بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
عقيدتنا أن لا نتعصب لأشخاص الا لشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونعرض ما يصدر عن أي انسان على الكتاب والسنة والإجماع
فما وافق الكتاب والسنة ولم يخالف اجماع الأمة قبلناه وما خالف طرحنا وأبطلناه
ونتبع العالم السني لا لذاته وإنما لإتباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنتبعه ما اتبع ونخالفه ما خالف
وقد قال صاحب كتاب " الوجيز في عقيدة السلف الصالح ج1 ص 127 " مبينا عقيدة أهل السنة والحماعة أنهم :
" لا يعتقدون العصمة لأحد غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويرون الاجتهاد فيما خفي من الأمر بقدر الضرورة ، ومع هذا لا يتعصبون لرأي أحد حتى يكون كلامه موافقا للكتاب والسنة
ويعتقدون أن المجتهد يخطئ ويصيب ؛ فإن أصاب فله أجران : أجر الاجتهاد وأجر الإصابة ، وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد فقط
فالاختلاف عندهم في المسائل الاجتهادية ، لا يوجب العداوة ولا التهاجر بل يحب بعضهم بعضا
ويوالي بعضهم بعضا ، ويصلي بعضهم خلف بعض ، مع اختلافهم في بعض المسائل الفرعية " .
وهذا أيضا كلام نفيس للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
في اجابته على سؤال عن سيد قطب رحمه الله
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لا أرى أن يكون النزاع والخصومة بين الشباب المسلم في رجل معين
بل النزاع يكون في الحكم الشرعي
فمثلاً : نعرض قولاً من الأقوال لقطب ، أو لغير قطب
ونقول : هل هذا القول حق أو باطل ؟ ثم نمحصه
إن كان حقّاً : قبلناه ، وإن كان باطلاً : رددناه
أما أن تكون الخصومة والنزاع بين الشباب ، والأخذ والرد في رجل معين : فهذا غلط ، وخطأ عظيم .
فسيد قطب ليس معصوماً ، ومَن فوقه من العلماء ليسوا معصومين ، ومَن دونه من العلماء ليسوا معصومين
وكل شخص يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيجب قبول قوله على كل حال .
فلذلك أنا أنهى الشباب أن يكون مدار نزاعهم وخصوماتهم على شخص معين أيّاً كان
لأنه إذا كانت الخصومات على هذا النحو :
فربما يُبْطل الخصم حقّاً قاله هذا الشخص ، وربما يَنْصُر باطلاً قاله هذا الشخص ، وهذا خطر عظيم
لأنه إذا تعصب الإنسان للشخص وتعصب آخر ضده ، فالذي يتعصب ضده سوف يقول عنه ما لم يقله ، أو يؤول كلامه
أو ما أشبه ذلك ، والثاني ربما يُنْكِر عنه ما قاله ، أو يوجه ما قاله من الباطل .
فأنا أقول ـ ابن عثيمين ـ : لا نتكلم في الأشخاص ، ولا نتعصب لأشخاص .
أما الحق : فيجب قبوله سواء جاء من سيد قطب ، أو من غيره
والباطل يجب رده سواء كان من سيد قطب أو من غيره
ويجب التحذير من أي باطل كُتِب أو سُمِع سواء من هذا ، أو من هذا ، من أي إنسان .
هذه نصيحتي لإخواننا ، ولا ينبغي أن يكون الحديث والمخاصمة والأخذ والرد في شخص بعينه .
أما سيد قطب : فرأيي في آثاره : أنه مثل غيره ، فيه حق وباطل ، ليس أحد معصوماً
ولكن ليست آثاره مثلاً كآثار الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فبينهما كما بين السماء والأرض
فآثار الرجل الأول هي عبارة عن أشياء أدبية وثقافية عامة ، وليس عنده كما عند الشيخ الألباني في التحقيق والعلم .
ولذلك أنا أرى أن الحق يؤخذ من كل إنسان ، والباطل يُرَد من كل إنسان
وأنه لا ينبغي لنا بل ولا يجوز لنا أن نجعل مدار الخصومة والنزاع والتفرق والائتلاف هو أسماء الرجال " اهـ
والحمد لله رب العالمين
المفضلات