عمان – خلود الخطاطبة - منحت توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني دفعة قوية للفكر الحزبي المهمش من قبل الحكومات المتعاقبة خلال لقائة الاربعاء الماضي بالأمناء العامين وممثلي 16 حزبا اردنيا لتكسير العوائق والثقافة المجتمعية التي تحول دون نشاط الاحزاب السياسية وفاعليتها.
وكان واضحا ان رسالة جلالته عبر توجيهاته المستمرة لم تكن موجهة للاحزاب فقط انما الى الحكومة التي وجهها لاطلاق حوار وطني يقود الى اجماع حول القوانين الناظمة للعمل السياسي , وموجهة ايضا الى كافة شرائح المجتمع الاردني واطيافه.
اذ ركز جلالة الملك على ضرورة الاصلاح الشامل مؤكدا على الاصلاح السياسي من خلال قانون انتخاب وقانون احزاب يتوافق عليهما ، ووجوب الاسراع به كرسالة موجهة للحكومة بعدم التلكؤ باجراءات الاصلاح لتكون هنالك بيئة خصبة لتطور الافكار والبرامج الحزبية والتنمية السياسية بشكل عام والتشديد على كبح جماح الفساد ، مع تركيز جلالته على اهمية دور الاحزاب في عملية الاصلاح الشامل ودعوتها الى تطوير برامجها وتفعيل دور الشباب وكسبهم لتحقيق التنمية الشاملة.
ان تشديد جلالته على اهمية وجود احزاب قوية فاعلة تقدم برامج واضحة بخطط تمثل جميع فئات المجتمع والدفع بشكل دائم في كل المناسبات لتفعيل دور الشباب يعبر عن ايمان عميق ورغبة متجددة بتفعيل دور الاحزاب الاردنية باشارة موجهة للاحزاب والسلطة التشريعية، بضرورة تواجد حزبي على ارض الواقع بالعمل لا بالشعارات من خلال الحض على تطوير نفسها ومجاراة التطورات والتغيرات المتسارعة على الساحة الدولية والعربية لتتماشى مع العصر وروح الشباب ليكون دورها اساسيا في مسيرة الاصلاح.
«كلنا متحمسون للبدء بمرحلة جديدة ولا يوجد مانخشاه « كلام لجلالته يؤكد فيه ضرورة واهمية اطلاق الحريات العامة والتزام الحكومة بنهج جلالته الديمقراطي الراسخ منذ البداية والذي قام عليه النظام الاردني واستيعاب الاحزاب لهذا المفهوم بشكل واضح دون لبس للسير بالاردن نحو الافضل لأن التنمية السياسية تحتاج الى حياة حزبية متطورة تحظى بتاييد المجتمع وعلى الاخص الشباب.
ان تركيز جلالة الملك على دور الشباب واهمية انخراطهم في الحياة الحزبية واهتمامه باهمية الاسراع بعملية الاصلاح وان يكون العنصر الشبابي عنصرا اساسيا فيها واهتمام جلالته الكبير بالطروحات الحزبية واهمها القانونية والتشريعية كقانون الانتخاب والاجتماعات العامة وغيرها وحق الفئات الشعبية بالتعبير عن نفسها ضمن اطر نقابية كنقابة المعلمين او اتحادات للطلبة وترحيب جلالته بطرح الاحزاب لاطلاق الحريات داخل التعليم لمزيد من الابداع أي عودة الحياة السياسية للجامعات بقوة، فيها رسالة قوية للمجتمع الاردني بشكل عام والشباب بشكل خاص بتكسير كل العوائق التي تحول دون المشاركة بالاحزاب السياسية وازالة ركام الاحباط والثقافة المجتمعية المتخوفة امنيا من الانخراط بالاحزاب للبدء بمرحلة جديدة عنوانها الحرية والديمقراطية دون معيقات ومخاوف.
وكانت القيادات الحزبية قد ثمنت لجلالته انفتاحه على الاحزاب وتاكيده الاسراع بالاصلاحات وانصاته بكل اهتمام لحديث ومطالب واقتراحات 16 حزبا اردنيا في اجتماع الاربعاء وعلى الاخص مقترحاتهم حول لجنة الحوار الوطني والتي طالبت الاحزاب بان يتم ربطها بجلالة الملك عبدالله الثاني كمرجعية لها واهتمام جلالته الواضح بملف الفساد الذي حظي بحيز كبير من المناقشات والمطلب الحزبي بمعالجته ضمن اطر مؤسسية.
امين عام حزب الحياة، ظاهر العمرو قال ان لقاء جلالة الملك مع الاحزاب اعطى دفعة قوية للعمل الحزبي ونبه الى ضرورة تطوير الاحزاب وبرامجها والاسس القائمة عليها لتتماشى مع التغيرات على الساحة العربية والدولية ايضا.
كما ان اجتماع جلالته وحديثه مع الاحزاب وتوجيهاته تصب في تغيير الصورة السلبية والنمطية للمجتمع عن الاحزاب او الانخراط بالعمل الحزبي وتشجع على الانخراط بالعمل الحزبي الفاعل.
واشار امين عام حزب الحياة الى حديث جلالته بالتركيز على العنصر الشبابي في الاحزاب واستقطابه للتجديد والاضافة النوعية لعدد من الاحزاب بهدف تطوير افكارها وبرامجها كي تتماشى مع التغييرات المتسارعة محليا وعربيا ودوليا.
واشار العمرو الى مطالبات الاحزاب بان ترتبط لجنة الحوار الوطني بجلالة الملك
والاحزاب ايضا كي لاتكون مرتبطة بوزارة الداخلية وتكون هنالك قضايا امنية تعيق العمل الحزبي ويزول الهاجس الامني لدى الاحزاب والمجتمع الاردني.
كما تحدث امين عام حزب الحياة عن الطروحات الحزبية المتعددة في اجتماعها مع الملك وتعدد الاراء واختلاف وجهات النظر من قبل ال16حزبا وتقبل وتفاعل جلالته مع مختلف القضايا المطروحة واشاراته الواضحة لضرورة التنفيذ السريع لكافة القضايا التي تصب في طريق الاصلاح الشامل السريع.
ورسالة جلالته الواضحة للمجتمع التي تصب بتغيير المفهوم السلبي للاحزاب من المجتمع المحتفظ بارث طويل وصعب يركز جلالته على تغييره بشكل ايجابي ليكون بداية للاصلاح الحقيقي للعمل الحزبي.
واشار العمرو الى قناعة الاحزاب بعدم جدوى لوجود وزارة للتنمية السياسية اعتمادا على تجربتها الماضية والمطالبة بالغائها خاصة وانها تفتقر الى الصلاحيات.
امين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب اشار الى توجيه جلالته الواضح نحو الاصلاح وضرورة الاسراع به خلال حديثه الاخير مع الاحزاب وقوله : « نحن بحاجة الى خارطة طريق للاصلاح « وقال : طرحنا كاحزاب لجلالة الملك رؤيتنا للاصلاح سواء على المستوى التشريعي او القانوني والمجتمعي والتي يمكن ان تشكل مرتكزات لعملية الاصلاح الشامل والسياسي كقانون الانتخاب والاجتماعات العامة وعدم اغفال حق كافة فئات المجتمع بالتعبير عن نفسها ضمن اطر مختلفة كنقابات واتحادات وغيرها كما ناقشنا وبشكل معمق ومطول ملف الفساد وضرورة مواجهته بنهج مؤسسي متكامل سواء قانوني واعلامي وقيمي مجتمعي لاستئصاله من جذوره وناقشنا ضرورة عدم تدخل الجهات الامنية بالاعلام والنقابات وغيرها من المؤسسات ووقف الخصخصة واعادة التفكير بدور الدولة في عملية التنمية
وطالبنا بان تكون مرجعية لجنة الحوار الوطني مرتبطة بالملك بعد تقديم العديد من الاقتراحات بخصوصها وضرورة ان يكون للجنة سقف زمني اقترح بثلاثة اشهر».
واشار ذياب الى ترحيب جلالة الملك بفكرة التعليم واطلاق الحريات داخل المؤسسات التعليمية لمزيد من الابداع وتنشيط الحياة السياسية في الجامعات.
القيادي في حزب الوسط الاسلامي مروان الفاعوري اكد ان ازمة الاحزاب ومدى تطورها متعلقة بالبيئة الحزبية الخصبة لا بالبرامج والافكار التي تتطور تلقائيا بالبيئة الديمقراطية المشجعة المدخل للمشاركة السياسية من خلال الاحزاب ونقلة الى دولة قانون ومؤسسات.
وحذر الفاعوري من مغبة ان تكون لجنة الحوار الوطني كاخواتها من اللجان السابقة ، لأن المواطن الاردني اصبح على درجة كبيرة من الوعي السياسي.
واكد الفاعوري بان رسالة الملك واضحة والتي تتمثل برغبته الشديدة ببداية مرحلة جديدة عنوانها شراكة حقيقية مع الاحزاب كشريك ومكون اساسي للدولة الاردنية
وتحطيم التراث القائم على التخوف من المؤسسات الامنية والعزلة التي كانت مفروضة على قيادات وكوادر الاحزاب ويحول دون نشاط الاحزاب السياسي.
المفضلات