عزا مختصون نفسيون وتربويون انخفاض المعدلات التراكمية لدى طلاب الجامعات عند التخرج إلى ''ضعف الدافعية للتعلم لدى الشباب''.
وأكدوا لـ الشباب أن سبب ضعف الدافعية للتعلم؛ المعلمون والإدارات والسياسات التعليمية، مبينين أن كل إنسان يعاني من ضغط تدني الدافعية في التحصيل العلمي في فترات مختلفة من حياته، موضحين أنها حالة عامة لأن الشروط المحيطة بالاشخاص وتطور الحوادث والمفاجآت والتكوين المبكر السابق للشخص تدعو إلى وجود تدنٍ في الدافعية للتحصيل العلمي وغيرها.
واتفقوا على ''أن الدافعية للتحصيل العلمي ترتفع إذا كانت تلبي احتياجات شخصية لدى الفرد''، مؤكدين انه لرفع مستوى الدافعية عند الشباب يجب حث المدرسين على تنويع الاساليب التدريسية وتشويق الطلاب للتعلم واستخدام تقنيات التعليم بشكل أمثل؛ لأنها ترتبط بتشغيل كافة الحواس عند المتعلم كما أنها تتيح حرية الحركة للمتعلم مما ينعكس ايجابياً على مستوى الدافعية، معتبرين أن على الأهل دوراً في رفع الدافعية يتضمن قبول أي مستوى انجاز من الابناء بحيث يتم تعزيز الابناء على هذا الانجاز أو عدم مقارنة إنجازات الأبناء مع بعضهم البعض بسبب التباين في المستويات.
وبيّن الطالب ايمن عودات (18 سنة) ''كلما أمسكتُ الكتاب للدراسة أشعر وكأنه يوجد حاجز بيني وبين الكتاب''.
وأوضحت الطالبة سهام راضي (21 سنة) أنها تحاول إلهاء نفسها بأي شيء إلا الدراسة وتفكيرها لحظة الذهاب للدراسة يركز على ماذا ستقول لصديقاتها
غدا وماذا ستفعل بالايام المقبلة.
وأكد حيدر فريحات -رب اسرة- أن المجتمع سواء اولياء الامور او التربويون مطالبون بالعمل بجد واهتمام على خلق وتشجيع الدوافع الداخلية
لدى الافراد نحو امور تعتبر في غاية الاهمية لتحقيق النجاح مثل حب العمل والاستمتاع به واحترام الوقت واستثماره بطريقة جيدة.
وقال عبد الحكيم محمد -مدير مدرسة- إن الدافعية تحتل مكانة مهمة لأنها توجه السلوك وتنشط الفرد وتحفزه وتساعده على الانتقاء لسلوكيات معيشية دون غيرها ولها اهمية مركزية او محورية في حياة الانسان وخصوصا الطلبة.
وخلصت أستاذة علم النفس التربوي الدكتورة وسام بريك إلى أن الدافعية للتعلم لدى الدارسين هي مجموعة العوامل الداخلية والخارجية التي يكون لها دور في تنشيط وتوجيه سلوك الطالب وجهة معينة من اجل تحقيق أهداف أو غايات أو مقصد أو من أجل تجنب مواقف مؤلمة أو لا يرغب فيها الفرد.
أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد كنعان قال إن الدافعية لدى الناس نوعان؛ الأول الدافعية الداخلية ومن خلالها يقدم الشخص على الانجاز والتعلم لوجود شيء داخله يريد تحقيقه، اما النوع الثاني فهو الدافعية الخارجية التي يعمل فيها الكثير من الناس وتكون لوجود حوافز خارجية للحصول عليها مثل المال او علاقات اجتماعية حيث بدونها لا يعمل بشكل جيد.
وأشار أستاذ الإرشاد والتربية الخاصة الدكتور محمد السفاسفة إلى أن الدافعية للتعلم حالة داخلية عند الفرد تستثيره وتدفعه لانجاز مهمة معينة لتحريك السلوك وتوجيهه والمحافظة على استمراريته وتعتبر هذه الحالة هي المحرك الاول لانجازه وبدون دافعية لا يوجد انجاز لذلك الدافعية متطلب سابق للانجاز المتقن والمطلوب.
وأرجع استاذ علم النفس التربوي الدكتور ساري سواقد تدني مستوى الدافعية للتعلم عند البعض الى عدة عوامل مثل وجود حالة نفسية او خلل صحي أو خلل في الرغبة للتعلم أو عدم المرور السليم في خبرات الفشل والنجاح في الحياة لدى المتعلم.
وأضاف ''قد يكون المعلم سبباً لتدني الدافعية لضعف تأهيله أو إعداده حيث لا توجد عنده أساليب للتشويق والتعزيز ولا يستطع ترغيب الطلاب للتعلم مما يسبب انخفاض الدافعية لدى الطالب، أو بسبب المادة التعليمية لصعوبتها او عدم تسلسلها المنطقي في ربطها''.
وأشار إلى أن الادارة التعليمية غير المرنة تكون أيضاً سبباً في تدني الدافعية بسبب جمود بعض السياسات التعليمية التي ''لم تبنَ على احتياجات وميول ورغبات المتعلم''.
المفضلات