واشنطن وباريس ترحبان
عواصم - سمر خالد - وكالات - صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس على تشكيل لجنة تقصي للحقائق بشأن العدوان الأخير على سفن أسطول الحرية التضامني الذي كان متوجهاً إلى غزة قبل أسبوعين.
وكانت الحكومة الإسرائيلية عقدت جلسة استثنائية لمناقشة القضية، فيما تحدث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن أن الموافقة جاءت لإثبات قانونية وجهة النظر الإسرائيلية تجاه ما جرى.
وقال نتنياهو «تشكيل اللجنة جاء وفق مبدأين أساسيين، الحفاظ على حرية الجنود في عملهم ومصداقية التحقيقات العسكرية وتقديم ردود مقنعة حول ما جرى للمجتمع الدولي».
وأشار إلى أنه بحث مساء الأحد هذا الموضوع مع عدد من المسؤولين الأوروبيين، من بينهم رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس ثاباتيرو الذي ترأس بلاده حالياً الاتحاد الأوروبي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
ورحبت واشنطن وباريس بالاعلان الاسرائيلي، الا ان تركيا ردت بان «اي تحقيق تجريه اسرائيل من طرف واحد لن تكون له اي قيمة بنظرنا».
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو «ليست لدينا اي ثقة اطلاقا بان اسرائيل التي ارتكبت مثل هذا الهجوم على قافلة مدنية في المياه الدولية، ستجري تحقيقا محايدا».
وتشدد انقرة على تشكيل لجنة تحقيق «تحت اشراف الامم المتحدة المباشر» وبمشاركة تركيا واسرائيل.
وحذر داود اوغلو من انه «اذا لم تشكل لجنة دولية واستمر تجاهل طلبات تركيا المبررة، فسوف يكون من حق تركيا مراجعة علاقاتها مع اسرائيل من جانب واحد وفرض عقوبات».
وفي غزة اعلنت حركة حماس ان «رفض اسرائيل تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مجزرة الحرية هو ادانة ذاتية لحكومة الاحتلال وتهرب اسرائيلي مباشر وواضح من حالة الضغط الدولي الرسمي المطالب بتشكيل لجنة دولية».
من جهته اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان اللجنة الاسرائيلية لا تلبي مطالب مجلس الامن الدولي.
وقال عباس عقب لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان اقتراح اسرائيل امس بشان لجنة التحقيق لا يتوافق مع طلب مجلس الامن.
وكان مجلس الامن الدولي طالب غداة الهجوم الاسرائيلي ب»تحقيق محايد يتمتع بالمصداقية والشفافية ومطابق للمعايير الدولية».
وسيتراس هذه اللجنة القاضي المتقاعد في المحكمة العليا الاسرائيلية ياكوف تيركل (75 عاما) المعروف بانه محافظ وصاحب فكر مستقل.
وسائل الاعلام الاسرائيلية مقتنعة بان هذه اللجنة تهدف الى تبرير «الاخفاق» الاسرائيلي في عرض البحر بعد حصوله.
وكتبت صحيفة «يديعوت احرنوت» الواسعة الانتشار «من الواضح ان هذه اللجنة هي للاستهلاك الخارجي. وهدفها ليس التحقيق ولا النظر في صحة القرارات المتخذة سياسيا او عسكريا».
المفضلات