قدر شباب جامعة الطفيلة التقنية، والشباب بعامة في محافظة الطفيلة، الدعم الملكي للجامعة، الذي جاء على هيئة مكارم ملكية، مكّنت الجامعة من تجاوز محنتها المالية، لإنشاء أبنية وخدمات كلفتها (78) مليون دينار.
وقال رئيس الجامعة د.سلطان أبو عرابي لـ''ملحق الشباب'' إن وزارة الأشغال العامة استكملت إعداد تصاميم هندسية لإنفاذ مكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني، إنشاء مدينتين للعاملين في الجامعة وللطلاب.
ولفت إلى أن المدينة الأولى فيها (200) شقة لإسكان العاملين في الجامعة، فيما المدينة الطلابية تتسع لإسكان (2500) طالب، قال إن فيهما كل مواصفات المدن العصرية من أسواق ومراكز للخدمات ومسجد وقاعات للمحاضرات.
وأشار إلى أن عطاءً أحيل لإنشاء كلية للعلوم التربوية، تعد الأكبر في الجامعات الأردنية، مساحاتها (18) ألف متر مربع.
وفي التفاصيل قال إن البناء الذي يتخصص في شمول أكبر مجمع تقني ذي مواصفات متقدمة، يتضمن مباني لمختبرات متخصصة في الكيمياء والفيزياء والجيولوجيا، تصل كلفته عشرة ملايين دينار.
وتتواصل في الجامعة عمليات إعمار في إطار التأسيس لجامعة تقنية، يجري في سياقها إنشاء عمادة لشؤون الطلبة، ومبنى متعدد الأغراض، بكلفة اثني عشر مليون دينار، ومبان للقاعات الصفية بكلفة ستة ملايين دينار، ومدرجات ومكاتب لأعضاء الهيئات التدريسية بكلفة عشرة ملايين دينار.
وتنتظر الجامعة التي أنعم بها جلالة الملك مطلع عام 2005 على قاعدة من التنمية المحلية لمحافظة الطفيلة، تخريج الفوج الأول من طلبتها مع حلول الفصل الدراسي الأول من العام الجاري.
وقال د.أبو عرابي، إن ما تقدمه الأيادي الهاشمية من خير، ممزوج بتباريح الشرف والعزة، يبقى الى أجيال تتعاقب، وحقب تتوالى، مثمرا زاهراً، في تاريخ منطقة، ما ادخر البيت الهاشمي ذخراً في تعزيز أركان المحبة والمنعة فيها.
اتفاقيات مع جامعات عريقة
من جانب آخر، وقع رئيس الجامعة اتفاقية تعاون علمي مع جامعة مارتن لوثر -أقدم جامعة ألمانية، يمتد تاريخها إلى أزيد من خمسمائة عام- للتعاون العلمي والتقني والهندسي.
وأشّرت الاتفاقية في التفاصيل إلى إرسال مبعوثين من الشباب لدراسة الدكتوراه في عدد من التخصصات الهندسية والعلمية، وتزويد الجامعة بخبراء للمساهمة في تطوير مختبراتها، وتطوير أداء أعضاء الهيئة التدريسية، ورسم خطط لبرامج دراسات عليا، وأخرى لتبادل طلبة ومدرسين.
وبحث د.ابو عرابي لدى استقباله الوفد الألماني أولويات للطفيلة التقنية منها فتح آفاق للتعاون في المجالات الكيميائية والهندسية باستحداث برامج للماجستير في مجال تكنولوجيا الكيمياء والتشارك في الإشراف على الرسائل العلمية والأبحاث، فيما الاتفاق شمل إرسال مبعوثين للمساهمة في تطوير جوانب من تخصص الكيمياء الصيدلانية وكيمياء الأدوية في الجامعة الألمانية.
وعرّف د.أبو عرابي بالمستوى المتطور للتعليم العالي في الأردن وبإنجازات الجامعة الفتية على صعيد البناء والاتفاقات العلمية الدولية والابتعاث، في محاضرته في القاعة الهاشمية بحضور الوفد الضيف وعمداء الكليات ومديري الدوائر وعدد من المرشحين للابتعاث، فيما عرض د.بروك لنشأة وتطور جامعة مارتن لوثر.
وترتبط ''الطفيلة التقنية'' باتفاقات علمية مع جامعات عالمية منها تكساس التقنية، وبريدج ووتر ستيت، وغرب ميتشيغن، وكولومبيا، والينوي، وكمنتز التقنية الألمانية، والنمسا التقنية وسلوفاكيا التقنية وجامعات ماليزية وأخرى عربية.
وفي ذات السياق وقع د.أبو عرابي اتفاقية أخرى للتعاون العلمي مع جامعة تكساس إلباسو الأميركية، غايتها تعزيز العلاقات المشتركة وزيادة التبادل العلمي.
وحملت الاتفاقية ملفات لربط الجامعتين في مجال الابتعاث وتبادل الطلبة والأساتذة وتفعيل الزيارات، والإشراف المشترك على الرسائل العلمية، وتطوير الدراسات العلمية.
وحضر توقيع الاتفاقية وفد أكاديمي من جامعة تكساس يمثل عميد كلية العلوم د.دينيس سودن ومديرة العلاقات الدولية د.جانيت كوناري، إضافة إلى عمداء الكليات ومدير مركز اللغات في الطفيلة التقنية.
وطاف د.أبو عرابي في اللقاء مع رئيسة الجامعة الأميركية حول نشأة الجامعة التي تضم 27 تخصصا للبكالوريوس و11 تخصصا للدبلوم المتوسط معظمها تقني، وتخصص الدبلوم العام في التربية وبرنامج واحد للماجستير في تكنولوجيا الكيمياء موزعة على ست كليات أكاديمية، التي بلغ عدد الطلبة فيها 4200 طالب وطالبة.
ولفتت رئيسة الجامعة الاميركية د.نتاليسيو الى عمق العلاقات التي تربط الجامعتين، خاصة ما كان منها في مجالات التكنولوجيا والتقنية الحديثة وبرامج اللغات.
وأشّر د.أبو عرابي إلى هدف استقطاب (15) من طلبة الجامعة الأميركية، المتمثل بالحرص على توثيق العلاقات العلمية وتوضيح صورة الثقافة والعادات لشعوب المنطقة.
وألقى د.أبو عرابي في القاعة الهاشمية بالجامعة بحضور الوفود الأميركية الزائرة وعمداء الكليات وحشد من شباب الجامعة محاضرة حول واقع التعليم العالي في الأردن، وعرض للاهتمام الملكي بهذا القطاع باعتباره من ركائز التنمية المستدامة.
المفضلات