السلط - لينا عربيات - ما زال الشاب عماد حياصات ( 32 عاما ) ، يواصل البحث عن شقة سكنية للإيجار في مدينة السلط دون جدوى ، منذ ما يزيد عن 10 شهور ، بسبب الارتفاع في قيمة الايجارات ، ما اضطره إلى تأخير زفافه عدة مرات ، لعدم توافر سكن يناسب ظروفه الاقتصادية.
ويقول الحياصات إن «الارتفاع المفاجئ على إيجارات الشقق السكنية خلال الخمس سنوات الاخيرة تجاوز التوقعات ، بعد ان بلغت اجرة الشقة التي لا تزيد مساحتها عن (120 م2 ) الى (180 ديناراشهرياً ) بصرف النظر عن الموقع.
ويرى أن ظاهرة ارتفاع الإيجارات في مدينة السلط ، «ساهمت في عزوف الكثيرين عن الزواج» ، مشيرا الى ان الارتفاع المتزايد لإيجارات الشقق دفع العديد من الشباب إلى السكن مع عائلاتهم ، هروبا من تزايد المسؤوليات المادية المترتبة عليهم».
ويقول ابو معتز (عامل في احد المصانع) ، «ان ايجاد شقة بسعر يتناسب مع دخل الأسرة ( 250 دينارا ) ، وحاجات اسرته المكونة من خمسة افراد ، بات امرا غاية في الصعوبة»، ما اجبرة على استئجار شقة بمساحة ( 120 م2 ) بأجرة (100 دينار شهريا )، لا تناسب حاجة الاسرة ، الامر الذي انعكس على قدرته في تلبية حاجات ابنائه الضرورية .
ويقول ابو عبدالله ، بان أصحاب الشقق السكنية ، وبالرغم من وجود عقد مبرم بين المؤجر والمستأجر ، يلجاون الى اضافه شروط تعجيزية تلزم المستأجر بكافة الامور المتعلقة بالمأجور ، مطالبا بايجاد سوق إيجارات أكثر تنظيما وشفافية يمنح الثقة للمستأجرين.
ويفضل مالك احد الشقق السكنية في مدينة السلط عدم تأجير الشقة التي يملكها اذ لم تؤجر بالسعر الذي حدده والبالغ ( 200 دينار شهرياً ) ، إضافة الى اشتراطه بان مدة الإيجار سنة واحدة غير قابلة للتجديد ، وان تدفع بدل الايجار سنويا.
وقال مستثمرون في الشقق السكنية ، إن ارتفاع الايجارات ناتج عن ارتفاع تكاليف البناء ، فضلا عن الطلب المتزايد للشقق ، في ظل عدم قدرة بعض المواطنين بناء منازل خاصة بهم ، متوقعين ان تشهد السنوات المقبلة ارتفاعا ملحوظا على اسعار الايجار للشقق السكنية وللمحال التجارية.
ويعلل اصحاب عقارات اسباب الظاهرة الى لجوء اصحاب الشقق الى القروض البنكية لإنشاء واقامة شقق لغاية الايجار ، انعكست على اسعار الايجارات ، مشيرين الى ان النمو العمراني الذي تشهده ارجاء مدينة السلط لم تمكن من ملاحقة الطلب المتزايد على المساكن.
المفضلات