تاريخ النشر: الخميس 31 مايو 2012
الطيب بشير
رغم إنه لم يصدر بعد، ورغم أن محتواه الكامل لا يزال طي الكتمان، فإن الكتاب الذي تعتزم ليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي المخلوع اصداره قريبا أثار ضجة كبيرة، بل زوبعة في الأوساط السياسية والاعلامية والثقافية في تونس، اعتبارا لمؤلفة الكتاب التي يصنفها جل التونسيين كـ”العدورقم واحد” لهم، ونظرا اأيضا لما قد يتضمنه الكتاب المنتظر من أسرار وحقائق وتبريرات.
الكتاب المنتظر سيصدر باللغة الفرنسية تحت عنوان “حقيقتي” ma vérité في طبعته الأصلية، وستصدره دار نشر فرنسية هي دار “لومومون”، والمؤكد أنه ستتم ترجمته بسرعة الى اللغة العربية. وأصبح هذا الخبر المتداول عن قرب صدور الكتاب مادة لتعليقات شتى، وارتفعت أصوات في تونس تنادي بمنع توزيعه، وأخرى تطالب بأن يوزع، وقد ترددت أنباء عن إن الكتاب سيصدر يوم 24 مايو (اليوم)، تلتها اخبار أخرى تؤكد ان نشر الكتاب تأجل دون معرفة أسباب التأجيل المحتمل.
ويعلم الجميع ان ليلى الطرابلسي هي في الأصل حلاقة، ومستواها التعليمي لا يتجاوز السنوات الأولى من التعليم الثانوي، وهي غير قادرة على تحرير كتاب باللغة العربية أو الفرنسية، ولكن دور النشر الفرنسية الكبيرة اللاهثة دائما وراء مثل هذه الكتب التي تدر عليها أرباحا طائلة لديها دائما من يتولى تحرير وصياغة مثل هذه الكتب، وهو اختصاص معروف في دور النشر الكبرى ويتولاه مختصون مشهود لهم بالكفاءة والمهارة.
وليس مستبعدا ان تكون دار النشر الفرنسية “لومومون” التي ستصدر هذا الكتاب، قد كلفت من أملت عليه ليلى باللهجة الدارجة التونسية ما تعتزم نشره. وهناك إشاعات تقول ان الرئيس المخلوع نفسه زين العابدين بن علي هو من أملى فحوى الكتاب ولكنه ولأسباب مرتبطة بوضعه كلاجئ في المملكة العربية السعودية، لا يحق له ربما الإدلاء بأية تصريحات اوالحديث الى وسائل الاعلام أو اصدار كتاب.
وليس المهم الآن كيف تم جمع مادة الكتاب وتحريره وإنما الأهم هو محتوى هذا الكتاب. والملفت ان دار النشر الفرنسية ولغايات تجارية سربت غلاف الكتاب وعنوانه، فالغلاف تضمن صورة كبيرة لليلى بن علي مرتدية الحجاب وترتدي نظارات شمسية سوداء. والغريب ان الرئيس بن علي الذي حارب طيلة فترة حكمه الحجاب، وكان يسميه اللباس الطائفي، وطرد كل إمرأة ترتديه من وظيفتها.
المفضلات