عمان – جمال عياد - اعرب فنانون عن امنيات في اعطاء الفنان حقه بالتكريم المادي والمعنوي قبل وفاته، لأنها تتذكره مع الأسف بعد وفاته، جاء ذلك في سياق حفل تأبين الراحل محمود صايمة، بحضور وزير الشباب وزير الثقافة بالوكالة د.محمد نوح القضاة، ونقيب الفنانين حسين الخطيب، وأمين عام وزارة الثقافة بالوكالة، مدير المركز الثقافي الملكي محمد أبو سماقة، وعدد من الفنانين، وغياب لذوي الراحل.
راعي الحفل د. القضاة ذكر في الحفل الذي اداره الفنان محمد القباني أننا نقف الآن أمام مثال لا ينسى، ولا يموت، فالموت ليس موت الجسد، وإنما موت الفكرة.
وتابع : ولئن غيبتك بعض الشاشات يا «أبو العبد»، فأنت باق على شاشات قلوب محبيك وجمهورك. ونوه إلى أن صايمة كان في أدائه الكوميدي، يشير إلى أماكن الخلل والزلل، التي جبن الكثيرين في التحدث عنها، ومشيرا إلى حالة رحيله وهو مجروح، ومات وهو مغبونا، إلا أنه ورغم ذلك كان يزرع الإبتسامة على الشفاه.
وتحدث حسين طبيشات الذي وصفه بفقيد الوطن، ورفيق الدرب،: حاولنا معا أن نرسم البسمة على شفاه المسحوقين، وأن نعبر عن مختلف الشرائح الإجتماعية. وذكر نبيل نجم تجربته كمخرج مع صايمة في إحدى مسرحياته، مارا في حديث مطول عن العبر المستقاة من تجربة صايمة الفنية، ومنوها إلى أن الوطن الذي لا يحترم مبدعيه ليس وطنا.
بعد الحفل، دار جدل والتقت «الرأي» فنانين تحدثوا بالمناسبة:
زهير النوباني قال:لم اكن راض عن مستوى حفل التأبين، الذي أقامته النقابة، كان مستواه ضعيفا، وتم انجازه على عجالة، وكانه عمل لرفع العتب ليس إلا، وأوضح يقول: كان من الأولى المباشرة في هذا الحدث ضمن وقت مناسب يدعى إليه من يرغب من الزملاء، وبخاصة من لهم تاريخ فني، في الإسهام، لإنجاح هذه المناسبة، ومع الأسف لم يستشر أحد.
وبين بان الفيلم الذي عرض متناولا سيرة الراحل صايمة لم يكن بمستوى يليق بأهميته الفنية والشخصية، فكان واضحا بأنه عمل بسرعة، لقد جاء مرتجلا، نسبة عند الحديث عن موهبة مميزة وخاصة، ولها نكهة جميلة، فلم يقدم كنجم عربي، ورغم ذلك لم تستطع نجوميته كفالة معيشه.
وقال: لابد من من التحدث بواقعية وبجرأة؛ فقبل يوم من وفاته، وفي مناسبة عامة، همس في أذني كلاما، لا يليق بي طرحه على الملأ، فلم يكن يأخذ حقه من العلاج الطبي المناسب، كان يعاني من ضيق. وزاد: «وبناء على ما همس في أذني أقول أن محمود صايمة مات مقهورا.
وقال حسين طبيشات: «كان من المفروض أن يكون وقت الاحتفال أطول، والاهتمام في سيرته أكبر، وبصراحة لم يعطوه حقه بالتأبين، فمحمود يستحق منا أفضل من ذلك بكثير.
محمد القباني بدوره عتب على زملائه الفنانين من الحضور غير المناسب، فقال: كنت أتمنى أن يكون الحضور أكثر من ذلك بكثير، وعزى السبب في ذلك، إلى أن العدد يقاس عادة في الأفراح، ولجني المكاسب، وليس للأحزان، على اعتيار أن الرجل رحل، وليس هناك أي مكسب منه.
إلا أنه قال: ولكن هذا يعطي مؤشرا كيف سيكون حفل تأبيني، عندما أرحل عن هذه الدنيا.
اعتبر عثمان الشمايلة أن حفل التأبين، كان لفتة جيدة، رغم أن هذه المناسبات لا تعطي صايمه حقه، واقترح على المسؤلين إطلاق إسم شارع بإسمه، أو أحد المرافق الثقافية، ولكنه تمنى على الجهات الرسمية، اعطاء الفنان حقه بالتكريم المادي والمعنوي قبل وفاته، لأنها تتذكره مع الأسف بعد وفاته.
سعد الدين عطية من جهته، اعتبر أن هذا التكريم لم يناسب مع الحدث معنويا ولا ماديا، وكأن الحفل أقيم على عجل، فهناك مسائل خاصة لدى المرحوم كان من المفترض أن تطرح، لأن ما طح كان سطحيا يعرف من قبل الجميع.
نقيب الفنانين، قال: في هذه المناسبة لا يسعنا لآ أن نترحم على زميلنا، وأن تكون عائلته، التي نتابعها عن كثب، بأفضل الأحوال، لأن صايمة فنان غير عادي، ويعتبر كسائر زملائه من مقدرات الوطن، وإذا ما نظرنا إلى هذه الحالة فإننا نتذكر بأن الحياة والموت من سنن الوجود، ونحن في مجلس النقابة لم نألو جهدا في ترجمة إلى ما يصبو إليه الفنان الأردني، والآن هناك حلول مقترحة بين يدي أعلى مستويات الدولة، للخروج من النفق المظلم الذي ألم بالحركة الفنية.
المفضلات