*** زيارة ملكية ناجحة ... حققت اهدافها .... !!! ***
استقطبت زيارة العمل التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني للولايات المتحدة الاميركية بجدول أعمالها المزدحم ونشاطاتها المتنوعة ولقاءاتها المكثفة اهتمام الدوائر السياسية والدبلوماسية والاعلامية الاميركية والاوروبية والعربية إن لجهة التوقيت الذي جاءت فيه الزيارة والذي لم يأت في الأساس صدفة بل في اطار حراك سياسي ودبلوماسي أردني قاده جلالة الملك على اكثر من صعيد أم لجهة ما انطوت عليه المواقف الأردنية ازاء الاحداث المتلاحقة في المنطقة والاحتمالات المفتوحة لمآلات ملفاتها التي تنذر بعواقب وخيمة اذ لم يتم التعاطي معها وفق الاحتكام الى طاولة المفاوضات ووفقاً لأسس واضحة وجداول زمنية محددة وخصوصاً ان السياسات احادية الجانب وفرض الأمر الواقع قد اثبتت فشلها في حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي كما أكد جلالة الملك خلال القمة التي عقدها مع الرئيس الاميركي جورج بوش..
ولئن أعاد جلالة الملك تذكير الرئيس بوش بأن السلام الذي يتطلع اليه العرب هو المبني على اعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وفقاً لحل الدولتين وبخاصة ان المبادرة العربية للسلام تشكل منطلقاً اساسياً لمعالجة مختلف جوانب الصراع العربي الاسرائيلي فإن من المهم الاشارة هنا الى جملة القضايا التحذيرات التي اشار اليها جلالته سواء خلال لقائه مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني وخصوصاً لجهة التأكيد على انه لا بد من حدوث تقدم حقيقي على الأرض لكي تنجح عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الوقت الذي يجب فيه وبالضرورة ان يتم دعم السلطة الوطنية الفلسطينية لتتمكن من القيام بدورها في تحسين حياة الشعب الفلسطيني.
من هنا وفي اطار هذه القراءة الملكية العميقة والدقيقة والمستندة الى تراث وخبرة طويلة في قضايا المنطقة وبخاصة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي جاء خطاب جلالة الملك في كلية وودرو ولسن للشؤون العامة والدولية في جامعة برنستون في ولاية نيوجيرسي الاميركية ليضع الامور في نصابها الصحيح وليكشف أمام الحضور جملة من الحقائق يجب على الجميع أن يأخذها في الاعتبار وفي المقدمة منها حقيقة ان ستين عاماً من قيام اسرائيل لم تجلب القبول والاعتراف بها في محيطها وان الفرصة الوحيدة لها للحصول على الاعتراف والقبول من ثلث دول العالم هو قبول المبادرة العربية للسلام وانهاء الاحتلال..
كذلك في ضرورة ان يلتفت المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية التي دعاها جلالته الى ايجاد شراكة استراتيجية عربية قوية لتحقيق توقعات الجديد في فرص العمل وتحسين الخدمات العامة والتعليم، الى الخسارة الفادحة والنكسة التي سيتعرض لها السلام اذا ما تم هدر الفرصة المتاحة حالياً لتحقيق السلام وهي نكسة ربما ستمتد عقوداً طويلة، ما سيقوي خطاب المتطرفين ويضعف قوى الاعتدال والتغيير الايجابي..
التحذير الملكي من مغبة اضاعة فرصة السلام واعادة الحقوق الفلسطينية الى اصحابها نابع من النتيجة التي ستترتب على ذلك وهي وضع قرار تحديد الاجندات السياسية والاجتماعية في المنطقة في يد الايديولوجيات الراديكالية المتطرفة واستبعاد المنطقة عن سعيها لايجاد فرص العمل للشباب في المنطقة حيث يحتاج العالم العربي بعد عقد من الآن (العام 2020) الى مائتي مليون وظيفة..
قصارى القول ان زيارة العمل الملكية للولايات المتحدة حققت اهدافها وشكلت فرصة لاعادة التأكيد على الثوابت والقراءات الاردنية لسبل وآليات حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتقديم خيار المفاوضات ومنطق الحوار على خيار القوة ومنطق الحروب وفي الوقت ذاته فتحت آفاقاً جديدة لتعزيز وتطوير علاقات الصداقة التقليدية بين الأردن والولايات المتحدة الاميركية في مختلف المجالات والأصعدة.
المصدر
جريد الراي الاردنية
رأينـــــــــا
المفضلات