تربية المعلم العربي وتأهيله.. رؤى معاصرة
معتمد الحلالمة- خرج المشاركون في المؤتمر العلمي الثالث لجامعة جرش الذي اختتم مؤخراً تحت عنوان «تربية المعلم العربي وتأهيله.. رؤى معاصرة»، بعديد التوصيات التي ركزت على أهمية الاستفادة من النموذج العربي الإسلامي وتجارب الأمم المتقدمة في وضع معايير لتربية المعلم العربي وبناء برامج تربيته وتأهيله.
كما ركزت التوصيات على ضرورة إعادة النظر في معايير قبول الطلبة في كليات المعلمين، ومتطلبات وإجراءات منح إجازة التعليم في ضوء الدراسات التقويمية لهذه البرامج، ورفع معاييرها المهنية باستمرار لتواكب معايير الجودة الشاملة، وإعادة النظر في متطلبات منح إجازة التعليم وإجراءاتها وربطها بحصول المعلمين بعد إكمال دراستهم الجامعية على دبلوم التأهيل التربوي.
كما دعا المؤتمر، الذي نظمته كلية العلوم التربوية في جامعة جرش، بمشاركة (100) مشارك من المؤسسات التربوية المختلفة، فضلاً عن مشاركين من دول عربية شقيقة، إلى العمل على إكساب المعلمين مهارات التعلم الذاتي، ومهارات التفكير، واستخدام الحاسوب والشبكة العنكبوتية عبر برامج تربية المعلم وتأهيله، ليواصل تعلمه ويتابع المستجدات على صعيد تخصصه وعمله، وزيادة التركيز على مجال التدريب العملي الميداني في برامج تربية المعلمين وتأهيلهم، وإعادة تصميم البيئة المادية في كليات إعداد المعلمين، بحيث يسمح التصميم الداخلي فيها بتوظيف استراتيجيات التدريس الحديثة، ونشر الوعي بأهمية التدريب بين المعلمين وتشجيعهم على الانخراط في البرامج التدريبية.
وتمركزت أهداف إقامة هذا المؤتمر عند عدد من القضايا الجوهرية والمفصلية؛ ومنها: بداية معرفة مواطن القوة والضعف في برامج إعداد المعلم العربي وتأهيله بتحليلها ونقدها، وتوظيف النظرة الإسلامية لتربية المعلم وتأهيله في ضوء الرؤى المعاصرة، ثم تمكينه تربية وتأهيلا، وتطوير معايير مهنية نمائية لهذه الغاية، في ضوء معايير الجودة الشاملة، والاطلاع على التجارب العالمية المعاصرة.
وناقش المؤتمر ستة محاور كان أولها: واقع برامج تربية المعلم العربي وتأهيله: تحليل ونقد، وثانيها: تربية المعلم وتأهيله من منظور إسلامي، والثالث: المعايير المهنية النمائية لتربية المعلم العربي وتأهيله من أجل التمكين، وأما الرابع: معايير الجودة الشاملة وبرامج تربية المعلمين، والخامس: تجارب عالمية في تربية المعلم وتأهيله، وكان المحور السادس: نحو أنموذج معاصر لتربية المعلم العربي وتأهيله.
ولفت المشاركون إلى أن المؤتمر اكتسب أهميته من أهمية دور المعلم الذي سيتولى بناء الأجيال القادمة أو نقيض ذلك، فلم تعد أدواره كما كانت في القرون الماضية، والتي درج فيها المعلمون على التلقين وحشو الأدمغة بالمعلومات النظرية، وكانوا هم مصدر المعرفة، وسلكوا إلى ذلك طرقا بعيدة كل البعد عن القواعد التربوية.
وأوضحوا أن هذه النظرية كانت سائدة حتى ظهر في الأفق وفي أواخر القرن الماضي ثورة معلوماتية هائلة متدفقة، صاحبتها ثورة أخرى تناولت التكنولوجيا ووسائل الاتصال التي قرّبت المسافات، وساعدت على رصد المعرفة ونشرها بكل أشكالها.
وأكدوا أن هذا التغير في مهام المعلم المعاصر دعا إلى إعداده إعداداً يحقق هذا المطلب، والارتقاء به من دور العشوائية والتلقين وحشو الأدمغة إلى الاهتمام بكفاياته وأدائه وأدواره ووظائفه التي تؤهله للقيام بدور المعلم المتمكن الفاعل، وأصبح المطلوب البحث عن طرائق جديدة لتربيته تربية تحدث التغيير في أدواره ووظائفه.
وطالب المشاركون بضرورة صياغة استراتيجيات حديثة لتربية المعلم تجعله قادراً على مواجهة التغيرات والمفاجآت والتحولات وصهرها في قنوات تطوير التعليم، وتطوير قدرات المتعلمين، وتأهيلهم ليكونوا قادرين على انتزاع المعرفة النافعة من بين أكوام المعرفة المتفجرة، والتكنولوجيا المتطورة، والتحولات الاجتماعية الاقتصادية المعاصرة.
المفضلات