في دعوته الى تعزيز منظومة القيم المجتمعية، وضع جلالة الملك عبدالله الثاني خريطة طريق للخروج من ظاهرة العنف المجتمعي التي بدأت تفرض استحقاقاتها وآثارها السلبية على مجتمعنا بما هي ظاهرة غير صحية تعمل بالعقل على تراجع مستويات الثقة بين افراد اسرتنا الواحدة وتعزز مشاعر الكراهية بين الناس..
الخروج من دائرة العنف هذه تستدعي معالجة جذرية وجادة تبدأ من الاسرة والمدرسة والجامعات في تكامل وانسجام وتناغم يفضي الى النتيجة المأمولة وهي تقوية النسيج الاجتماعي ويحمي الوطن ومنجزاته ومكتسباته..
ولئن حرص جلالة الملك خلال الاجتماع الذي ضم عدداً من الشخصيات الوطنية لبحث ظاهرة العنف المجتمعي التي زادت في الفترة الاخيرة على وصف هذه الظاهرة بالمقلقة لكل مواطن اردني وتهدد قيمه النبيلة فإنما لاعادة التأكيد على ما كان جلالته قد لفت اليه اكثر من مرة ودعا الى تجاوزه وعدم السماح باستمرار الخلل الذي يسببه العنف الاسري وعنف الجامعات وشغب الملاعب اضافة بالطبع الى ما بدأ يطفو على السطح من اعتداء على الموظفين، ما يعكس - من أسف - تراجع منظومة القيم الوطنية التي تجمعنا كأردنيين وهي المنظومة والمظلة التي كانت منذ نشأة الدولة الأردنية تشكل على الدوام أساس هويتنا الوطنية ورمز وحدتنا..
آن الأوان لأن ينهض كل منا بمسؤولياته الوطنية والاخلاقية وأن يبدأ كل المعنيين وبخاصة في المؤسسات التعليمية كافة وعلى رأسها الجامعات في تفعيل دور هذه المؤسسات في تعزيز منظومة القيم وتوضيح مخاطر العنف المجتمعي على مسيرة الوطن..
لم تعد المسألة خياراً بل ضرورة اذا ما أردنا - ونحن نريد - عدم السماح لأحد أو جهة بمواصلة اللجوء الى هذه الظاهرة غير الحضارية والدخيلة على تقاليد مجتمعنا الأردني ومنظومته القيمية حيث تميزت علاقاتنا الاسرية والوطنية بالحميمية وتقبل الرأي الآخر والحوار والتسامح الأمر الذي بات يفرض نفسه على كل منا بأن ينظر الى المشهد الراهن المقلق كما وصفه جلالة الملك عن حق، نظرة شمولية تحتاج في الوقت عينه الى جهد كبير من قبل جميع الاطراف نحسب ان واجبنا تجاه وطننا وشعبنا يفرض علينا بذل جهد مضاعف لوضع حد لظاهرة كهذه.
المفضلات