العيد يشعل تنافس المرشحين
السوسنة
وفر عيد الفطر السعيد وما يترافق معه من زيارات ولقاءات جماعية بين المواطنين المهنئين بقدومه أفضل فرصة للمرشحين للإشتباك المباشر مع قواعدهم الانتخابية ومحاولة إثبات الوجود من خلال تكثيف الزيارات والالتقاء مع أكبر قدر ممكن من الناخبين في آن واحد.
ومنذ صباح يوم العيد الأول انطلق المرشحون للمجلس النيابي السادس عشر يقودون مواكب المهنئين، يجوبون الأحياء ويزورون البيوت ويتفقدون أحوال ساكنيها من أبناء دوائرهم الانتخابية.
وعلى الرغم من أن فترة الدعاية الرسمية لم تبدأ بعد إلا أن عيد الفطر السعيد أشعل وتيرة التنافس بين المرشحين مما جعل كثيرا منهم يعلنون عن برامجهم الانتخابية خلال جلسات العيد ويبدأون الحديث مبكرا عما ستحمله الأيام القادمة خاصة في حال نجاحهم.
وحول عدد كبير من المرشحين زيارات العيد إلى منابر من أجل الترويج عن الخطط الانتخابية والإعلان عن البرنامج الذي يرغب المرشح في السير عليه وانتهاجه في حال أصبح نائبا, كما وتزينت عبارات التهنئة التي زفها المرشحون الى أبناء دوائرهم بالوعود بتحسين الواقع من خلال العمل معا واختيار المرشح الأفضل.
كما لم يغفل المرشحون الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن حاليا والتي زاد من حدة صعوبتها تزامن شهر رمضان المبارك مع فصل الصيف بالإضافة لالتزامات العيد المرهقة وقرب موسم العودة إلى المدارس وتآكل الدخول ليتمحور معظم وعود المرشحين حول هذه النقطة ومحاولة إصلاح النظام الاقتصادي.
ورغم أهمية الجانب الاقتصادي يبقى للجانب الاجتماعي أهمية خاصة عند الأردنيين، حيث أدرك عدد كبير من المرشحين أهمية هذا الجانب وحاول كثير منهم إثبات قربه من أبناء دائرته الانتخابية وقيادته للزيارات في فترة العيد من أجل إثبات الكفاءة الاجتماعية.
وكثيرا ما يشكو الأردنيون جفاء بعض المسؤولين الذين ينحدرون من قراهم أو مدنهم أو حتى عائلاتهم ويعتبرون أن عدم الاكتراث للجانب الاجتماعي وإغفاله يدل على عدم الاكتراث بالمواطنين البسيطين وهو ما حاول كثير من المرشحين التطرق لهذا الجانب والتأكيد على أن التواصل نهج ثابت قبل الانتخابات وبعدها مهما كانت النتيجة.
وهناك عدد من المرشحين الذين رفضوا الحديث بشكل مباشر عن خططهم الانتخابية بل فضلوا إعطاء المواعظ والعبر في عيد الفطر السعيد والحظ على التواصل وزيارة الأرحام والتكافل الاجتماعي دون الإشارة إلى الانتخابات بشكل مباشر.
واعتبر مواطنون أن مثل هذا الأسلوب هو نوع من الدعاية المبطنة التي وفرها هذا الاشتباك المباشر مع القواعد الانتخابية, وأن هذا الأسلوب يجده بعض المرشحين أفضل نجاعة من الاساليب التقليدية حيث يطرح المرشح نفسه قدوة وناصحا للمواطنين قبل أن يكون مرشحا ليصبح في النهاية هو خيارهم الأفضل عند إعلانه الترشح بشكل قانوني.
وفي احدى محافظات الجنوب شهد أحد الاجتماعات الصباحية في أحد الدواوين العائلية لتبادل التهاني وجود أكثر من مرشح للإنتخابات مما رفع من حدة الجلسة.
وشهدت الجلسة حوارا ساخنا بين المرشحين شابه كيل التهم بالتقصير إلى المجلس النيابي السابق وأنه هو المسؤول عن تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين بعد أن تراجع عن دوره الرقابي والتشريعي ليقتصر على الدور الاجتماعي وليؤكد كل منهم على أن برنامجه الانتخابي تلافى كل الثغرات السابقة وأنه على علم تام بما تحتاجه المرحلة المقبلة.
وحاول كل منهما تسجيل المواقف أمام الحاضرين من خلال التذكير بالمواقف أمام الحاضرين والوعد بأن العطاء لن ينتهي عند هذا الحد وأن دور الناخب سيكون مختلفا مع المجلس القادم.
وشبه مواطنون اليوم بالأمس وذلك عند حديثهم عن العيد الماضي وكيف أن أحاديث حل مجلس النواب كانت تتصدر جلسات العيد خاصة وأن الإرادة الملكية بحل المجلس في وقتها لم تكن متوقعه وإن سبقها بعض المؤشرات على ذلك.
في حين أن العيد الحالي تمحورت أحاديث الناس فيه عن استشراف المستقبل ورصد التوقعات حول شكل المجلس الجديد ومن هي شخوص نوابه وعن البرامج الانتخابية لكل منهم ومن هو صاحب الحظ الأوفر في الفوز بثقة أبناء دائرته الانتخابية. " الراي "
المفضلات