلبية الناتجة عن احتراقه أكبر من الآثار الناتجة عن احتراق المازوت.
سيريانيوز
المفضلات