الحنفية .. تروي العطشان
- تقول نسرين جواد-30 عاما- ما ننفقه على المياه يزيد عن 100 دينار كل 3 اشهر و الجزء الأكبر منها يذهب لشراء المياه المفلترة من محل التحلية بجوارنا الذي اشتركنا معه منذ سنوات.
اما ام خالد - ربة بيت- فتقول انا دائما اتساءل اين يذهب الراتب وكيف انفقناه ؟.
واكتشفت مؤخراً ان جزءًا مهماً من دخلنا يذهب لشراء المياه سواءً بعبوات صغيره يأخذها اطفالي معهم الى المدرسه او بعبوات 9ر18 لترداخل البيت . وحين سألتها عن ماء الحنفية قالت : جميع سكان الحي تعاقدوا مع شركه تحلية مياه وانا لم افكر في العوده الى الحنفية كما هي ايام زمان ولا اعلم لماذا ..!
عدد من الأطباء وبائعي المياه يوصونا بعدم شرب المياه من تلك الحنفيات لانها سبب في كثير من الأمراض وهكذا يقولون تقول السيدة نسرين جواد .
وتوضح باسمة ان ما تدفعه من فاتورة المياه الربعية للمنزل - كل 3اشهر- 21 دينار وهي تستخدم مياه الحنفية في الأعمال المنزلية و التنظيف، أما مياه الشرب و الطعام فهي تقوم بشرائها من محطة التحلية القريبة من منزلها.
وتقول باسمة أسرتي المكونة من خمسة أفراد تحتاج ما بين 3-4 عبوات أسبوعيا ، بكلفة تقدر للعبوة الواحدة بدينار ونصف في الشتاء وترتفع إلى 6 عبوات في الصيف،لتصل الكلفة الشهرية إلى حدودالـ24 دينار وبعملية حسابية فنحن في ثلاثة اشهر ندفع للمياه فقط 93 ديناراa.
ويرد أخصائي طب العام د.فيصل المجالي :بأن مياه السلطة صالحة للشرب،وذات نسبة ممتازة بالمعادن.
و يضيف أن المأخذ الوحيد على مياه السلطة أن نسبة الكلور مرتفعة لكن لا يوجد أي خلل فيها و يمكن فحصها بالجمعية العلمية الملكية.
فيما يؤكد نائب الرئيس التنفيذي لشركة مياهنا ، مدير إدارة الإنتاج والنوعية في الشركة م.سعد أبو حمور ان شركة مياه الأردن مياهنا لا تضخ بالمطلق و لو قطرة واحدة من المياه غير النظيفة فنحن نضخ مياه صالحه للشرب وخاضعه لكل المواصفات والمقاييس .
و يوضح أن مراقبة نوعية المياه و ضمان مطابقتها للمواصفات والأنظمة الأردنية تقع ضمن اولويات الشركة و تتولى إدارة الإنتاج و النوعية في الشركة مراقبة نوعية مياه الشرب من المصدر و حتى شبكة التوزيع.
وبحسبة فأن مختبرات الشركة حاصلة على الايزو 17025 لعام 2005 و تنفذ برامج رقابية على مدار الساعة وتم شراء أجهزة حديثة لزيادة عدد الفحوصات في مختبرات الشركه حيث تم إضافة سبعة فحوصات جديدة لتصبح المختبرات قادرة على إجراء(40)فحصاً مخبرياً في مجالات الفحوصات الكيميائية والمايكروبيولوجية والفيزيائية للمياه.
صاحب محطة تحلية يفسر بأن تشكيك كثير من المواطنين بمياه السلطة يدفعهم إلى اللجوء إلى شرائها من محطات تحلية المياه.
ويشير الى أن محال التحلية آخذة بالانتشار بشكل كبير في مدن المملكة ،ومعظم المواطنين مشتركون في خدمة شراء المياه وتوصيلها للمنازل عن طريق عبوات أو جالونات.
اما مدير خدمات الزبائن في شركة مياهنا م.محمد ملكاوي فيوضح أن ارتفاع نسبة الكلور دليل قاطع على سلامة المياه التي تضخها السلطة و المياه نظيفة مئة بالمئة ، ويدعو المواطنين للشرب منها و استخدامها في الطعام،و أما بالنسبة للكلور فهو غاز طيار يمكن التخلص منه بطريقة تعريضه ليتطاير.
وتشير إحصائيات رسمية الى أن عدد محطات تحلية المياه العاملة في المملكة 446 محطة، فيما تعد 50 محطة أخرى قيد إجراءات الترخيص، بالإضافة إلى وجود 3 مصانع مياه معدنية، و20 مصنع مياه معبأة.
وشهدت أسعار المياه المحلاة و المفلترة في بعض المحطات ارتفاعا بعد رفع الدعم عن المشتقات النفطية بنسبة وصلت إلى 10% ،و هو ما دعا الجمعية الوطنية لحماية المستهلك المواطنين لمقاطعة منتجات المياه المعدنية والصحية،بسبب ما وصفته بـ مبالغة الشركات في تحقيق الأرباح.
وبحسب رئيس الجمعية محمد عبيدات فأن الجمعية تلقت شكاوى من المواطنين حول ارتفاع أسعار المياه المعدنية والصحية الى مستويات قياسية تصل الى حد المبالغة وبهدف تحقيق أقصى هوامش الربح.
ودعا المستهلكين الى مقاطعة كافة الأصناف التي يشعرون بعدم عدالة أسعارها، والاستعاضة عنها بأصناف أخرى ذات أسعار معتدلة واللجوء الى شرب المياه التي تصل للمنازل.
من جهتها تؤكد وزارة المياه و الري على أن مياه الشرب التي تُضخ عبر الشبكات العامة للمواطنين أكثر أمناً من مياه محطات التحلية.
وتبرر الوزارة من خلال ناطقها الإعلامي عدنان الزعبي استخدام مادة الكلور المعقمة في مياه الشرب بأنها تعمل على قتل التلوث الجرثومي، مما يترك طعما ورائحة لا تؤثر على الصحة في مياه الشرب وفق مواصفة مياه الشرب.
وينفي أن يكون لإختلاف نسب الأملاح المستعملة في مياه الشرب العامة عن مياه التحلية تأثيراً صحياً على الإطلاق خاصة وأن محطات التحلية والتعقيم تقوم بإزالة كاملة أو جزئية، لكثير من المواد، بحيث تصبح المياه ذات طعم مر.
ويقول الزعبي لا فرق بين المياه المحلاة ومياه السلطة،وكلاهما صالح للشرب ويخضعان لرقابة كبيرة ،غير أن المياه المحلاة تتمتع بمواصفات إضافية تختلف عن مواصفات المياه العادية، والمواطن هو صاحب القرار والخيار في أي من المياه يشرب .
فيما يؤكد مدير إدارة الإنتاج والنوعية في شركة مياهنا م.سعد أبو حمور أن الشركه لا تغامر بصحة المواطن لأي سبب من الأسباب ،إذ تجري 1185 فحصا مخبريا للمياه على مدار الساعة يومياً لضمان جودة ونوعية مياه الشرب من المصدر وحتى حنفية المواطن في محافظة العاصمة.
المفضلات