في البداية لابد من التنويه ان القذافي يعلم علم اليقين ان الذين يقتلهم ويقصفهم بالصواريخ والمدفعية الثقيلة هم الغالبية العظمى من ابناء شعبه وليسوا اتباع بن لادن و "جرذان" القاعدة كما يدعي. فقد قال في خطابه الاول بعد انطلاق الثورة: "أنا لو عندي منصب ، لو اني رئيس ، كنت لوحت الاستقالة في وجوهكم." فهل هو يقصد بأنه سيرمي الاستقالة في وجه القاعدة واسامة بن لادن؟ أضف الى ذلك هو انه يعلم أيضا ان الثائرين عليه هم على حق وهو على باطل، فقد استشهد في نفس الخطاب بما قامت به الصين في دك الشباب الصيني بالدبابات في الميدان ، وما فعله يلتسين بقصف البرمان بالدبابات ، والشباب الشيشاني الذين اعتصموا في مدرسة وأبادتهم روسيا بالغازات السامة ، وتدمير أمريكا لمدينة الفلوجة بالطائرات والاسلحة المحرمة الفتاكة. فهل ضحايا هذه الجرائم هم أناس خارجين على القانون أم انهم على حق وأصحاب مطالب مشروعة ، ومن ارتكب بحقهم هذه الجرائم الشنيعة هم الذين على الباطل؟ هؤلاء الذين أقر لهم القذافي بأنهم على حق ، توعدهم بهد الجدران على رؤوسهم ، وبمطارتهم شبر شبر ، بيت بيت ، دار دار ، زنگه زنگه ، فرد فرد. والان يقول بأن قوات حلف الناتو تقصف المدنيين. وليس بالغريب على هذه القوات ان تقوم بقصف وقتل المدنيين عمدا ، بل ان هذا هو اسلوبهم المفضل ان استعصت عليهم الامور ، وقد فعلوا ذلك في العراق ، والان يفعلونه في أفغانستان ، وعلى الحدود الباكستانية ، ويقتلونهم بالجملة دون تمييز ، حتى انه يصل الامر بجنودهم أحيانا أن يطلقوا النار من بنادقهم على مدنيين عزل دون أي سبب سوى قصد القتل فقط . ومخطئ من ظن يوما ان للثعلب دينا. ولكنهم الى الان لم تصل بهم الحالة في ليبيا الى قصف المدنين. في تقرير لتلفزيون سكاي نيوز ، تقول مراسلة المحطة التلفزيونية انهم اخبروهم ان بيتا تعرض للقصف وقتل فيه أناس مدنيين من بينهم طفل. فطلب التلفزيون منهم ان يأخذوهم الى المنزل المقصوف ، وقيل لهم انه يوجد على مسافة عشرة دقائق. استغرق البحث عن المنزل المقصوف مدة ساعة ونصف ولم يجدوه!
الفيديو على موقع يوتيوب:
http://www.youtube.com/watch?v=-O5KJavfiQo واخيرا نقول كلمة للثوار لعل وعسى ان تصلهم ، ان استراتيجيتكم الحربية لايبدو انها تسير على ما يرام. فآلة الحرب التي يمتلكها القذافي تفوقكم بكثير ولابد ان تجتهدوا في الحصول على السلاح الموازي. أمّا عن اخوانكم في مصراته ومدن الجبل الغربي فلا تبدو ثورتهم أكثر من جيوب مقاومة مهددة بالانهيار في أية لحظة، كما حدث في مدينة الزاوية. ولولا التدخل الفرنسي في الدقائق الحرجة ، لأصبحت ثورة بنغازي خبرا من أخبار الماضي. ولو تمكن القذافي من اسقاط طائرة أمريكية واحدة وقتل أو أسر من فيها ، لهبطت شعبية أوباما في أمريكا الى الحضيض ، وسارع بالانسحاب على سرعة البرق من هذا التحالف "الهش" الذي دفعت به فرنسا. فماذا ستفعلون بعدها؟ يوجد الان تعاطفا عالميا معكم ، ومع مرور الوقت سوف يتلاشى هذا التعاطف. ففرصتكم ان تستثمروا هذا التعاطف الان ، وليس بعد فوات الاوان. فهل ستقتنصوا الفرصة أم ستراهنوا على المستقبل المجهول الذي لا يعلمه إلا الله؟
المفضلات