كشفت صحيفة بريطانية نقلا عن مسؤول إسرائيلي أمس أن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازل في اللحظة الأخيرة بشأن موضوع بناء مستوطنات جديدة في مسعى منها لإنقاذ مفاوضات السلام مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأشارت ذي ديلي تلغراف في عددها اليوم إلى أن إماطة اللثام عن اختراق محتمل في حالة الجمود الراهنة جاءت قبل 48 ساعة فقط من انتهاء سريان تجميد جزئي على بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية مساء غد الأحد.
وشكَّل اللغط الدائر حول تمديد الحظر المفروض على بناء المستوطنات تهديدا بإخراج مفاوضات السلام من مسارها، وهي التي انطلقت في واشنطن مطلع الشهر الجاري.
وقد رفضت إسرائيل إطالة مدة الحظر، بينما توعدت القيادة الفلسطينية بالانسحاب من المفاوضات إذا استؤنف بناء أي مستوطنات على الأراضي الفلسطينية.
وفي غمرة الضغوط الأميركية المتزايدة على بنيامين نتنياهو من أجل التوصل إلى حل يرضي طرفي النزاع، ألمح مسؤول في الحكومة الإسرائيلية إلى أن رئيس وزرائها مستعد "للتنازل" عن مزيد من الأرض للفلسطينيين أكبر مما أُعلن عنه في السابق.
وأعلن قياديون يمثلون ثلاثمائة ألف مستوطن بالضفة الغربية أنهم سيستأنفون العمل في تشييد مستوطنات جديدة ابتداء من تمام السادسة وست دقائق مساء الأحد، وهي اللحظة التي ينتهي فيها أجل التجميد المفروض على البناء من قبل عشرة أشهر.
وفي معرض تعليقه على هذه التطورات، قال مراسل صحيفة ذي إندبندنت البريطانية في القدس دونالد ماكينتاير إنه ما لم يعلن نتنياهو بوضوح تمديد التجميد الحالي لثلاثة أشهر أخرى فإنه سُينظر إليه على أنه يتحاشى الضغوط الأميركية دون أن يُضطر لدفع ثمن سياسي مقدَّر نظير ذلك.
ورأى ماكينتاير أنه حتى لو صيغت تصريحات الإسرائيليين، قبل انقضاء أجل التجميد بما يحفظ ماء الوجه فمن غير المرجح أن تكون تعبيرا عن حسن النية التي طالما راودت الرئيس الأميركي باراك أوباما والقيادة الفلسطينية "المعتدلة".
وقال "على نتنياهو أن يدرك أن مقاومته تمديد التجميد تكتسب أهمية رمزية وحقيقية. فإن لم يكن يملك القوة السياسية للتصدي للمستوطنين واليمين في الائتلاف الحاكم بوقف البناء في المستوطنات –وكلها غير شرعية وفقا لكل تفسيرات القانون الدولي تقريبا- فإن الشكوك ستحوم حول قدرته على التوصل إلى اتفاقيات بشأن القدس والحدود واللاجئين اللازمة لأي تسوية".
وأضاف "إذا كانت ممانعته ليست نوعا من الضعف السياسي بل نزعة متأصلة، فإنها مدعاة للارتياب في إخلاصه وصدقه في التوق للتوصل إلى اتفاق البتة".
المصدر: ديلي تلغراف
المفضلات