سهير بشناق - احداث يومية يتم احتواء اغلبها داخل حدود الصف المدرسي!.
..ولكن؟.
كيف يمكن لطفلة في الصف الاول الابتدائي ، حماية نفسها من طلاب، يكبرونها بسبب ما تتعرض له من مضايقات ،اثناء فترة تواجدها بالمدرسة وخاصة وقت الاستراحةو عند خروج الطلاب من صفوفهم ؟
ليس بامكان هذه الطفلة فعل اي شيء؛ حيال ما تتعرض له من ضرب واستهزاء بكلمات جارحة سوى البكاء والشكوى لاسرتها.
فالمضايقات التي تتعرض لها الطفلة ، تتمثل في تعرضها للعنف الجسدي و كونها انثى تختلف طبيعتها عن الذكور الذين تتميز العابهم وسلوكياتهم عن الاناث ولا تخلو من العنف مرات كثيرة
فان دفاعها عن نفسها لن يكون بالامر السهل .
ضرب و انتقاد
قضية العنف بين طلاب المدارس، من القضايا التي تشكل قلقا لدى كثير من الاسر والمدرسة فوجود طلبة تتصف سلوكياتهم بالعنف ، ظاهرة منتشرة بين مجتمع المدارس وخاصة الذكور منهم الامر الذي ينعكس ،على الطالبات اللواتي يدفعن ثمن هذا العنف سواء كان بضربهن من قبل زملائهم ،او توجيه انتقادات لهن لا تخلو من الاستهزاء .
تقول احدى الامهات لطفلة بالصف الاول ابتدائي : تعود ابنتي في اغلب الايام من مدرستها وهي تشكو من ما تعرضت اليه من ضرب من قبل زملائها بالصف اثناء فترة الاستراحة
الامر الذي سبب لي مشكلة حقيقية فان تتعرض طفلة بالصف الاول ابتدائي للضرب وبشكل مستمر من قبل مجموعة من الطلاب سلوك خاطىء يترك اثرا نفسيا على الطفلة . واضافت : لقد فكرت بتغيير المدرسة لكن ابنتي اعتادت عليها ورفضت الفكرة خاصة وانها تحب معلمتها لكن لم يتغير شيء وبقيت تتعرض بين فترة واخرى لمضايقات من زملائها
وتساءلت والدة الطفلة عن دور المدرسة في مثل هذه الحالات بالرغم من انها قد ابدت استياءها مرات عديدة ولم تتوصل الى اي نتيجة كون ما تتعرض له طفلتها لا يحدث بالغرفة الصفية
واشارت ان في فترة استراحة الطلاب وفي الساحة المدرسية هناك معلمات يراقبن الطلاب لكن يبدو ان المراقبة ليست كما يجب ففي الوقت الذي تتعرض له طفلتي للضرب من قبل الطلاب لا يكن هناك من يمنعهم خاصة في ظل وجود اعداد كبيرة من الطلاب .
وتساءلت هل من المفروض ان اعلم ابنتي العنف ،او ان الحقها في نادي لتعليم رياضة الدفاع عن النفس وهي في هذا العمر لاضمن عدم تعرضها لمثل هذه السلوكيا ت ؟
وقد شارف العام الدراسي على الانتهاء ولم تتمكن الطفلة ووالدتها من وقف ما تعرضت اليه خلال العام وهو امر يتكرر مع طلاب اخرين قد لا تتصف سلوكياتهم بالعنف ولا يتمكنون من مواجهته او التعامل مع الاخرين فيتم وصفهم « بالضعفاء « مما يترك اثرا سلبيا عليهم فالطفل الذي يتعرض للضرب ولا يواجه هذا السلوك بمثله يعتبر بعيون زملائه طفل جبان.
الارشاد
ترى المرشدة الاجتماعية مي زهران ان اغلب المشاكل التي يعاني منها الطلاب هي مشاكل سلوكية بالدرجة الاولى ومنها العنف فيما بينهم وتتركز هذه الظاهرة بين الطلاب الذكور كون الفتيات يمتاز لعبهن بالهدوء .
واضافت : هناك فرق بين العاب الاطفال فمنهم من يمارس رياضة كرة القدم التي قد يتعرض خلالها احد الاطفال الى الوقوع بسبب طفل اخر وهو ما يعتقد بانه سلوك عنف ويثير غضب اسرة الطفل ومنهم من يلعب اثناء الاستراحة بالمدرسة لعبة الركض ومنهم من يميل الى لعب لعبة المصارعة التي يشاهدونها على التلفاز مما قد تؤدي الى الحاق الضرر الجسدي بالاخرين
لكنها في المحصلة ليست العابا بهدف العنف .
ولفتت الى ان:» العنف هو ما يصدر من قبل الطلاب بحق زملائهم بشكل مباشر، كأن يقوموا بضرب زميل اخر لهم او التسبب في الحاق الضرر النفسي والجسدي بزملائهم من خلال الاستمرار بالاستهزاء منهم او الضرب الذي يلحق اذى بهم «.
تصويب السلوك
شددت المرشدة زهران على ان الطفل الذي يتصف سلوكه بالعنف عليه ان يخضع لجلسات ارشادية تعيد تصويب سلوكه بمشاركة اسرته لكنها اشارت الى ان العائق امامنا ان هناك اسرا لا تعترف بوجود مشكلة مع اطفالها وتعتبر ان سلوكيات اطفالها اتجاه زملائهم ولو كانت عنيفه يعتبرونها طبيعية ويطالبون الاطفال الاخرين بان يكونوا اقوياء ،لانهم يعززون عند ابنائهم مفاهيم الرجولة الخاطئة المرتبطة بالقوة الجسدية فان تكون رجلا يعني ان تكون قادرا على استخدام القوة اتجاه الاخرين وهو ما ينعكس على سلوك ابنائهم بشكل سلبي . واعتبرت :مسؤولية الاهل تكمن في تعليم ابنائها منذ التحاقهم بالمدرسة كييفية احترام الاخرين سواء كان المعلم او الزملاء والاصدقاء او تعليمات وقوانيين المدرسة ثم كييفية الدفاع عن النفس بالحدود المقبولة ،شريطة ان تلعب المدرسة دورا اساسيا في عقاب الاطفال ،الذين يمارسون العنف ضد الاخرين بالتعاون مع اسرهم التي يجب ان تقوم هي ايضا بدور هام في تعديل سلوك ابنائها وان لا تكتفي بالتباهي بان اطفالها اقوياء .
..وتبقى قضية العنف بين الطلاب في المدارس؛ مستمرة عاما تلو الاخر ما دام الطلاب لا يشعرون بخطا ما يرتكبونه بحق الاخرين(...) ولا يتم تعديل سلوكهم لتبقى معاناة الاطفال الاخرين مستمرة .
المفضلات