ذكرت مصادر في القدس المحتلة الثلاثاء أن الولايات المتحدة مررت رسالة إلى مصر قالت فيها إنها تتحفظ على توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس بصيغته وتوقيته الحاليين.
وأضافت المصادر أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل التقى مع وزير المخابرات المصرية عمر سليمان وأبلغه بأن واشنطن لن تؤيد اتفاق المصالحة الذي لا يتلاءم مع شروط الرباعية الدولية التي تطالب حماس بالاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أميركي قوله إن الولايات المتحدة تتوقع من أية حكومة فلسطينية وجميع الوزراء الذين ستضمهم أن يوافقوا على شروط الرباعية الدولية.
ووفقا للمصادر فقد وصف ميتشل اتفاق المصالحة الفلسطيني الذي توسطت مصر فيه بأنه "سيء" وأن التوقيع عليه الآن سيمس باحتمالات استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
يذكر أن التقديرات في إسرائيل تؤكد على عدم استئناف مفاوضات كهذه قريبا بسبب تباعد مواقف الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وترفض اسرائيل مطلب الفلسطينيين بتجميد مطلق لأعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية، وأن تستند المفاوضات إلى مبدأ انسحاب إسرائيل لحدود العام 1967.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد كرر خلال خطاب ألقاه في الكنيست أمس تأكيده على رفض استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وفقا لمطالبهم التي وصفها بالشروط المسبقة لكنه في المقابل وضع شرطا مسبقا أمام الفلسطينيين يتمثل باعترافهم بيهودية إسرائيل.
ويذكر أن حماس أعلنت أنها لن توقع على اتفاق المصالحة الذي كان مقررا أن يتم في 26 تشرين الأول/أكتوبر الحالي وذلك على خلفية قرار السلطة الفلسطينية سحب مشروع قرار في مجلس حقوق الإنسان في جنيف بالتصويت على تبني تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول الحرب على غزة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون.
وأعلنت السلطة الفلسطينية في نهاية الأسبوع الماضي أنها تعتزم إعادة طرح مشروع القرار على مجلس حقوق الإنسان لتبني تقرير غولدستون في الأيام المقبلة.
وقال نتنياهو خلال اجتماع كتلة حزب الليكود في الكنيست أمس إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستزور إسرائيل في نهاية الشهر الحالي أو بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وكان ميتشل أجرى الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الحالي محادثات مكثفة مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية في محاولة للدفع باتجاه استئناف المفاوضات لكنه لم ينجح في مهمته بسبب تباعد المواقف بين الجانبين.
ويتوقع أن يتوجه مبعوثا نتنياهو إلى المحادثات مع الأميركيين حول استئناف المفاوضات يتسحاق مولخو ومايك هرتسوغ إلى واشنطن لمتابعة المحادثات خلال الأسبوع الحالي.
المفضلات