أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء أنه لا عودة للعلاقات مع إسرائيل إلى طبيعتها قبل أن تعتذر عن هجومها على أسطول الحرية لغزة وتقديم تعويضات لأسر ضحايا الهجوم ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة نهائيا.
وقال أردوغان في تصريحات في أنقرة "نحن لم ولن ننسى ما حصل في غزة، ولم ننس ما حصل في سفينة مرمرة، وشهداءنا التسعة. وإذا كان الهدف بدء مرحلة جديدة في العلاقات مع إسرائيل فعليها أن تعترف بجريمتها أولا وتعتذر رسميا وتدفع تعويضات لأهالي الضحايا".
وطالب برفع الحصار المفروض على قطاع غزة كليا، وقال "الحصار المفروض على غزة لم ينته بل تم تخفيفه. يجب أن ينتهي تماما وبعد ذلك نفكر في الخطوة القادمة، نحن لا نتصرف بكراهية وحقد، نحن نريد الحق ولا ينبغي لأحد أن يطلب منا أي خطوة بشأن إسرائيل قبل تنفيذ هذه الشروط".
وجاءت تصريحات أردوغان عقب اجتماعات بين دبلوماسييْن من تركيا وإسرائيل في اليومين الماضيين لبحث صيغة اتفاق على إنهاء التوتر في العلاقات بين البلدين بعد مبادرة تركيا بمساعدة إسرائيل في إخماد حرائق الغابات في جبل الكرمل.
تفاهمات مبدئية
في هذه الأثناء أعرب مصدر إسرائيلي عن اعتقاده أن قرار تركيا تقديم المساعدة لإسرائيل في أعمال إخماد حريق الكرمل أوجد فرصة سانحة لإصلاح التوتر في العلاقات بين الدولتين.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصدر -الذي لم تكشف هويته- القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يولي أهمية كبيرة لتحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
وأشار المصدر إلى أن الطرفين يبحثان في هذه المرحلة عن حل لأزمة الاعتداء على سفينة "مرمرة" التركية في مايو/أيار الماضي التي كانت تحمل مساعدات لقطاع غزة المحاصر.
إسرائيل هاجمت سفينة مرمرة جوا وبحرا (الفرنسية-أرشيف)
وعلى الصعيد نفسه ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الصادرة الثلاثاء أن إسرائيل وتركيا اقتربتا من وضع وثيقة تفاهمات تسمح بإنهاء الأزمة السياسية بينهما والعودة بعلاقاتهما إلى مجراها الطبيعي.
وأشارت إلى أن ذلك يأتي بعد يومين من المباحثات التي جرت في جنيف بين ممثل إسرائيل بلجنة التحقيق الدولية في أحداث قافلة السفن الدولية يوسيف تشيحانوفير ووكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سينير لولو حيث وصفت مصادر تركية هذه المباحثات بأنها كانت إيجابية.
وأكدت الصحيفة أن تركيا وإسرائيل اتفقتا على عرض التفاهمات المبدئية التي تم التوصل إليها خلال مباحثات جنيف على رئيسي وزراء البلدين، بينما يعكف طاقم مشترك من الخبراء القانونيين على صياغة هذه التفاهمات خطيا.
وتطالب تركيا إسرائيل بالاعتذار عن اقتحام قوات إسرائيلية سفينة مرمرة التركية في المياه الدولية بالبحر المتوسط في 31 مايو/أيار الماضي أثناء توجهها ضمن قافلة أسطول الحرية إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية لسكانه الذين تحاصرهم إسرائيل منذ أربع سنوات.
وقد أسفر ذلك الهجوم عن مقتل ثمانية مواطنين أتراك وأميركي من أصل تركي وإصابة عشرات آخرين. كما تطالب تركيا إسرائيل بتقديم تعويضات لعائلات هؤلاء الضحايا الأتراك.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات